أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
73427 | 98094 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هكذا تعامل العلماء الربانيون..وهكذا كانت معاذيرهم فيما يجب -في الواقع- أن يكون..
هكذا تعامل العلماء الربانيون.. وهكذا كانت معاذيرهم -فيما يجب - في الواقع - أن يكون-.. قال الإمام ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله": (وَقَدْ تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِكَلَامٍ فِيهِ جَفَاءٌ وَخُشُونَةٌ! كَرِهْتُ ذِكْرَهُ. وَهُوَ مَشْهُورٌ عَنْهُ ؛ قَالَهُ إِنْكَارًا مِنْهُ لِقَوْلِ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ «الْبَيِّعَيْنِ بِالْخِيَارِ»..). قلتُ: يريد –رحمه الله- ما رواه الفَسَوي في "المعرفة والتاريخ"-ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد"،وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة"-، قال: "حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: بَلَغَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيثِ «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ»! فَقَالَ: يُسْتَتَابُ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. وَمَالِكٌ لَمْ يَرُدَّ الْحَدِيثَ ، وَلَكِنْ تَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ شاميٌّ :«مَنْ أَعْلَمُ مَالِكٌ أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ -فِي هَذَا- أَكْثَرُ مِنْ مَالِكٍ. وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَصْلَحُ فِي بَدَنِهِ وَأَوْرَعُ وَرَعًا وَأَقْوَمُ بِالْحَقِّ مِنْ مَالِكٍ -عِنْدَ السَّلَاطِينِ-". قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"-متعقّباً-: "قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَرِعاً كَمَا يَنْبَغِي؛ لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ. فَمَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلْ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ؛ لأَنَّهُ رَآهُ مَنْسُوْخاً. وَقِيْلَ: عَمِلَ بِهِ، وَحَمَلَ قَوْلَه: " حَتَّى يَتَفَرَّقَا " عَلَى التَّلَفُّظِ بِالإِيجَابِ وَالقَبُولِ. فَمَالِكٌ -فِي هَذَا الحَدِيْثِ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ- لَهُ أَجْرٌ -وَلاَ بُدَّ-؛ فَإِنْ أَصَابَ: ازْدَادَ أَجراً آخَرَ. وَإِنَّمَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ الحَرُوْرِيَّةُ. وَبِكُلِّ حَالٍ: فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعَوَّلُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهُ؛ فَلاَ نَقَصَتْ جَلاَلَةُ مَالِكٍ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِيْهِ، وَلاَ ضَعَّفَ العُلَمَاءُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِمَقَالَتِهِ هَذِهِ. بَلْ هُمَا عَالِمَا المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِمَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-. وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ؛ فَلَعَلَّهَا لَمْ تَصِحَّ! ". وقال العلامة الشيخ صالح آل الشيخ -معلقاً-: "هو-أي : ابن أبي ذئب- لا يريد بهذا إلا أن يشنّع على الذين يريدون أن يخالفوا النص؛ لأن النص أعظم من شأن العالم. والعلماء عدّوا هذه من أبي ذئب من عباراته التي لا تُسَلَّمُ له". (فائدة): في"الموطأ" (1958- رواية يحيى): "يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ ،عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا -إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ-". قَالَ مَالِكٌ: وَلَيْسَ لِهَذَا عِنْدَنَا حَدٌّ مَعْرُوفٌ، وَلاَ أَمْرٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِيهِ". وفي "الموطأ"( 2664 - رواية أبي مصعب الزهري)-وهي آخر ما قرئ على الإمام مالك-كما هو مشهورٌ بين العلماء-: "حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا مَالِكٌ ،عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ : «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ". ..ليس فيها كلام مالك -الأخير-! قلت: والحديث متفق على صحته بين الشيخين. ومرويٌّ عن عدد من الصحابة. * * * * *
|
|
|