أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
100402 | 98094 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أليس لكم عبرةفي هذه الواقعةالتاريخية-مع شيخ الإسلام ابن تيمية-ياأهل الديار(المصرية)؟!
أَليس لكم عبرةٌ في هذه الواقعةِ التاريخيّة -مع شيخ الإسلام ابنِ تيميّة- -يا أهلَ الديار(المِصريّة)-؟! ...وَقَعَ لشيخ الإسلام ابن تيميّةَ أذىً كثيرٌ -متعدِّدٌ- مِن جهةِ أعدائِهِ وخصومِه، ولكنّه صَبَرَ ، وغَفَرَ ، واحتسب-رحمهُ اللهُ-: فقد قال الإمامُ محمد بنُ عبد الهادي في كتابِه «العقود الدُّرِّيَّة» (ص317-318)-ضمن سردِه لبعضِ المواقفِ في حياة شيخ الإسلام-: «فلمَّا كان في رابع شهرِ رجبٍ: مِن سنةِ إحدَى عشرةَ وسبعمائة، جاء رجلٌ -فيما بلغنِي- إلى أخيه[أخي ابنِ تيمية] الشيخ شرف الدين -وهو في مَسْكَنِهِ بالقاهرة-. فقال له: إنَّ جماعةً بجامع مصر قد تعصَّبُوا على الشيخ[ابن تيميّة]، وتفرَّدُوا به، وضربوه. فقال: حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل. وكان بعضُ أصحاب الشيخ[ابن تيميّة]جالساً عند شرف الدين، قال: فقُمْتُ مِن عندِهِ، وجئتُ إلى مصرَ، فوجدتُ خَلْقاً كثيراً مِن (الحُسينيَّة) -وغيرها- رجالاً وفُرساناً- يسألون عن الشيخ[ابن تيميّة]؟ فجئتُ، فوجدتُهُ بمسجدِ الفخرِ-كاتب المماليك -على البحر-، واجتمع عنده جماعةٌ، وتتابعَ الناسُ، وقال له بعضُهُم: يا سيِّدي! قد جاء خَلْقٌ مِن (الحُسينيَّة)، ولو أمرتَهُم أنْ يهدِمُوا مِصرَ -كُلَّها- لَفَعَلُوا. فقال لهمُ الشيخُ [ابن تيميّة]: لأيِّ شيءٍ؟! قال: لأجلِكَ. فقال لهُم: هذا يجوزُ؟! فقالوا: نحنُ نذهبُ إلى بيوتِ هؤلاء الذين آذَوْكَ، فنقتُلُهُم ونُخَرِّبُ دُورَهُم؛ فإنَّهُم شَوَّشُوا على الخَلْقِ، وأثاروا هذه الفتنةَ على النَّاس. فقال لهُم: هذا لا يَحِلُّ. قالوا: فهذا الذي قد فعلوهُ معكَ يَحِلُّ؟! هذا شيءٌ لا نصبِرُ عليه! ولا بُدَّ أنْ نَرُوحَ إليهم ، ونُقاتلَهُم على ما فَعَلُوا. والشيخُ[ابن تيميّة]ينهاهُم ويَزْجُرُهُم. فلمَّا أكثرُوا القولَ، قال لهُم: إمَّا أنْ يكونَ الحقُّ : لي، أو لكُم، أو لله: * فإنْ كان الحقُّ لي؛ فهُم في حِلٍّ منه. * وإنْ كان لكُم؛ فإن لم تسمعوا منِّي: فلا تستفتُوني، فافعلُوا ما شئتم. * وإن كان الحقُّ لله؛ فالله يأخُذُ حقَّهُ -إن شاء كما يشاء-. قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلالٌ لهم؟! قال: هذا الذي فعلوه قد يكونونَ مُثابِين عليه ، مأجورِين فيه! قالوا: فتكونُ أنتَ على الباطِل، وهُم على الحقِّ؟! فإذا كنت تقولُ: إنَّهُم مأجورون فاسمعْ منهم، ووافِقْهُم على قولِهِم! فقال لهم: ما الأَمرُ كما تزعُمُون! فإنَّهُم قد يكونون مجتهدين مخطئين، ففَعَلُوا ذلك باجتهادِهِم، والمُجتهِدُ له أجرٌ». * * * * * ..فيا أهلَ (مصرَ): حافظوا على بلادِكم ؛ فهي (كرسيُّ الإسلام)-كما قال الحافظ بدر الدين العينيُّ-رحمه الله-قبل نحو ستّ قرون-. ولو خالف بعضُ ذلك أهواءَكم الشخصيّة ،ومصالحَكم الذاتيّة.. ..فهي في غِنىً-كبيرٍ-عن حماسة الرَّعاع مِن الأَتباع.. وبمسيسِ حاجةِ إلى حكمةِ الكبراء،وحِلم الفُضلاء.. |
|
|