أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78266 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-13-2017, 05:52 PM
ابو العلاء السالمي ابو العلاء السالمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 343
افتراضي ألا ترون معي أن رؤوس الغلاة، بضاعتهم من العلم مزجاة ؟!


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

إن الناظر والمتأمل في غلاة التجريح اليوم، يرى بضاعتهم في العلم مزجاة، ويبدوا له جليا، ضعفهم وعورهم حتى في مجالات تخصصاتهم؟

لا أريد أن أطيل هنا بذكر الأدلة والشواهد على أخطائهم العلمية ونكباتهم التأصيلية، والتي لا يقع في مثلها صغار الطلبة فضلا عن الأساتيذ، بالاضافة الى قلة مؤلفاتهم وشروحهم لفنون العلم وكذا تحقيقاتهم لكتب التراث، فالمنتدى حافل بها لمن أراد الإطلاع عليها ، وإنما أريد أن أبين السبب في ذلك، فاذا عرف السبب بطل العجب.

لماذا لم يعلُ كعبهم في العلم ولم يبلغوا درجة الراسخين فيه؟

يجيبنا عن هذا السؤال، العالم الهمام شيخ الإسلام، الامام الرباني ابن تيمية الحرّاني،
حيث قال - رحمه الله - :
ثُمَّ الْقَلْبُ لِلْعِلْمِ كَالْإِنَاءِ لِلْمَاءِ وَالْوِعَاءِ لِلْعَسَلِ وَالْوَادِي لِلسَّيْلِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} الْآيَةُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا: فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَسَقَى النَّاسُ وَزَرَعُوا. وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً إنَّمَا قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا أُرْسِلْت بِهِ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْت بِهِ} وَفِي حَدِيثِ كميل بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا. وَبَلَغَنَا عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ قَالَ: الْقُلُوبُ آنِيَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ فَأَحَبُّهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَقُّهَا وَأَصْفَاهَا.
وَهَذَا مَثَلٌ حَسَنٌ فَإِنَّ الْقَلْبَ إذَا كَانَ رَقِيقًا لَيِّنًا كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ سَهْلًا يَسِيرًا وَرَسَخَ الْعِلْمُ فِيهِ وَثَبَتَ وَأَثَّرَ وَإِنْ كَانَ قَاسِيًا غَلِيظًا كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ صَعْبًا عَسِيرًا. وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ زَكِيًّا صَافِيًا سَلِيمًا حَتَّى يَزْكُوَ فِيهِ الْعِلْمُ وَيُثْمِرَ ثَمَرًا طَيِّبًا وَإِلَّا فَلَوْ قَبِلَ الْعِلْمَ وَكَانَ فِيهِ كَدَرٌ وَخَبَثٌ أَفْسَدَ ذَلِكَ الْعِلْمَ وَكَانَ كَالدَّغَلِ فِي الزَّرْعِ إنْ لَمْ يَمْنَعْ الْحَبَّ مِنْ أَنْ يَنْبُتَ مَنَعَهُ مِنْ أَنْ يَزْكُوَ وَيَطِيبَ وَهَذَا بَيِّنٌ لِأُولِي الْأَبْصَارِ.
[مجموع الفتاوى، 315/9].

ومن تأمل القوم ومقدميهم، يرى أن الشدة والقسوة قد ملأت قلوبهم، حتى أصبحت شعارا لهم، وصاروا علما عليها، ناهيك عن رميهم لمخالفيهم -بغير حق- بشتى عبارات السب والشتم بصيغ أفعل ومشتقاتها ، كأخبث، وأضل، و أحط، ووو... ، وأكثر ذلك سببه حظ النفس والله المستعان، وسلكوا بذلك سبيلا، غير الذي سلكه الائمة الأعلام في هذا العصر، ابن باز والألباني، وابن عثيمين -رحمة الله عليهم أجمعين-، فأسقطوا العلماء وطلبة العلم ممن بلغ في العلم مبلغا فأجاد وأفاد، واشتغلوا بهم تبديعا وتجريحا، فأشغلهم ذلك عن النبوغ في العلم، فقَصُر في العلم باعهم، وضعفت خلف الدليل حجتهم.

وتأمل في واقعنا اليوم، وانظر إلى بقية السلف، ومحدث المدينة، عبد المحسن العباد ، و بقية السلف، العلامة الشيخ صالح الفوزان –حفظهما الله-، كيف بلغوا في العلم مبلغا، إذ تبثوا في الفتنة، وصبروا في المحنة، ونطقوا بالحكمة، وتعاملوا بالرفق واللين، فألف الشيخ العباد رسالته "رفقا أهل السنة بأهل السنة"، والتي أقرّها وأثنى عليها الشيخ الفوزان ، حيث قال عنها: "ما فيها إلا الخير ان شاء الله والرفق مطلوب"، وكذلك تقديمه لكتاب الشيخ صالح السحيمي –حفظه الله- " تنبيه ذوي الأفهام إلى رأب الصدع والوئام على منهج السلف الكرام "، فضلا عن أقوالهم المنثورة ومواقفهم المشورة، في الدعوة إلى الرفق واللين، ولكن وللأسف الشديد، نجد بعض من ينتسب الى العلم، ممن سلكوا سبيل الغلو، قد حذّر من هاذين المؤلفين و دعى الشباب إلى الإعراض عنها.

فحسبكم هذا التفاوت بيننا***و كل إناء بالذي فيه ينضح

فقارن بين آثار هؤلاء وهؤلاء، ترى الفرق الشاسع والبون الواسع بينهم،
فهذه آثارهم تدل عليهم فانظر بعدهم إلى الآثار، وستعلم حجم المخالفة وكم المفارقة، وتتبين لك حين ذلك حقيقة قول شيخ الإسلام.


__________________

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.