أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
41763 96660

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #18  
قديم 03-21-2012, 06:52 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,437
Lightbulb من سيرة ومناقب جدّي عبد الحميد بن محمد البحصلي ( 1896 – 1969 م ) رحمه الله


من سيرة ومناقب جدّي عبد الحميد بن محمد البحصلي ( 1896 – 1969 م ) رحمه الله




الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على نبينا محمد،
وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد، فقد رُوِيَ في خبرٍ – ولا أخاله يصح – ذكره السخاوي في " الإعلان بالتوبيخ " ( ص 54 / ط . العلمية ) : " من وَرَّخَ مؤمناً فكأنّما أحياه، ومن قرأ تاريخه فكأنما أحياه، ومن قرأ تاريخه فكأنما زاره "، فأحببت أن أحيي ذِكْر جدّي عبد الحميد البحصلي رحمه الله بما سمعته من عمّي من أمورٍ تدل على صلاحه وتقواه، فهاكم ما أخبرني به عمّي حفظه الله عنه :

أخبرني عمي أن جدّي رحمه الله كان تالياً لكتاب الله، محافظاً على صلاة الجماعة، وكان عندما يعود من عمله في البريد يذهب إلى مسجد الرمل في منطقة الزيدانية ليؤمّ الناس في الصلوات، وكان فاعل خير، محسناً إلى الناس، وكان خلال شهر رمضان يجتمع يوميًّا في منزله على الطعام ما بين عشرة إلى خمسة عشر ضيفاً .

وفي سنة 1914 م بدأت الحرب العالمية الأولى، فداهم الجيش العثماني البيوت في بيروت وغيرها ليأخذ الشباب قسراً للخدمة العسكرية في تركيا، وكان في منزلهم بركة ماء، فاختبأ فيها جدّي عبد الحميد مع أخيه أنيس حتى رحل العسكر العثماني من المنزل آخذين باقي إخوته إلى تركيا حيث بقوا هناك أكثر من أربع سنوات، وبعضهم لم يعُد واستقر في تركيا ! وكان والد جدّي محمد البحصلي قد شارك في الحرب العالمية الأولى، وتوفي سنة 1918 م ، فوقع عاتق مسؤولية العائلة على جدّي عبد الحميد، ورغم أنه وُلِد سنة 1896 م إلّا أنه سُجِّلَ في هويّته من مواليد سنة 1900 م ، فكبّر جدّي نفسه سنة أو سنتين واشتغل بدائرة البريد، وكان له حصة شهرية ( مونة )؛ كيس رز وكيس قمح، يعود بهما إلى البيت ويُطْعم العائلة والأقارب، فلا عمل والطعام قليل من جرّاء الحرب العالمية الأولى .

ومن مناقبه أنه ذهب رحمه الله مرَّةً إلى الشام – منذ أكثر من خمسين سنة - وصلَّى في مسجدٍ في إحدى القرى، فتفاجأ أن المسجد ليس فيه نوافذ ! فسأل أهل المسجد فعلم أن الفقر منعهم من وضع النوافذ،
فلمّا عاد إلى بيروت ذهب إلى صديقٍ له يعمل في الزجاج، فقال له : تأخذ هذا المال، وتأخذ الزجاج اللازم، وتذهب إلى ذلك المسجد في القرية، وتركّب لهم النوافذ، ولكن على شرط أن لا يدري أحد أن جدّي عبد الحميد البحصلي هو المتكفّل بالمسألة ! لأنه يفعلها في سبيل الله، وذهب صاحب الزجاج ونفّذ ما طُلِبَ منه بسريّة، ولم يدرِ أهل المسجد أن جدّي هو من تصدّق لتركيب النوافذ .
وقد حدّثني بالقصة عمّي أسامة قبل أذان العِشاء أمس، وقال لي أنه لم يعرف بالقصة أبداً إلّا منذ سنتين فقط من عمي الأوسط محمد – الذي توفّي السنة الماضية - ، وكان عالماً بالقصة فأخبره إيّاها .

وكان جدّي خطيباً مفوّهاً، وكان من مؤسّسي وزارة البريد اللبنانية، ووصل في آخر عمله إلى مركز رئيس المفتشين، وكان يتكلّم اللغتين التركية والفرنسية، فكانت الدولة اللبنانية ترسله سنويًّا – على مدى قرابة عشرين سنة – إلى مؤتمر بريد للدول العربية كلّها ليمثّل لبنان، ويكون هو العميد كل سنة في ذلك المؤتمر لفصاحته، ويخطب فيهم من دون ورقة، وعندي صوراً له مع بعض رؤساء وأمراء الدول العربية .

وكانت وفاة جدّي رحمه الله سنة 1969 م ، وذلك أنه شرب حليب بقرٍ وأكل جبناً، وكانت البقر آنذاك أصيبت بداءٍ ما، فحصل مع جدّي حالة تسمّم عانى منه لثلاثة أشهر، وأُدخِل في النهاية إلى المستشفى حيث بقي عشرين يوماً ثم توفّي، ودُفِنَ في مقبرة الباشورة في بيروت، ودُفِنَ والدي فوقه بعد قرابة أربعين سنة، رحمهما الله رحمةً واسعةً وأسكنهما فسيحَ جنّاته، وحشرنا وإياهم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقاً .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.