أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
105204 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-12-2016, 05:09 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي ( الصدق ) ضرع الهمة .


بسم الله الرحمن الرحيم

الصدق ضرع الهمة

اعلم – سلمك الله – أن من المسائل التي تشكل على المتعلم أو العابد ممن يريد أن يكون من أهل القلم والدواة أو من أهل السواك والميضأة ؛ أنه يجد في قلبه محبة للعلم أو العمل ، لكنه لا يجد الهمة التي تنهض بمطلوبه ، وتحقق مقصده .

وليس هذا فحسب . بل هو يعلم جملة من أسباب التوفيق : كالإخلاص ، والصدق . لكن نفسه لا تقوى على استجلاب مقتضياتها وثمارها حتى يكون ذلك من جملة أوصافه وأحواله ، كما هو من جملة معارفه وعلومه .

لذلك يبقى : ( المصحف والقرطاس ، والقلم والسواك ، والمحبرة والميضأة ) ضمن الأمنيات بعيدات المنال ، ويبقى العبد بين الحسرة والعجز والأماني حتى تطوى صحيفة الأعمال ، ويدرج العبد في طيات الكفن .

وهذا الصنف من العباد ليست علته – في الغالب وأصالة – من جهة إخلاصه ، وإنما داؤه من ضعف همته ، وكسل إرادته .

وللنهوض بالهمة العالية على العبد أن يدرك أن الصدق نسمات خفية في القلب ، كخفاء الروح في البدن . لا يدرك وجوده إلا بآثاره ونتائجه ، كالروح لا يدركها صاحبها إلا بذلك .

فإن طلب معرفة روحه بآثارها سهل عليه الأمر وأدرك ما ينتفع منه ، فبمجرد ما أن يلتقط نفسه أو يحرك أصبعه يعلم أنه حي ، وفيه روحه .

وكذلك حال العبد إذا أراد أن يستوثق من صدقه فما عليه إلا أن يحرك ( قلمه ، وسواكه ) فستنهض به همته .

فالصدق في العبد له سنن عجيبة – شرعية ، ونفسية - ، ومنها : أنه ( كالضرع إن حلبته در ، وإن تركته قر ) .

فالصدق قوة كامنة في العبد يتولد تباعاً من مادته إن أخذ العبد بمقدماته جادت قوته العملية القلبية بالعطاء ، فلو حفظ آية ، أو صلى ركعة انبسطت نفسه وتشوفت لما بعده ، وارتفعت همته إلى فوق ذلك .

ولهذا الموفق من يسلك مع همته مسلك الحالب مع الضرع يستدر عطاءها دفعة بعد أخرى حتى يأخذ منها كفايته من الآيات والركعات .

كما قال الله – تعالى – في سورة التوبة -: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) }.

فالأخذ بالمقدمات ( إعداد العدة ) علامة الصدق ، فلما تركوها خذلوا . فلذلك لا بد للعبد الصادق من عدة ( الطالب ، والقانت ) ، من :
( مصحف وقرطاس ، وقلم وسواك ، ومحبرة وميضأة ، ومنهج علمي ومنبه وقتي ... ) .

وما التوفيق إلا من عند الله .


***

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.