أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
105204 | 92142 |
#1
|
|||
|
|||
( الصدق ) ضرع الهمة .
بسم الله الرحمن الرحيم الصدق ضرع الهمة اعلم – سلمك الله – أن من المسائل التي تشكل على المتعلم أو العابد ممن يريد أن يكون من أهل القلم والدواة أو من أهل السواك والميضأة ؛ أنه يجد في قلبه محبة للعلم أو العمل ، لكنه لا يجد الهمة التي تنهض بمطلوبه ، وتحقق مقصده . وليس هذا فحسب . بل هو يعلم جملة من أسباب التوفيق : كالإخلاص ، والصدق . لكن نفسه لا تقوى على استجلاب مقتضياتها وثمارها حتى يكون ذلك من جملة أوصافه وأحواله ، كما هو من جملة معارفه وعلومه . لذلك يبقى : ( المصحف والقرطاس ، والقلم والسواك ، والمحبرة والميضأة ) ضمن الأمنيات بعيدات المنال ، ويبقى العبد بين الحسرة والعجز والأماني حتى تطوى صحيفة الأعمال ، ويدرج العبد في طيات الكفن . وهذا الصنف من العباد ليست علته – في الغالب وأصالة – من جهة إخلاصه ، وإنما داؤه من ضعف همته ، وكسل إرادته . وللنهوض بالهمة العالية على العبد أن يدرك أن الصدق نسمات خفية في القلب ، كخفاء الروح في البدن . لا يدرك وجوده إلا بآثاره ونتائجه ، كالروح لا يدركها صاحبها إلا بذلك . فإن طلب معرفة روحه بآثارها سهل عليه الأمر وأدرك ما ينتفع منه ، فبمجرد ما أن يلتقط نفسه أو يحرك أصبعه يعلم أنه حي ، وفيه روحه . وكذلك حال العبد إذا أراد أن يستوثق من صدقه فما عليه إلا أن يحرك ( قلمه ، وسواكه ) فستنهض به همته . فالصدق في العبد له سنن عجيبة – شرعية ، ونفسية - ، ومنها : أنه ( كالضرع إن حلبته در ، وإن تركته قر ) . فالصدق قوة كامنة في العبد يتولد تباعاً من مادته إن أخذ العبد بمقدماته جادت قوته العملية القلبية بالعطاء ، فلو حفظ آية ، أو صلى ركعة انبسطت نفسه وتشوفت لما بعده ، وارتفعت همته إلى فوق ذلك . ولهذا الموفق من يسلك مع همته مسلك الحالب مع الضرع يستدر عطاءها دفعة بعد أخرى حتى يأخذ منها كفايته من الآيات والركعات . كما قال الله – تعالى – في سورة التوبة -: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) }. فالأخذ بالمقدمات ( إعداد العدة ) علامة الصدق ، فلما تركوها خذلوا . فلذلك لا بد للعبد الصادق من عدة ( الطالب ، والقانت ) ، من : ( مصحف وقرطاس ، وقلم وسواك ، ومحبرة وميضأة ، ومنهج علمي ومنبه وقتي ... ) . وما التوفيق إلا من عند الله . *** |
|
|