أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
12712 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-19-2009, 02:50 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي سدنة النفوس

سدنة النفوس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
إن النفس محل البليات، وموطن الآفات، خداعة غرارة، تلبس من الضأن جلودا، وهي تضمر "حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع."(الفوائد:ص/144).
فاجتمعت هذه الأوصاف، أو بعضها في أفراد مع قلة علم بالله، و بشرعه، وبمآل العبد وعقباه، مع رعونة نفس جموح، وصحبة عن الحق جنوح، فتمالؤا على كل أخ نصوح، رميا بالسهام، وضربا بالسيوف، وطعنا بالخناجر، وقذفا ملأ الأفواه والحناجر، سدانة للمعبودات، تلك النفوس الأمارات: عبودية الدرهم، والدينار، فلهم الخزي والعار، إن لم يتوبوا إلى الرحيم الغفار.
حتى ظهر في ساحة الدعوة من هؤلاء نبت شاذ أفسد أيما إفساد، مزق الصفوف، وغير النفوس، فانصرفت الدعوة عن جادتها، وتنكب بعض الدعاة عن محجتها، أوغلوا في التشتيت، و ولغوا مراتع التشديد، فاخذوا من أوصاف سدانة الأضرحة نصيب، سدانة للنفوس المريضة، وتقديسا للذات العليلة .
فإن سدنة الأضرحة، والمشاهد، أو القبور والمراقد، فئة ممسوسة، وعن الخلقة السوية ممسوخة، قد جمعوا بين الضلالة والغواية، همهم حب الذات، بعبوديتهم للأموات، فالقبور مصدر رزقهم، وسبب عيشهم، فلذلك عقدوا لها ألوية الانتصار، وبنوا حولها هالات الافتخار، بخرافات الكرامات، وأساطير الخزعبلات، ليصطادوا الطغام، من الصبية والنساء والعوام.
ثم استعملوا معهم عصا الإرهاب، ليكون كل جاهل لهم أواب، بزعم الحكايات المخيفة الوهمية، لمن تخلف عن إعطاء العبودية، لتلك المشاهد الدنية.
فكأنما للكذب خلقوا، وعلى المكر والخديعة جبلوا، فهي وشائج شملهم، وخواص طبعهم، أضف إلى ذلك ما ألفوه من الفواحش، وما أدمنوا عليه من القبائح، من هتك المحرمات، والولوغ في الموبقات ... إلى قائمة بالفحش تطول، نسأل الله أن تكون نهايتهم إلى بور.
أما سدنة النفوس : فهم ممسوخة طباعهم، و مسلوخة أخلاقهم، اشتملت قلوبهم على أوصاف من أهل الغضب، والضلالة، لما فيها من الجهل والغواية.
أوغلوا في حب الذات، فتقحموا لأجلها الشبهات، ورتعوا في الملاذ والشهوات، فبنوا لنفوسهم هالات التقديس، بكل فعل خسيس، مع تضليل وتدليس، كأنما أخذوه من إبليس .
فصاحوا في جهلة من الناس، أن لا نقد، ولا مساس، لقداسة الأشخاص، تيها وغرورا أنهم الحراس، لا للمنهج والعقيدة، وإنما لخبث النفس والسريرة، خشية أن تفتضح السيرة.
فاستعملوا النفخ والتهويل، لنفوسهم بضرب الطبل مع العويل، مما جعل الجهلة عند عتبات نفوسهم عاكفين، وحول هالاتهم طائفين، فبأعينهم يبصرون، وبآذانهم يسمعون.
فلما اسلموا لهم القياد، جعلوهم عربة بأيديهم تقاد، أو دمية لأصابعهم تنقاد، وعندها أحكموا فن القيادة، فجعلوهم عبيدا، وهم السادة، وبهذا تنجح مهمة السدنة الأغبياء بتعبيد الجهلة، والسفهاء لرق تلك النفوس البهيمية، ذات القلوب العمية.
ولتقف على الحقيقة بصورة جلية، وعن العي خلية؛ سأبين لك من أوصافهم على التفصيل، ما تقر به عينك من التبيين، لتأمن من تضليلهم، وتنجوا من تغريرهم ،فإن لهم أوصافا بها عرفوا، وبسببها فضحوا، نسأل الله السلامة، والنجاة يوم الندامة.
مقدمة
معرفة النفس:
قال – تعالى - :{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }[الإنسان:2].
قال السعدي – رحمه الله -:"ثم لما أراد الله تعالى خلقه، خلق [أباه] آدم من طين، ثم جعل نسله متسلسلا { مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } أي: ماء مهين مستقذر { نَبْتَلِيهِ } بذلك لنعلم هل يرى حاله الأولى ويتفطن لها أم ينساها وتغره نفسه؟"
فتأمل كيف أن الله – سبحانه – أنشأنا على صورة من الوضاعة، تكسر فينا رعونة النفس إن جنحت تكبرا، أو نأت عن الحق استكبارا.
فقد "مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته فقال له مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين، فقال له المهلب: أما تعرفني فقال له أعرفك أحسن المعرفة، قال: وما تعرف مني، قال: أما أولك فنطفة مذرة، وأما آخرك فجيفة قذرة، وأنت بينهما تحمل العذرة، قال: فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة." (حلية الأولياء: أبي نُعيم الأصبهاني:1/387).

فالنفس آفة في حد ذاتها، فمن استرسل معها خسر الدنيا والآخرة، ومن حاسبها، وراقبها، وعرفها حقيقتها، وذكرها وضاعتها، وبين لها مهانتها، فإنها تتروض، وتصبح للحق منقادة، لكن إياك والركون إليها أو إرخاء العنان لها فإنها خداعة.
وما يردع النفس اللجوج عن الهوى من الناس إلا حازم الرأي كامله
إذا أهملت النفس فهي مأوى للبليات، ومجمع للسيئات، سريعة التفلت، كثيرة التقلب، لا تثبت على حال، عندها لكل زلل تخريجات، ولكل موبقة توجيهات، ولو كانت بمسوغات مضحكات مبكيات، بل إنها عاتية، ولكل فاحشة آتية، ثم تغر صاحبها، بزخرف مكرها، وعظيم احتيالها، أن المصلحة مقتضية لذلك، لضرورة دفع المهالك، ولعله هناك قول لأبي حنيفة أو مالك، فيسرع الدبيب هذا الهالك، ليقلب صفحات الكتب والدفاتر، بقلب سقيم، وذهن فاتر، فتارة يجني قولا شاذا وتارة يعود كليلا حاسرا، فإن رأته قد ساءه هذا الإيغال، زخرفت له القول أنك في أحسن اشتغال، فوسعت له الآمال، ومدت له من المكر حبال، فاطرق رأس الخضوع، ورضيت منه هذا الخنوع، وغرته أنه لا يكفي في البحث أسبوع، فإن العلم ينبوع، والعود أحمد، فهناك مذهب للشافعي وأحمد، فهرول مرملا، وعلى الأقدام مسرعا، يقلب كتبا كبارا، لعله يجد لزلته اعتذارا، بل يجب أن ينظر إليه إجلالا وإكبارا، لأنه لم تخف عليه مسائل العلم لا صغارا، ولا كبارا، هكذا غرته النفس زهوا، واستكبارا، وبعد لأي شديد، وزمن مديد، رجع بالخسارة، يجر أذيال خيبة الجسارة، إلى رفقة معه من الحيارى، كأنما هم من دهشة سكارى، إذ خابت في إمامهم الآمال، وتبددت مساعيهم وضاعت الأعمال، لكن صاحبة اللؤم، أكثرت على المسكين اللوم، ضاربة على الأكتاف، أن لا تخشى من الافتضاح، فما عليك إلا أن يبزغ الصباح، لأريك من أفكاري الملاح، فتنهد بارتياح، وأطرق رأسه وصاح، لولا أنا لما جاء أحد في العلم ولا راح، فكان من بني اليوم، وأخلد المسكين إلى النوم، وقال: الحق معي دوم، وعندما أشرق، صبح هذا الأخرق، جاءت من ليس له عنها فكاك، قائلة حياك حياك وأهلا بملقاك، فقد جئت بقول باهر، لا يخفى على الماهر، فإن مذهب الظاهر، ملجأ كل طاهر، فعليك بالعزم، مسارعا بحزم، لتقرأ لابن حزم، فإن داود، قد أكثر الردود، فسارع يا ودود، فانطلق المخلى، قاصدا المحلى، فأنصدع منه الرأس، وأشتد به البأس، وتسارعت الأنفاس، لخوفه من سوء الإفلاس، والعار بين الناس، فلا مناص، ولا خلاص، وعندها المسكين، كأنما يذبح بغير سكين، فجاءت بمكرها النفس، كأنما أصابها المس، وانهالت على الغبي بالرفس، مالك يا خمول، كفاك يا كسول، تقرأ للأموات، وقد رم الرفات، فهذه الأمور المشكلة، والشائكات المعضلة، لا توجد في كتاب، ولا خط بها جواب، وأنت الفطن اللبيب، والعارف الأريب، لا تستعصي عليك المسائل، ومضيفك بالطلاب حافل، فاعمل فكرك الخامل، وسل سيفك الصائل، فلك في الحديث باع، وعلى الأصول إطلاع، ولولاك النحو ضاع، وفي التفسير عليك المعول، وعلى الفقه غيرك لا يخول، فنفخت في الوضيع، فأساء الصنيع، فقال يا ناس، أنا من الحراس، بل أنا الرأس.
وهكذا يتبوأ منصب السدانة، لقدسية النفس، فتصبح هي صنمه المعبود، فيرهق الدعوة، ويسيء للدعاة، فتصبح الحياة مع هؤلاء نكد، اللهم إن لم يتوبوا فلا تبق منهم أحد.
سلوك السدنة
إن لهذا الصنف من الناس سلوكا خاصا، صار وصفا مميزا لهم، عن غيرهم، تشابهت به تصرفاتهم، كأنما أخذوه من مدرسة واحدة، فأنت تعجب رغم تباعد ديارهم، إلا أنهم على سجية واحدة في الزيغ والانحراف، فإليك هذه الأوصاف:
1. بناء الهالات الوهمية .
تجد الواحد منهم يسعى جاهدا أن يتشبع بما لم يعط، فينظر في المسائل العصرية التي لها رنين في الساحة الدعوية، والتي تكون سلما للظهور، فيدندن حولها، ليظهر للجهلة أنه أحرص الدعاة على الدين، وفي الحقيقة هم من أجهل المسلمين؛ لأن أهم الواجبات، وأعظم الأصول، هو توحيد الله – تعالى – ، قال – سبحانه –{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } [الأنبياء: ٢٥]، وقال :{ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون } [النحل: ٢].
"وتوحيد الله، وإخلاص الدين له في عبادته، واستعانته، في القرآن كثيرا جدا، بل هو قلب الإيمان، وأول الإسلام وآخره"(مجموعة الفتاوى:1/70).
ولذلك فمن امتلأ قلبه به، وذاق حلاوته، فأنست به نفسه، وأنشرح له صدره، سيكون هذا الأصل العظيم هو منطلق دعوته، ومبدأ وعظه.
"ولهذا كان المحققون على أن الشهادتين أول واجبات الدين، كما عليه خلص أهل السنة"(مجموعة الفتاوى:1/76).
وأكد هذا المعنى الإمام ابن باز – رحمه الله – حيث قال:" الصواب ما ذكره المحققون من أهل العلم: أن أول واجب هو شهادة أن لا إله إلا الله علما وعملا، وهي أول شيء دعا إليه الرسل، وسيدهم وإمامهم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – أول شيء دعا إليه أن قال لقومه: (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا).
ولما بعث معاذا – رضي الله عنه – إلى اليمن، قال له: ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله )؛ ولأن التوحيد شرط لصحة جميع العبادات، كما يدل عليه قوله – تعالى -:{ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } الأنعام: ٨٨ "(من تعليقه على فتح الباري:1/70).
وتلك الدندنة، من أولئك السدنة، دليل على جهلهم واضح، ولخبث نفوسهم فاضح، فإن بلدا مثل بلدنا قد انتشرت فيه الشركيات، وتنوعت فيه الوثنيات ، سادت في الدين الفوضى، وعمت بالمنكرات البلوى، ازداد الكرب ، وعم الخطب، إذ عبد غير الله، إي والله ، عبدت القبور، وانتشرت الشرور، يحلف بالأولياء، ويستغاث بغير الله، بل صار الشرك يُرْعَى، والقبور بعابديها تَرْعَى، وتحولت باحاتها للسدنة مرعى.
ومع كل هذا البلاء، يتبجح أولئك الأغبياء، بمسائل بنيت على أوهام، ليظهروا للجهلة و الطغام أنهم للمنهج حراس وخدام، وفي حقيقة الأمر أنهم للنفوس سدنة، وهم لها عبدة، ومن شدة تراكم الجهالات، أنهم بتخبطاتها يهيمون، وعلى تخرصاتها يبنون، فكانت لهم المعبود، ومن به يستعان.
ولا تعجب فإن هذا قد يقع في أهل الإسلام، قال ابن تيمية – شيخ الإسلام – عليه رحمة الله – معددا أقساما _ : "إما أن يعبد غير الله و يستعينه – وإن كان مسلما – فالشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل"(مجموعة الفتاوى:1/36).
وهذا الإغراق منهم، والإيغال، دليل على جهلهم بحقيقة المبعث والإرسال، إذ صرفوا الدعوة عن جادتها، وغيروا خطة سيرها.
فالتوحيد هو الغاية والمقصود، وما يعرض في الطريق من قطاع ، يدفعون لضرورة تجريد السبيل، حتى لا يكون في القوم دخيل، إلا أنه يعامل معاملة الداء، فيعطى من الدواء بقدر يحصل منه الشفاء، وبيد من هم حكماء وأطباء، لا أن نقطع السير، ونحرم الناس من الخير، لأن حضرة المغرور، أراد حب الظهور، فصُد الناس عن التوحيد، وانشغلنا بهذا الوحيد.
ولا يفهمن أحد أننا نهون من شأن رايات الديانة، الموكلة بالكشف والإبانة، وعليها الحفظ والصيانة، فإنها ألوية معقودة إلى قيام الساعة، يحملها كل إمام وعلامة، بإخلاص وصدق وديانة.
قال العلامة مقبل الوادعي – رحمه الله -: "فلا بد أن يقيم أهل السنة علم الجرح و التعديل، ومن الذي يقوم بالجرح والتعديل؟ إنه العالم البصير الذي يخاف الله، وليس كل أحد يتصدر للجرح والتعديل"(فضائح ونصائح:ص/38).
ومما ندين الله - تبارك وتعالى – به، ما قاله العلامة الوادعي – رحمه الله – كذلك :" فالذي يزهد في الجرح والتعديل فهو يزهد في السنة، فإذا لم يكن هناك جرح وتعديل فإن كلام الداعي إلى الله العالم الفاضل مثل كلام علي الطنطاوي، أو مثل كلام محمود الصواف، أو مثل كلام محمد الغزالي، أو مثل كلام حسن الترابي، أو مثل كلام الشعراوي، أو مثل كلام الشيعة الرافضة، أو مثل كلام الصوفي حسن السقاف .
فأنا أقول: لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل، أو رجل في قلبه حقد، أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفر عن الجرح والتعديل؛ لأنه يعلم أنه مجروح" (فضائح ونصائح: ص/114).
لكن الذي نريده من شبابنا الأكارم، أن ينشغلوا بالعلم بتحقيق مقاصده، وإتقان وسائله، فيعنوا بشرع الله علما وعملا ودعوة، مع إعطاء كل علم قدره من العناية دون تفريط، ومن ضنائن العلم، في ضبط فقه الأولويات في التحصيل، ما جادت به قريحة الفذ العلامة الوادعي – رحمه الله – تعالى – حيث جاءه هذا السؤال: "يلاحظ على بعض من ينتسب إلى السلفية الاشتغال بالنقد والتحذير من الفرق، وإهمال طلب العلم، وآخر أهتم بالعلم، وترك التحذير حتى وصل بهم الأمر أنهم قالوا: إن النقد ليس من منهج أهل السنة في شيء، فما الصواب في ذلك؟
جواب: هؤلاء الذين يشتغلون بالنقد والتحذير يعتبرون مفرطين في طلب العلم، أجوبة على أسئلة إخواننا في الإمارات، ومفرطين في شأن النقد، فعلماؤنا إذا نظرت إلى ترجمة ابن أبي حاتم، وجدته حافظا كبيرا، بل لقب بشيخ الإسلام، وهكذا الإمام البخاري، والإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والدار قطني، وابن حبان، والحاكم، فقد أخرجوا المؤلفات النافعة في التفسير، وعلم الحديث، وألفوا الكتب النافعة، وحفظوا لنا سنة رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وأخرجوا الكتب النافعة في الجرح والتعديل، فلابد من الجمع بين هذا وهذا، وإلا كان الشخص ناقصا ومفرطا .
وأنا أسألك بأي ميزان تزن الناس إذا كنت جاهلا بالعلم النافع، أتزنهم بالهوى أم بما قاله لك الشيخ فلان ؟
فإذا تراجع الشيخ فلان تراجعت، وإذا حمل على طائــفة حملت فلابد من الجمع بين هذا وهذا.
والطرف الآخر الذين يهتمون بالعلم ولا يرفعون رأسا إلى التعديل، فهذا الطرف في نظري أحسن من الطرف الأول، لأن الطرف الأول يتصدى لما ليس من شأنه أن يتصدى له، لكن هذا الطرف هدم جانبا مهما ."(فضائح ونصائح :ص/111_112).
فمن علامات الفقه في الدين التفريق بين ما هو فيه بمنزلة الغذاء، وما هو بمنزلة الدواء، وبين الوسائل، والمقاصد، وبين المطلوب ابتداء، وما يحتاج إليه اضطرارا.
لذلك نجد أن العلماء قد بينوا المقاصد العلية، والمطالب الشرعية، مرتبة على حقائقها، مبنية على أصولها، من باب ربط الأحكام بعللها، والغايات بحكمها؛ لتدرك حقيقتها، وتطلب على وجهتها.
فإن الدعوة إلى الله – تعالى - مقصد شرعي، يقوم على أساس متين، وعلى أصل الدين، لأنه به تدفع الضرورة، فضرورة العبد في المعاش والمعاد، للسعادة والنجاة، متوقفة على بلوغ الرسالة لضرورة توقف حياة قلبه ونجاته، على الإيمان والتقوى.
إذ إن العبد خلق مضطرا للمعبود، فلا يملأ قلبه إلا الذي خلقه، ولا سبيل له إلى ذلك إلا بمعونته، فهو مستعانه و معبوده، ولا طريق له إلى عبادة ربه إلا برسله، ولا سبيل لمعرفته بالرسالة على التفصيل، والتنزيل إلا بالعلماء الربانيين، ووسيلتهم في التبليغ الدعوة والتعليم.
فبان لنا أصل الدعوة، وأساسها، فصرف الدعاة عن هذه المقاصد العالية، وإشغالهم بتوهمات وتخرصات بالية، علامة على عدم التوفيق، وداعية إلى التشتيت والتفريق، فكيف لو اختزلت الدعوة، وكذب على الدعاة ألا يعد من الصد عن سبيل الله؟!
و يؤصل هذه الحقائق الإيمانية، شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - بقوله:" فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به وإتباعه منها للطعام والشراب، فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا، وذاك إذا فات حصل العذاب.
فحق على كل أحد بذل جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به وطاعته؛ إذ هذا طريق النجاة من العذاب الأليم، والسعادة في دار النعيم.
والطريق إلى ذلك الرواية والنقل، إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل، بل كما أن نور العين لا يرى إلا مع ظهور نور قدامه، فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة.
فلهذا كان تبليغ الدين من أعظم فرائض الإسلام، وكان معرفة ما أمر الله به رسوله واجبا على جميع الأنام."(مجموعة الفتاوى:1/5).
قال العلامة صالح الفوزان :"إن أية دعوة لا تقوم على هذه الأسس، ويكون منهجها قائما على منهج الرسل؛ فإنها ستبوء بالخيبة وتضمحل وتكون تعبا بلا فائدة – وخير دليل على ذلك تلك الجماعات المعاصرة التي اختطت لنفسها منهجا للدعوة يختلف عن منهج الرسل – فقد أغفلت هذه الجماعات إلا ما قل منها – جانب العقيدة – وصارت تدعو إلى إصلاح أمور جانبية – فجماعة تدعو إلى إصلاح الحكم والسياسة وتطلب بإقامة الحدود وتطبيق الشريعة في الحكم بين الناس – وهذا جانب مهم – لكنه ليس الأهم – إذ كيف يطالب بتطبيق حكم الله على السارق والزاني قبل أن يطالب بتطبيق حكم الله على المشرك – كيف يطالب بتطبيق حكم الله بين المتخاصمين في الشاة والبعير، قبل أن يطالب بتطبيق حكم الله على عباد الأوثان والقبور، وعلى الذين يلحدون في أسماء الله وصفاته فيعطلونها عن مدلولاتها ويحرفون كلماتها.
أهؤلاء أشد جرما أم الذين يزنون ويشربون الخمر ويسرقون؟!!! إن هذه الجرائم إساءة في حق العباد، والشرك ونفي الأسماء والصفات إساءة في حق الخالق سبحانه – وحق الخالق مقدم على حق المخلوق - ."(نقلا من تقديمه لكتاب العلامة الربيع"منهج الأنبياء ..." :ص/9-10).
وقال العلامة العباد – حفظه الله - :"إن كل نبي من الأنبياء كان يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ثم بعد ذلك ينبه على الأخطاء التي وقع فيها قومه، مثل الذين كانوا ينقصون المكاييل والموازين، فإن نبيهم بعدما دعاهم إلى التوحيد نبههم على ما عندهم من الأخطاء وما عندهم من الأمور المحرمة، فبدأ بالأهم فالأهم. والرسول صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..)، وهذا يبين لنا تقصير الذين ينتسبون إلى الدعوة في هذا الزمان ويعنون بأمور فرعية وأمور جزئية وهي في الحقيقة مهمة، ولكن أهم منها إخلاص العبادة لله عز وجل والابتعاد عن الشرك وتحقيق التوحيد، وهذا هو الأهم، وهذا هو الذي يجب البداءة به ويجب العناية به، والأمور الأخرى تأتي تبعاً، لكن لا تكون هي كل شيء وهي الشغل الشاغل، والشيء الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم هو الذي يهمل وهو الذي يغفل عنه"(شرح سنن أبي داود:مفرغ: 1/132).
تذكير وتخويف .
احذر يا عبد الله أن تتظاهر بحمل راية التوحيد، وأنت في حقيقة أمرك، قد أضمرت في نفسك، حب الظهور، ولعل هذا باديا في سلوكك، حيث الشباب تتفرق بسببك، والفتن تأتي من قبلك، فالله الله في نفسك أولا، وفي الشباب الطيب المقبل على الله ثانيا، ما الذي تستفيده وقد شتت الدعوة، وفرقت بين الأخوة، فنصيحتي لك أن تعود قبل الافتضاح، فإنه أوشك أو قد لاح، وهذه سنة الله .
قال الحق – سبحانه - : {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون } [التوبة: ٦٤].
قال السعدي – رحمه الله - : "وفي هذه الآيات دليل على أن من أسر سريرة خصوصا السريرة التي يمكر فيها بدينه ويستهزئ به وبآياته ورسوله فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها ويعاقبه أشد العقوبة"
وفي قوله:(يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة)، قال مجاهد: (يقولون القول بينهم، ثم يقولون: "عسى الله أن لا يفشي سرنا علينا!".)(تفسير ابن جرير:14/331).
"قال قتادة: هذه السورة تسمى الفاضحة والمبعثرة والمثيرة، أثارت مخازيهم ومثالبهم."(تفسير البغوي:4/68).
وقال الألوسي – رحمه الله - : "وإسناد الإخراج إلى الله تعالى للإشارة إلى أنه سبحانه يخرجه إخراجاً لا مزيد عليه"(روح المعاني ... :7/281).
فطريق الدعوة محفوظ بالسنن الإلهية، حيث تقوم عليه الشهادة الربانية .
قال الله – تعالى - :{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً}[الفتح: ٢٨].
قال ابن عثيمين – رحمه الله - :" لو قال قائل ما وجه مناسبة (وكفى بالله شهيداً)؛ لقوله: (ليظهره على الدين كله)؟
قيل: المناسبة ظاهرة؛ . . . فهذا التمكين له في الأرض؛ أي تمكين الله لرسوله في الأرض : شهادة من الله عز وجل فعلية بأنه صادق، وأن دينه حق؛ لأن كل من افترى على الله كذبا؛ فمآله الخذلان والزوال والعدم، وانظر إلى الذين ادعوا النبوة ماذا كان مآلهم؟
أنسوا وأهلكوا؛ كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي . . . " (شرح العقيدة الواسطية :1/33).
2. انتقائية المراجع العلمية.
هذا المسلك الشاذ، يتفرع عن السلوك الأول، لأن الغاية النفس، فهو يريد نفخها، وتعظيمها، فيتبنى هذه السياسة الماكرة، أف لها من لعبة خاسرة.
لقد روج هؤلاء أسماء بعض العلماء حصرا لمآرب ليس بها خفاء، مقصين بعض، بل جل الكبراء، وذلك تضييقا للدائرة، ليكون دوره في الصدارة قريب، حتى يسرع الدبيب، للبس عباءة الإفتاء، ليقال إن ابن فلان قد جاء.
وينشأ عن سياسة (الانتقاء، والإقصاء) نفخ النفس؛ لأنه لن يوافقه على طريقته العوجاء إلا الجهلاء، وبهذا يصبح سيدا عند السفهاء.

بدعة نكراء .
من طرائق هؤلاء أنهم ابتدعوا محدثة بدهاء؛ ليتوصلوا بمكر (الانتقاء) إلى إزاحة الدعاة بله العلماء ، عن قبلة آمالهم، ومنتهى أعمالهم، ليكونوا القادة، وينعموا بالسيادة، فقسموا علماءنا الأجلاء إلى علماء منهج، وفقهاء، وبالتالي فجل من شملهم الإقصاء هم من الفقهاء، ولم يبق بعد الانتقاء، إلا واحد كالعنقاء، وقد يضيفون معه آخرين على استحياء، لكن بمكر ودهاء.
وقد سئل الشيخ ربيع – حفظه الله – "سؤال: بعض الشباب يقسم علماء السلفيين إلى علماء الشريعة وعلماء المنهج ، هل هذا التقسيم صحيح ؟
جواب: غلط ، غلط هذا التقسيم ، هذا غلط ـ بارك الله فيك ـ لكن إنسان يعلم الشريعة وقد يبرز بسبب اهتمامه بالمنهج وما يناقضه ، والذين يخالفونه ، قد يكون عنده اهتمام أكثرـ بارك الله فيكم ـ وذاك الثاني عنده شيء من اهتمام، و شيء من الإدراك ولكن بحكم تخصص هذا ـ يمكن ـ ولكن لا يسلَّم أيضا لهذا المتخصص بكل شيء ، لاسيما إذا عارضه آخرون ـ بارك الله فيكم ـ نعم ، هذا التفريق اتركوه ـ هذا التفريق أصله ابتدعه أهل البدع ، فقهاء واقع وغير فقهاء واقع ، هذا التقسيم الجديد هو موجود الآن في صفوف السلفيين ، لا ينبغي ، أرادوا إسقاط ابن باز والعلماء الموجودين قالوا ما يفقهون الواقع ، فإذا تكلوا في الأحداث وفي المشاكل التي تهم ـ يعني ـ تعم المسلمين وتنزل بهم وكذا ، قالوا لا والله ما يعرفون الواقع ، بارك الله فيكم ، هذا إسقاط ، إسقاط خطير جدا في أخطر الميادين ، على أن هذا الميدان ميدانهم ، بارك الله فيكم ، نعم"(من شريط الحث على المودة والإتلاف ...).
التسقيط بالمفاضلة .
يلجأ هؤلاء إلى أسلوب مناورة في التسقيط، فإن بعض العلماء يتهيبون من لمزه مباشرة، فيتذرعون بالمفاضلة، أو أن البيئة غير صالحة للتصريح، لأن فيها من لا يريح، فيكتفون بالتلميح.
فإنه غير خاف أن الناس درجات، وأن التفاضل بين العباد موجود، لكن لا ينبغي أن يفضي إلى تنقص المفضول، فتجدهم يقولون: فلان أ علم من فلان في كذا وكذا، ومرادهم الحط من منزلة المفضول، ولا شك أن هذه الطريقة مذمومة، فإنهم ابتداء ليسوا أهلا لذلك، ثم النصوص الشرعية قد دلت على المنع من المفاضلة المفضية للتسقيط، و نبهت إلى ضرورة وضع القيد المانع من المحذور .
قال – تعالى -:{ وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير }[الحديد: ١٠ٍ].
قال السعدي – رحمه الله - :"ولما كان التفضيل بين الأمور قد يتوهم منه نقص وقدح في المفضول، احترز تعالى من هذا بقوله: { وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى }"(تفسير الكلام المنان).
وقرر رحمه الله – تعالى – هذا المعنى بتحرير أكثر عند قوله – تعالى - :{ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما}[النساء: ٩٥].
فقال – رحمه الله - :"وكذلك إذا فضَّل تعالى شيئا على شيء وكل منهما له فضل احترز بذكر الفضل الجامع للأمرين لئلا يتوهم أحد ذم المفضل عليه كما قال هنا { وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى }.
وكما قال تعالى في الآيات المذكورة في الصف في قوله { وبشر المؤمنين } وكما في قوله تعالى { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ } أي ممن لم يكن كذلك.
ثم قال { وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } وكما قال تعالى {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} فينبغي لمن بحث في التفضيل بين الأشخاص والطوائف والأعمال أن يتفطن لهذه النكتة.
وكذلك لو تكلم في ذم الأشخاص والمقالات ذكر ما تجتمع فيه عند تفضيل بعضها على بعض لئلا يتوهم أن المفضَّل قد حصل له الكمال كما إذا قيل النصارى خير من المجوس فليقل مع ذلك وكل منهما كافر، والقتل أشنع من الزنا وكل منهما معصية كبيرة حرمها الله ورسوله وزجر عنها."(من تفسيره)

• وفي الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ) .
قال النووي – رحمه الله - :"قال العلماء هذه الأحاديث تحتمل وجهين:
احدهما: انه صلى الله عليه و سلم قال هذا قبل أن يعلم انه أفضل من يونس فلما علم ذلك قال أنا سيد ولد آدم ولم يقل هنا إن يونس أفضل منه أو من غيره من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - .
والثاني أنه - صلى الله عليه و سلم - قال هذا زجرا عن أن يتخيل أحد من الجاهلين شيئا من حط مرتبة يونس - صلى الله عليه و سلم - من أجل ما في القرآن العزيز من قصته، قال العلماء: وما جرى ليونس - صلى الله عليه و سلم - لم يحطه من النبوة مثقال ذرة ، وخص يونس بالذكر لما ذكرناه من ذكره في القرآن بما ذكر" المنهاج(15/132)
قال بدر الدين العيني – رحمه الله - :"قال العلماء إنما قاله لما خشي على من سمع قصته أن يقع في نفسه تنقيص له فذكره لسد هذه الذريعة"عمدة القاري .
• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم .
قال ابن عثيمين – رحمه الله - : "قال عليه الصلاة والسلام: (وفي كل خير)، يعني: المؤمن القوي، والمؤمن الضعيف كل منهما فيه خير، وإنما قال: وفي كل خير؛ لئلا يتوهم أحد من الناس أن المؤمن الضعيف لا خير فيه، بل المؤمن الضعيف فيه خير، فهو خير من الكافر لاشك .
وهذا الأسلوب يسميه البلاغيون: (الاحتراز)، وهو: إن تكلم الإنسان كلاماً يوهم معنى لا يقصده، فيأتي بجملة تبين أنه يقصد المعنى المعين.
ومثال ذلك في القرآن، قوله تبارك وتعالى:{ لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير }[الحديد: ١٠]
لما كان قوله :{أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا }، أوهم أن الآخرين ليس لهم حظ من هذا، قال:{ وكلا وعد الله الحسنى }.
ومن ذلك قوله تعالى:{ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين } ﮥ ففهمناها سليمان} [الأنبياء: 78]. ، لما كان هذا يوهم أن داود عنده نقص، قال تعالى: { وكلا آتينا حكما وعلما }[الأنبياء: ٧٩] .
ومن ذلك قوله تعالى:{ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما }[النساء: ٩٥] .
فهنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: وفي كل خير أي المؤمن القوي والمؤمن الضعيف، لكن القوي خير وأحب إلى الله"(شرح رياض الصالحين :1/119).
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-19-2009, 03:44 PM
عبدالله المقدسي عبدالله المقدسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القدس
المشاركات: 545
افتراضي

جزاكم الله خيرا.
__________________
[COLOR="Purple"][FONT="ae_Cortoba"][CENTER]كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أفرس بالخيل منك فقال عيينة وأنا أفرس بالرجال منك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وكيف ذاك قال خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرود من أهل نجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت [COLOR="Red"]بل خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان إلى لخم وجذام و عاملة[/COLOR][/CENTER][/FONT][/COLOR]
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أمراض القلوب, مسالك الهوى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.