اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بيتي

[الفقيه السوسي]

السلام عليكم رحمة الله وبركاته وحياكم الله تعالى ووفقنا وإياكم لكل ما يحبه الله ويرضاه .
قال الراهب الحيدري في أحد القنوات إنه ( لمَّا نزلت هذِهِ الآيةُ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا في بيتِ أمِّ سلمةَ فدعا فاطمةَ وحَسنًا وحُسينًا فجلَّلَهم بِكساءٍ وعليٌّ خلفَ ظَهرِهِ فجلَّلَهُ بِكساءٍ ثمَّ قالَ اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بيتي فأذْهِب عنْهمُ الرِّجسَ وطَهِّرْهم تطْهيرًا قالت أمُّ سلمةَ وأنا معَهُم يا نبيَّ اللَّهِ قالَ أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ على خيرٍ )
فجاء إلى العبارة المسطر عليها فقال إنها دالة على الحصر ؟
فأجابه الشيخ خالد الوصابي اليمني في قناة صفا قائلا هي لا تدل على الحصر !
الاشكال هو أني وجدت عند البيانين أن تعريف الجزأين يدل على الحصر !
أفيدونا بارك الله فيكم .

[أبو أويس السليماني]

جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي لـ: عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى :
قال الأزهري: الرجس اسم لكل مستقذر من عمل قاله النووي .
أهل البيت نصبه على النداء، ويطهركم من الأرجاس والأدناس .
(في بيت أم سلمة) متعلق بنزلت .
(فجللهم بكساء) أي غطاهم به من التجليل (فجلله بكساء) أي آخر .
(قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله) بتقدير حرف الاستفهام .
(أنت على مكانك وأنت على خير يحتمل): أن يكون معناه أنت خير وعلى مكانك من كونك من أهل بيتي ولا حاجة لك في الدخول تحت الكساء كأنه منعها عن ذلك لمكان علي ، وأن يكون المعنى أنت على خير وإن لم تكوني من أهل بيتي كذا في اللمعات .
قلت :الاحتمال الأول هو الراجح بل هو المتعين، وقد اختلف أهل العلم في أهل البيت المذكورين في الآية فقال بن عباس وعكرمة وعطاء والكلبي ومقاتل وسعيد بن جبير إن أهل البيت المذكورين في الآية هم زوجات النبي خاصة قالوا والمراد بالبيت بيت النبي ومساكن زوجاته لقوله :(واذكرن ما يتلى في بيوتكن ) وأيضا السياق في الزوجات من قوله :(يا أيها النبي قل لأزواجك) إلى قوله:( لطيفا خبيرا)
وقال أبو سعيد الخدري ومجاهد وقتادة وروي عن الكلبي :(أن أهل البيت المذكورين في الآية هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة).
ومن حججهم الخطاب في الآية بما يصلح للذكور لا للإناث وهو قوله عنكم وليطهركم ولو كان للنساء خاصة لقال عنكن وليطهركن .
وأجاب الأولون عن هذا بأن التذكير باعتبار لفظ الأهل كما قال سبحانه :(أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ) وكما يقول الرجل لصاحبه كيف أهلك يريد زوجته ، أو زوجاته ، فيقول: هم بخير .
وتمسك الأولون أيضا بما أخرجه بن أبي حاتم وبن عساكر من طريق عكرمة عن بن عباس في الآية قال: نزلت في نساء النبي خاصة.
وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي وروي هذا عنه بطرق.
وتمسك الآخرون أيضا بحديث عمر بن أبي سلمة وحديث أنس المذكورين في الباب وما في معناهما .
وقد توسطت طائفة ثالثة بين الطائفتين فجعلت هذه الآية شاملة للزوجات ولعلي وفاطمة والحسن والحسين أما الزوجات فلكونهن المرادات في سياق هذه الآيات كما قدمنا ، ولكونهن الساكنات في بيوته النازلات في منازله ،ويعضد ذلك ما تقدم عن بن عباس وغيره وأما دخول علي وفاطمة والحسن والحسين فلكونهم قرابته وأهل بيته في النسب ،ويؤيد ذلك ما ورد من الأحاديث المصرحة بأنهم سبب النزول فمن جعل الآية خاصة بأحد الفريقين أعمل بعض ما يجب إعماله وأهمل ما لا يجوز إهماله وقد رجح هذا القول جماعة من المحققين منهم القرطبي وبن كثير وغيرهما.

[خالد سالم]

جزاك الله خيرا أخي أبا أويس على هذه الإجابة، ولا مزيد عليها إلا أنني أقول: إذا كانت(إنما ) تفيد الحصر ؛ فنقول له: نعم_ تنزلا_ تفيد الحصر،
إذن : ما الذي أدخل غير هؤلاء_أقصد جعفر الصادق والباقر و و_ في هذه الآية، فإن قال تفيد الحصر فهؤلاء الأئمة لا يدخلون في هذه الآية(أي ليسوا من أهل البيت) وإن قال : لا، فقد خالف قوله.
فقوله الذي استند عليه يرد عليه أولا والله أعلم.

[الفقيه السوسي]

جزاكم الله على ما قدمتموه ولكن مضمون سؤالي لم تجيبوا عليه ألا وهو بماذا نرد على البيانين في هذه المسألة التي جعلتها في الاستشكال

[أبو أويس السليماني]

بل الجواب موجود ، فقط أعد القراءة و دقّق .
سدّدك الله و يسر أمرك.

[خالد سالم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفقيه السوسي

جزاكم الله على ما قدمتموه ولكن مضمون سؤالي لم تجيبوا عليه ألا وهو بماذا نرد على البيانين في هذه المسألة التي جعلتها في الاستشكال

(إنما) تفيد الحصر، واللام(ليذهب) للتعليل_أي أن ما بعدها علة لما قبلها_ فإذا كان الحديث من بداية الخطاب إلى الآية موجه إلى نساء النبي_صلى الله عليه وسلم_ فيكون تقدير الإية: (إنما يريد الله بهذه الأوامر والنواهي هو إذهاب الرجس عنكم _أي نساء النبي_ ويطهركم تطهيرا) وقبل هذه الآية أوامر ونواهي: (فلا تخضعن بالقول_ قلن قولا معروفا_ أقمن الصلاة...) فالآية تكون محصورة في نساء النبي_صلى الله عليه وسلم_ على خلاف بين أهل العلم.
وهذه آية قريبة من آية التطهير _ من حيث الدلالة_ هو قوله تعالى: ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)
إنما: هي مثل إنما في آية التطهير، ليعذبهم: هي مثلها(ليذهب) والإرادة في الآيتين إرادة تشريعية وليست كونية كما يزعم الحيدري.
وليس معنى أن هذه الآية تفيد الحصر أن عليا وفاطمة والحسن والحسين ليسوا من أهل بيته، بل؛ لا يشك أحد أنهم من أهل بيته ولكن بدلالة أحاديث أخرى .
ولو دققت في إجابة الأخ أويس لوجدت ما تريد.

[الفقيه السوسي]

لا إله إلا الله يا أخي الكريم أنا ما أتيت لك بالاية التي تتكلم عنها إن دققت أنت النظر فسوف ترى أن سؤالي مقصور على جزء من الحديث وهو هؤلاء أهل بيتي هل هذه دالة على الحصر أم لا فالبيانيون يقولون نعم والشيخ خالد يقول لا هذا هو سؤالي فما دخل الاية بارك الله فيك