أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
38758 98954

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-13-2014, 03:15 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي اين نحن من هذه الاية العظيم التي تفعله مالا تفعله سلطات الدنيا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن الحديث ههنا سيدور حول هداية قول الله - تعالى -:( ألم يعلم بأن الله يرى ) العلق:14.

فهذه آية عظيمة في أول سورة نزلت في القرآن، وهي سورة العلق.

آية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا، ولا أحدث التقنيات في عالم المخابرات.
آية تضبط النوازع، وتقوي الوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة.

وقد جاءت بهذا البيان المعجز الذي لا تصل إليه قوة بشر.
جاءت بهذا التعبير الواضح مُبِيْنَةً عما تحتها من معنى، جاءت بصيغة الاستفهام:( ألم يعلم بأن الله يرى ).

وتحت هذه الآية من اللطائف والأسرار الشيءُ الكثير؛ ففيها إشارةٌ إلى وجوب المراقبة لله - عز وجل - وفيها تهديدٌ لمن يتمادى في الغي، وفيها تلويحٌ إلى وجوب الإقصار عن الشر، وفيها تلميحٌ إلى أن العلم باطلاع الله - عز وجل - على الخلائق أمرٌ فطريٌّ لا يحتاج إلى دليل، وفيها تعريضٌ بغباوة مَنْ يجهل هذه الحقيقة، أو يكابر في شأنها.

فيا لله ما أجمل أن يستحضر كلُّ أحدٍ هذه الآية إذا امتدت عينُه إلى خيانة، أو يدُه إلى حرام، أو سارت قدمُه إلى سوء، أو تحرك لسانُه بقبيح.

وما أروع أن تكون هذه الآية نُصْبَ أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل.

وفي هذا سرٌّ بديعٌ، ودرسٌ عظيمٌ تُفِيد منه الأمةُ بعامة، ويفيد منه الأفرادُ بخاصة؛ فواجب على المصلحين وقادةِ الأمم أن يتنبهوا لهذا المعنى، وأن يحرصوا على إشاعته في الناس؛ ذلكم أن وازعَ الدين والمراقبة لرب العالمين يفعل في النفوس ما لا يفعله وازعُ القوةِ والسلطان؛ فإذا أَلِفَ المرءُ أن يراقب ربه، ويستحضر شهوده واطلاعه عليه - فإن المجتمعَ يأمنُ بوائقَه، ويستريحُ من كثيرٍ من شروره.
أما إذا كان الاعتماد على وازعِ القوة، وحارسِ القانون - فإن القوةَ قد تضعُف، وإن الحارسَ قد يغفُل، وإن القانون قد يُؤَوَّل، وقد يُتَحايلُ؛ للتخلص من سلطانه.

لذلك تكثر الجرائمُ والمفاسدُ إذا قلّت التربيةُ الدينيةُ في مجتمعٍ ما، فإذا أَشَعْنَا هذا المعنى في الناس، وعَمَدْنا إلى تربيتهم بأسلوب الدين والفضيلة أرحنا واسترحنا، ووفَّرنا جهوداً كبيرة، وقد تكون ضائعة في غير ما فائدة؛ فالمراقبة حارسٌ قويٌّ يمنع الإنسانَ من التفكير في الجرائم والشرور، والتقصير في أداء الحقوق.

فلا عجب - إذاً - أن تكون هذه الآية في أول سورة نزلت من القرآن الكريم؛ لكي يكون المؤمن على ذُكْرٍ من هذا المقام العالي الذي إذا تَمَثَّلَه كان في قبيل المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم.

وتلك هي مرتبة الإحسان التي هي أعلى مراتب الدين، والتي إذا استشعرها المؤمنُ حالَ قيامِه بعبودية ربه كان عمله متقناً مضاعفاً؛ فإذا صلى مستشعراً ذلك المعنى تضاعف أجر صلاته، وهكذا بقية الأعمال الصالحة.
ولعل الصيامَ من أعظم العبادات التي تتجلى بها عبوديةُ المراقبة؛ فالصيامُ مدرسةٌ لقيام تلك العبودية العظمى؛ ذلكم أن الصائم يمسك عن المفطرات طيلةَ النهار، فتراه أميناً على نفسه، رقيباً عليها في الصغيرة والكبيرة، متمثلاً هيبةَ مولاه، واطلاعَه، وشهودَه كَأتمِّ ما يكون، فلا تحدِّثه نفسُه بتناول مفطِّرٍ ولو قلّ، ولا يخطر بباله أن يَنْقُضَ صيامه ولو توارى عن الأعين؛ فَيَصِلُ بذلك إلى مرتبة الإحسان؛ حيث يعبد الله كأنه يراه.

ولهذا خصّ الله - عز وجل - الصيام من بين سائر الأعمال بأنه له، وهو يجزي به.

فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل عمل ابن آدم له الحسنةُ بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف" قال الله - عز وجل - في الحديث: " إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به؛ إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي " الحديث.
وفي رواية : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي ".

فالصيام سرٌّ بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه غيره؛ فإنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله، وتركٍ لتناول الشهوات التي يُستَخفى في تناولها في العادة؛ فإذا ترك ما تدعوه إليه نفسه لله - عز وجل - حيث لا يطلع عليه غير من أمره ونهاه دل ذلك على صحة إيمانه، والله - عز وجل - يحب من عباده أن يعاملوه سراً بينهم وبينه، وأهل محبته يحبون أن يعاملوه هكذا؛ فإذا استشعر الصائم هذا المعنى العظيم انبعث إلى مراقبة الله - عز وجل - في شتى شؤونه؛

فالذي يطلع عليه في صيامه مطلع عليه في جميع أحواله.
وإذا راقب الإنسان ربَّه، واحترمه في خلواته أظهر الله فضله، ورفع ذكره؛ فالجزاء من جنس العمل، ومن يعمل سوءاً يجز به.

قال أبو حازم رحمه الله: " لا يُحْسِن عبدٌ فيما بينه وبين الله - عز وجل - إلا أحسن الله فيما بينه وبين الناس، ولا يعِّور - أي يفسد - فيما بينه وبين الله - عز وجل - إلا عوَّر الله فيما بينه وبين العباد، ولَمُصَانعةُ وجهٍ واحدٍ أيسرُ من مصانعة الوجوه كلها؛ إنك إذا صانعت اللهَ مالت الوجوهُ كلُّها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبين الله شنأتك الوجوهُ كلُّها ".
اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

http://toislam.net/content/510/

__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.