التكفيري أبو بصير الطرطوسي يرد على أبي محمد المقدسي الداعشي

[أبو مسلم السلفي]

هذا سؤال وجه إلى أحد منظري التكفير في عصرنا وهو أبو بصير الطرطوسي


السؤال: لعلكم وقفتم على كلام أبي محمد المقدسي الأخير، حيث قال:” من أفتاهم شيخ الإسلام بالإجهاز على جريح الخوارج، وقتل أسيرهم، لم يكن فيهم من يتولّ الطواغيت، أو توجهه المخابرات، أو تجنده أمريكا “، وفي كلماته هذه تكفير مبطّن لمجاهدي أحرار الشام، وغيرهم من مجاهدي الشام، الذين يعملون بمقتضى فتوى شيخ الإسلام في قتالهم لخوارج داعش الأشرار .. فما ردكم؟


الجواب: الحمد لله رب العالمين. مرد كلمات أبي محمد المقدسي هذه، ومثيلاتها ــ وقد كثرت في الآونة الأخيرة ــ إلى جهله بالواقع الشامي .. والثورة الشامية .. وسوء ظنه بالمسلمين، وبشامتهم وخيرتهم من مجاهدي الشام .. وإلى غلوه واضطرابه في مسألة ” الموالاة ” .. وإلى تعصبه الشديد لفصيل القاعدة؛ حيث لا يرى الجهاد الحق إلا من خلاله، ومن والاه .. وإلى انعدام شعوره بالمسؤولية نحو كلماته وإطلاقاته وما يترتب عليها من فتنة، وسفك للدم الحرام على الأرض ..!
فهو بين الفينة والأخرى .. وكلما هدأ القال والقيل .. يُعاود خربشاته وتغريداته، فيرمي بقنبلة يخرجها من مشكاة الغلو، وسوء الظن، نحو ما تم السؤال عنه أعلاه .. يشغل بها مجاهدي الشام، على ما هم فيه من شدة وبلاء!
يؤسفني القول: أن الخوارج الدواعش هم أبناؤه العصاة؛ يحنّ إليهم بين الفينة والأخرى .. مشكلته معهم أنهم تركوا القاعدة لا غير ..!
قد أُشرِب في قلبه حب عجل داعش، فلم يحسن ــ وللأسف ــ التخلّص منه، ولا من سلطانه .. فهو إلى الساعة ــ رغم أن أعشى الصبح قد أدرك أن الدواعش خوارج أجلاف، أهل غدر وخيانة ــ لا يزال يتورع عن وصفهم بأنهم خوارج .. بينما في المقابل لا يتورع من رمي مجاهدي الشام وفصائلهم بكل نقيصة، وبما يقتضي التكفير والتخوين .. وأن يُقدم بحقهم سوء الظن على حسن الظن .. فيعين بذلك الخوارج الدواعش ــ وغيرهم من الغلاة ــ عليهم .. كما ورد في كلامه أعلاه!!
نصحناه من قبل، ونعاود نصحه الآن: وأنت تخربش في تغريداتك ــ يا أبا محمد ــ قبل أن تنتشي بالردود، وبمن يعجب بكلماتك .. وبمن سينشغل بها .. فكر بأثرها ومردودها على الأرض .. أثرها على مجاهدي الشام .. وثورتهم .. وما قد تتسبب من مقتلة بينهم .. وسفك للدماء المعصومة .. وتشميت للطاغوت النصيري، وحلفائه الإيرانيين، وغيرهم من الطغاة الظالمين .. قد تُسأل عنها يوم القيامة!
قال صلى الله عليه وسلم:” إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزلّ بها إلى النار، أبعد مما بين المشرق والمغرب “متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:” إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه “.
اتق الله يا أبا محمد … وامسك عليك لسانك .. قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان!

29/8/2015