أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
27140 | 98094 |
#1
|
|||
|
|||
مراقي التوفيق والهداية
بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ مراقي التوفيق والهداية اعلم - وفقني الله وإياك إلى هداه - : أَنَّ التَّوفِيقَ سِرُّ القَدَرِ ، وخَزَائِنُه بيَدِ اللهِ . يَهَبُه لِمٓن يَصلُحُ له مِن عِبَادِه وفقَ عِلْمِه وحِكمَتِه . ورِتَاجُ تلكَ الخَزائِنِ حُسنُ الظَّنِّ بِاللهِ تعالى . ومِفتَاحُ هذا الرِّتاجِ : الإِخلاصُ والصِّدقُ ، وأَسنَانُ هذا المِفتَاحِ الانقِيادُ بالطَّاعَةِ بِحَسَبِ وسعِ العَبدِ - عِلمَاً وقُدرَةً - . والجَّادَّةُ المُوصِلَةُ إِلَيْهِ الوحيُ - كِتابَاً وسُنَّةً - . ومَرَاكِبُ هَذِه الجَّادَّةِ التي لا يُسمَحُ لغَيرِها بِسُلُوكِها هي مَفاهِيمُ الأَصحَابِ بأمَارةِ : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " . ومنَّائِرُ هذه الجَّادّةِ وعَلامَاتُها التي تَدُّلُ سالِكَها على مَقصُودهِ : العلمُ ، والرحمةُ . والخِرِّيتُ الماهِرُ الذي يَأخُذُ بيدك في ظلماتِ الطريقِ هو العالم : الرباني في تعليمه ، والراسخ في علمه ، والقدوة في عمله . والأَرضُ التي عليها كُلُّ تِلكٓ الرُّسُومِ : قَلبُ العَبدِ . وحياةُ القلبِ بتوحيدِ ربِّهِ ، وصحتُه باستقامة فطرته ، وقوُته بجودة إرادته ، واستنارتُه بتمام بصره ، واستجابتُه بكمال سمعه . وسلامتُه بمجموع ذلك كُلِّهِ . وروحُه التي هي سر حياته : محبته لربه ، وجناحاه اللذان يحلق بهما في سماء التوفيق هما : رجاؤه ، وخوفه . ونسآئِمُ فضل اللهِ ورحمته تَهِبُ على قلب من كتب له التوفيق قبل خلقه فتحمله على بساط السعادة . فعاد التوفيق إلى مخبئات القدر المحفوفة بعلم الرب وحكمته . فله الحمد في الأُولى والآخرة . *** |
|
|