أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
77997 90162

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-11-2016, 09:30 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
Exclamation ما هكذا يا سعد تورد الإبل (دفاعا عن أبي هريرة رضي الله عنه)


تقديم :


وقفت على هذا المقال في كتاب (المقالات السلفية لفضيلة الشيخ عبد الرزاق حمزة) طبعة (دار سبيل المؤمنين للنشر والتوزيع) فأحببت إحياءه وبثّه في القرّاء من جديد فلتتفضّلوه مشكورين



ما هكذا يا سعد تورد الإبل


نموذج من الرد على الأستاذ محمود أبو رية في كتابه (أضواء على السنة المحمدية)
في الدفاع عن الإمام أبي هريرة في روايته لحديث : (خلق الله التربة يوم السبت)


بقلم فضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله


قال الأستاذ أبو رية في صفحة (175) فما بعدها : (روى مسلم عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : (خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق من آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل ... ) وقد روى هذا الحديث أحمد و النسائي) .
قال أبو رية : (و قد قال البخاري وابن كثير وغيرهما أن أبا هريرة قد تلقى هذا الحديث عن كعب الأحبار لأنه يخالف نص القرآن في أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام والعجب أن أبا هريرة قد صرح في هذا الحديث بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أخذ بيده حين حدثه به
وإني لأتحدى الذين يزعمون في بلادنا أنهم على شيء من علم الحديث وجميع من هم على شاكلتهم في غير بلادنا أن يحلوا هذا المشكل وأن يخرجوا بعلمهم الواسع شيخهم من الهوة التي سقط فيها
)
قال : (إن الحديث صحيح السند على قواعدهم لا خلاف في ذلك وقد رواه مسلم في (صحيحه) ولم يصرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فقط فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وهو يحدثه به
وقد قضى أئمة الحديث بأن هذا الحديث مأخوذ عن كعب الأحبار وأنه مخالف للكتاب العزيز فمثل هذه الرواية تعد – ولا ريب – كذبا صراحا وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حكم من يأتي بها ؟ وهل يدخل تحت حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) ؟ أم هناك مخرج لراوي هذا الحديث بذاته ؟
إني والله لفي حاجة إلى الإنتفاع بعلمهم في هذا الحديث وحده الذي يكشف - ولا ريب – عن روايات أبي هريرة التي يجب الإحتياط في تصديقها
) . أه . كلام الأستاذ أبو رية .

نقلت هذا الكلام الغث على طوله ليرى الناس رجلا ينتسب إلى العلم يسفه هذه السفاهة على صاحب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعجب لسفاهته هذا الإعجاب .

و هاك جوابه من أحد طلبة العلم النبوي ودارس للحديث مطالعة وتدريسا محمد عبد الرزاق آل حمزة

أولا : نقلك عن البخاري أنه قال : إن أبا هريرة قد تلقى هذا الحديث عن كعب الأحبار من أين لك هذا النقل عن البخاري ؟ أمن صحيحه ؟ أم من كتبه الأخرى (خلق أفعال العباد) و(الأدب المفرد) و(رفع اليدين في الصلاة) و(القراءة خلف الإمام) أم من أحد تواريخه الثلاثة الكبير والأوسط والصغير ؟ أتحدّاك أن تعزو نقلك عن البخاري إلى كتاب من كتبه ولا ينفعك أن تقول : قال فلان وذكر فلان فإنك تشكك في رجال الحديث وتكذبهم فضلا عن غيرهم .

و هاك الجواب عن حديث أبي هريرة (خلق التربة في يوم السبت ... إلخ) أسوق الجواب لمن يعقل وينصف وعند مسكة من إنصاف وورع فأقول : هذا الحديث علم من أعلام النبوة ليس مخالفا لنص الكتاب العزيز ولا تلقاه أبو هريرة عن كعب الأحبار بل تلقاه أبو هريرة من مشكاة النبوة المحمدية من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفدنا منه علما من علوم النبوة لا كما زعم أبو رية أنه سقطة من سقطات شيخنا أبي هريرة وتحدى أهل العلم بالحديث أن يحلوا هذا المشكل وأن يخرجوا بعلمهم الواسع شيخهم أبا هريرة من الهوة التي سقط فيها .

وأقول لهذا المعجب برأيه الذي ظنّ أبا هريرة سقط في هوة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا يمكن إخراجه منها :

أقول – وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب - : أثبت المحققون عقلا ونقلا أن الله تعالى وتقدست صفاته و أسماؤه عن التعطيل لم يزل ولا يزال خلاقا علميّا فاعلا مختارا لم تتعطل صفات كماله أزلا كما زعم المتكلمون أنه مكث آمادا لا أول لها معطلا عن الخلق والفعل والتدبير والكلام معطل القدرة والإرادة والحكمة ما لا نهاية له أزلا ثم بدأ يخلق ويرزق ويقدر ويريد ويحسن ويتكلم .
و على قول المتكلمين هذا فقياس ما فعل إلى ما لم يفعل أزلا وقياس ما أراد إلى ما لم يرد ولم يخلق كقياس لا شيء إلى لا شيء أو كنقطة في بحار لا تتناهى .
وآية : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) [الكهف 109] والآية الأخرى : (و لو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) [لقمان 27] فيهما الإشارة إلى عدم تناهي كلماته التي يقول بها للشيء كن فيكون وبالتالي إلى عدم انتهاء مخلوقاته أزلا وأبدا فما من عالم إلاّ وقبله عالم إلى ما لا نهاية له أزلا ما دام الله لم يزل خلاّقا فاعلا مختارا والمسألة مشروحة في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية (كالعقل والنقل) و(منهاج السنة النبوية) وشرح حديث عمران بن حصين : (جئت أسأل عن هذا الأمر) و (شرح الطحاوية) و(الصواعق المرسلة) وغيرها من مبسوطات الكتب
وعلى هذا التحقيق العلمي – عقلا منقلا- يكون هذا العالم المشهود والمخلوق في ستة أيام قد سبقه عالم قبله وهكذا ما لا نهاية له إلى الوراء أزلا إذ لم يزل الله قادرا مريدا خلاّقا فعّالا لما يريد بدون بداية ولا نهاية .

إذا ثبت هذا كان هذا العالم الذي نعيش فيه قد وضع الله أساسه وتصميمه وخلق لبناته في يوم سبت من آخر أيام أسبوع عالم قبله ويكون حديث أبي هريرة : (خلق الله التربة يوم السبت) أي : سبت سابق لأيام هذا العالم قد أفاد علما زائدا على ما في الكتاب العزيز لا مخالفا للكتاب العزيز كما فهم ذلك من فهمه .

فلله درّ أبي هريرة إذ لم يضيع شيئا من نفائس علم النبوة التي حدثه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولله در أبي الحسين بن الحجاج وشيخه الإمام عبد الله أحمد ابن حنبل وبعدهما أبو عبد الرحمن النسائي إذ نقلوا لنا هذا العلم النفيس ولو أهملوه لضاعت علينا لؤلؤة من لآليء علم النبوة وجوهرة من جواهر الوحي الإلهي النبوي فقد أفادنا هذا الحديث أن تصميم هذا العالم وتهيئة لبناته قد كان في آخر أيام عالم قبله سماه السبت .

فأي مخالفة للكتاب العزيز في هذا ؟ ومن لم يفهم هذا قلنا له ما قال الخليل بن أحمد لمن لم يفهم علم العروض :

إذا لم تستطع شيئا فدعه .... وجاوزه إلى ما تستطيع


أو قوله الآخر :

و من يك ذا فم مر مريض ... يجد مرّا به الماء الزلالا


و من كذب بهذا قرآنا عليه (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) [يونس 39] .

وقد سمعت شيخنا المرحوم السيد رشيد رضا يحمد للمحدثين صنيعهم في رواية كلّ ما صح عندهم إن استشكله بعض فليس ما يشكل عليك يشكل على غيرك أو يكون مشكلا في الواقع .

والذين توقفوا في صحة الحديث جعلوه بسبب نزول درجة التصحيح عند الإمام مسلم عنها في علوها عند البخاري كعدم اشتراط مسلم في اتصال السند شرط العلم باللقاء مع اشتراط البخاري مع المعاصرة العلم بلقاء المتعاصرين ونحو ذلك من أسلوب كل محدث واختياره في التصحيح .

فليس الحديث كما توهم أبو رية أنه صحيح بلا خلاف عندهم لأنه رواية مسلم .

ولو كان الدين أو الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلاّ ما يوافق عقل الأستاذ أبو رية لما كان للناس كبير حاجة به فإن الدين يأتي بمحارات العقول – أي بما يحيرها – لا بمحالات العقول – أي بما هو مستحيل – فليس كغيره من الأديان الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ونحوها .

.................................................. ..................................

1 - مجلة المنهل - المحرم - 1378 ه السنة (22)
2 - صحيح رواه مسلم (2789)
3 - رواه أحمد 2/327 والنسائي في الكبرى (11010)
4 - جاء في نهاية المقال العبارة التالية : (من كتاب سيصدر قريبا في الرد على أضواء السنة المحمدية)
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.