أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
42830 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2017, 06:36 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي طَرَائِقُ الرَّبَّانِيِّيْنَ فِيْ تَعْلِيْمِ الْبَنَاتِ وَالْبَنِيْنَ.


طَرَائِقُ الرَّبَّانِيِّيْنَ
فِيْ تَعْلِيْمِ الْبَنَاتِ وَالْبَنِيْنَ


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد سألني بعض الأباء الغيورين على صلاح أولادهم
عن طريقة مناسبة في تعليم العلم الشرعي لمن هم دون سن خمس عشرة سنة
.

ولما كان جواب السؤال من الأمور المتعينة؛ بادرت بكتابة هذه الرسالة الصغيرة
سائلاً الله –تعالى- النفع بها لي وللسائل والقارئ وأولادنا وسائر أولاد المسلمين،
وأن يجعلها عقبة حسنة في اللاحقين.



كتبه الفقير إلى عفو ربه ورضوانه
حمد أبو زيد العتيبي
صبيحة يوم الأحد الموافق: 14 | ذوالقعدة 11| 1438هـ




***


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2017, 06:43 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم –وفقك الله- أن تعليم الأولاد من الواجبات على الأباء، ورعايتهم من الولايات المفروضة؛
فعَنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
" وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" (متفق عليه).

وهذه (المسؤولية) مسؤولية عظيمة يحاسب عنها العبد يوم القيامة؛
"إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أَمْ ضَيَّعَ حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بيته"
(حديث حسن، السلسلة الصحيحة: 1636).

وطيب الذرية والأولاد من المطالب الرفيعة، كما قال زكريا –عليه السلام-:
{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}[آل عمران: 38].

وتمام سعادة العبد أن يربي أولاده على الإيمان فتقر عينه بهم في الدنيا والآخرة، كما قال الله –تعالى-:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور: 21].

وينشأُ ناشئُ الفتيـانِ منـَّا *** على ما كان عوَّدهُ أبـوه
ومادان الفتى بحجىً و لكن *** يعوِدهُ التدين أقربـوه




***

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-07-2017, 06:50 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


أصول التعليم التربوي للأولاد

اعلم –سددك الله- أن أصول تعليم الأولاد قررها الله –تعالى- في (وصية لقمان الحكيم) لابنه؛ فقال –تعالى-:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}[سورة لقمان].

مقاصد (موعظة لقمان لابنه):

اعلم –سلمك الله- أن هذه المواعظ الجليلة قد أثنى الله –تعالى- على قائلها،
ونبه بها على بلوغ لقمان –عليه السلام- (مرتبة الحكمة
"وذكر بعض ما يدل على حكمته في وعظه لابنه، فذكر أصول الحكمة وقواعدها الكبار"
(تفسير السعدي: 648).

وفي ذلك إشارة إلى أن من أراد من الأباء أن يكون من الحكماء؛
فليسلك مسلكه في هذه الموعظة الربانية البليغة.
وجمل هذه الموعظة في سبع مقاصد رئيسية،
وهي:

1- بيان حق الله –تعالى- ونفي الشرك عنه الذي هو أعظم الظلم.
2- بيان حق الوالدين ببرهما، وتحريم عقوقهما في كل الأحوال.
3- بيان سعة علم الله المورث مراقبته وخشيته حتى يبلغ مرتبة الإحسان.
4- بيان أعظم الأعمال البدنية (الصلاة).
5- بيان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6- بيان منزلة الصبر.
7- بيان محاسن الأخلاق، وجماعها بالتنزة عن الكبر والفخر.


فعلى الأب الحكيم أن يزرع في قلوب أبنائه هذه المعاني الجليلة بالألفاظ السهلة الميسورة،
ويحرص على تحفيظهم هذه الآيات لتكون ماثلة في نفوسهم.
ويستعين على ذلك بتفاسير أهل العلم، ومنها:

1- تفسير ابن كثير –رحمه الله-.
2- تفسير السعدي –رحمه الله-.
3- تفسير ابن عثيمين –رحمه الله-.




***

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-07-2017, 06:59 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


المرحلة التالية: (أصول التربية الإصلاحية)

إذا أتم الأب الموفق موعظة أولاده بما جاء في (موعظة لقمان لابنه
ورسخت في نفوسهم تلك المعاني الجليلة انتقل بهم إلى (أصول الإصلاح القلبي
وذلك أن التربية الإصلاحية –بصورة عامة- تكون موزعة على أصلين بهما صلاح القلب،
وهما:

- صلاح قوته العلمية.
- وصلاح قوته العملية.

قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«أَلَا إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»
(متفق عليه).

"وَصَلَاحُ الْقَلْبِ فِي أَنْ يَحْصُلَ لَهُ وَبِهِ الْمَقْصُودُ الَّذِي خُلِقَ لَهُ؛ مِنْ (مَعْرِفَةِ اللَّهِ)، (وَمَحَبَّتِهِ وَتَعْظِيمِهِ
وَفَسَادُهُ فِي ضِدِّ ذَلِكَ، فَلَا صَلَاحَ لِلْقُلُوبِ بِدُونِ ذَلِكَ قَطُّ.
وَالْقَلْبُ لَهُ قُوَّتَانِ: الْعِلْمُ وَالْقَصْدُ
" (الفتاوى الكبرى: 1/95).

قال ابن القيم –رحمه الله-:"لما كان فى القلب قوتان:
- قوة العلم والتمييز.
- وقوة الإرادة والحب.
كان كماله وصلاحه باستعمال هاتين القوتين فيما ينفعه، ويعود عليه بصلاحه وسعادته.
فكماله باستعمال قوة العلم فى إدراك الحق، ومعرفته، والتمييز بينه وبين الباطل،
وباستعمال قوة الإرادة والمحبة فى طلب الحق ومحبته وإيثاره على الباطل.
فمن لم يعرف الحق فهو ضال، ومن عرفه وآثر غيره عليه فهو مغضوب عليه.
ومن عرفه واتبعه فهو مُنْعَمٌ عليه
" (إغاثة اللهفان: 1/24).

والمقصود: أن صلاح القلب بصلاح غذاء قوتيه؛
فإذا أخذ القلب غذاءه صحيحاً تاماً تمت حياته، واستنارت بصيرته، وتحققت سعادته في الدارين.

1- فقوته العلمية غذاؤها (الإيمان).
2- وقوته العملية غذاؤها (التقوى).


وبذلك تتم (ولاية العبد) لربه
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[يونس: 62-63].



***

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-07-2017, 07:14 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


تأصيل غذاء القلب:

اعلم –وفقك الله- أن تأصيل غذاء القلب الذي به حياته يؤسس على الوحي -كتاباً وسنةً-؛
لأنه المصدر الوحيد الذي تتلقى منه الحياة القلبية
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشُّورَى: 52] .

قال السعدي –رحمه الله-:
" سماه روحا، لأن الروح يحيا به الجسد،
والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين
"
(تيسير الكريم الرحمن ص762).

وتأصيل ذلك على الشكل التالي:

أولاً: تأصيل الإيمان.

وذلك بتقرير المعارف الإيمانية، والعلوم اليقينية التي ترجع إلى أركان الإيمان الستة.
وأصولها مودعة في (سورة الفاتحة)، (وحديث جبريل الطويل).

قال شيخ الإسلام –رحمه الله-:
" وقد جاء مأثوراً عن الحسن البصري -رواه ابن ماجه وغيره- أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب،
جمع علمها فى الأربعة، وجمع علم الأربعة فى القرآن، وجمع علم القرآن فى المفصَّل،
وجمع علم المفصل فى أم القرآن، وجمع علم أم القرآن فى هاتين الكلمتين الجامعتين‏:
‏ ‏{‏‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}‏‏ ‏[‏الفاتحة‏:‏5‏]‏
وإن علم الكتب المنزلة من السماء اجتمع فى هاتين الكلمتين الجامعتين
‏"
(مجموع الفتاوى: 14/7).‏

سورة الفاتحة

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}.

مقاصد سورة الفاتحة السبعة الرئيسية:

اعلم –وفقك الله- أن هذه السورة المباركة قد اشتملت على سبعة مقاصد رئيسية، وهي:

1- أمهات مطالب الرسالات الإلهية: (التوحيد، والنبوة، والمعاد).
2- أنواع التوحيد الثلاثة: (الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات).
3- أصول توحيد العبادة: (المحبة، والرجاء، والخوف).
4- قاعدة الاستقامة الكلية: (العبادة، والإعانة).
5- مفهوم الإسلام الصحيح: (الصراط المستقيم).
6- لزوم سبيل الصحابة: (صراط الذين أنعمت عليهم).
7- البراءة من أصلي الانحراف: (المغضوب عليهم، والضالين).


فعلم أولادك هذه المقاصد الكلية بالعبارات المناسبة واستعن على ذلك بكتب التفسير، ومنها:

- تفسير السعدي –رحمه الله-.
- تفسير ابن كثير –رحمه الله-.
- تفسير سورة الفاتحة لمحمد بن جميل زينو –رحمه الله-.




***

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-07-2017, 07:27 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي


حديث جبريل –عليه السلام- الطويل

عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ،
إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ،
حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ،
وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»،
قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ،
قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»،
قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ،
قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ،
قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا،
قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»،
قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،
قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» (متفق عليه).



اعلم –أرشدك الله- أن حديث جبريل –عليه السلام- هذا من الأحاديث الجليلة القدر،
فقد قال القرطبي - رحمه الله -:
"فيصلح في هذا الحديث أن يقال فيه: إنه (أم السنة)؛ لما تضمنه من جمل علم السنة،
كما سميت الفاتحة: (أم القرآن)؛ لما تضمنته من جمل معاني القرآن
"
(المفهم شرح مسلم، للقرطبي: 1/ 152).

مقاصد حديث جبريل –عليه السلام- الرئيسية الأربعة:

1- بيان أركان الإيمان الستة.
2- بيان أركان الإسلام الخمسة.
3- بيان مرتبة الإحسان.
4- بيان خفاء علم الساعة ومعرفة بعض أماراتها.


فعلم أولادك هذه المقاصد الكلية بالعبارات المناسبة.
واستعن على ذلك بكتب شروح الحديث، ومنها:

1- جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي –رحمه الله-.
2- شرح الأربعون النووية لابن عثيمين –رحمه الله-.
3- شرح حديث جبريل في تعليم الدين لعبد المحسن العباد –نفع الله به-.


فإذا أتممت ذلك؛ فلقن أولادك (لامية) شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله.



***

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.