أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
44265 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-18-2015, 05:20 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
Lightbulb كيف اصطادت (داعش) بعض طلاب الكليّات العلمية؟

كيف اصطادت (داعش) بعض طلاب الكليّات العلمية؟

د. عارف الركابي

http://www.arifalrikaby.com/play.php?catsmktba=302

تصدّر عناوين الصحف الصادرة يوم أمس خبرٌ من وزارة الداخلية عن التحاق حوالى (70) طالباً وطالبة بداعش وأنهم من طلاب كليات الطب والكليات العلمية وكنت قبل شهرين نشرت بهذه الصحيفة ست حلقات بعنوان: (أسباب تسلل الفكر التكفيري إلى بعض جامعاتنا) وكانت الحلقة الأولى منها في بيان أن من أهم تلك الأسباب هو إهمال تدريس مقررات الدراسات الإسلامية (كماً وكيفاً!!) وفي إحدى الحلقات بيّنت ضرورة أن يتولى تدريس مقررات الدراسات الإسلامية أساتذة سلموا من التأثر بشبهات أهل الغلو!! وتأكيداً لأهمية توصيات المقال الأول من تلك السلسلة ومناسبته لهذه التصريحات التي صدرت من سعادة وزير الداخلية أعيد نشر المقال. لقد أبدى كثيرٌ من الناس استغرابهم ودهشتهم من تأثّر بعض الطلاب والطالبات في عدد من جامعاتنا بفكر جماعات التكفير، والتحاق عدد منهم بجماعة (داعش) في ليبيا والشام، وقد كان الأمر مفاجئاً للمجتمع بعد أن كان مفاجئاً لأسر أولئك الطلاب والطالبات. هذا واقع عشناه ونعيشه، وقد أبرز هذا السلوك من قبل هؤلاء الشباب والفتيات الذين غُرِّر بهم أبرز ثغرات كبيرة في مجتمعنا لم تُسَد!! بعضها لم يسد بسبب الغفلة عنها، وبعضها بسبب الجهل بالبيئة التي عاش فيها هؤلاء الطلاب وعدم الانتباه لها، وبعضها بسبب تركيز دعاة ومروجين لهذا الفكر المنحرف وسط هؤلاء الطلاب وانفرادهم بهم وإحاطتهم بالشبهات، دون أن يتصدى لهم أو يكشف مخططهم قبل وقوع الفأس في الرأس.. وغير ذلك
والواجب المتحتّم الآن هو سد هذه الثغرات، ومعالجة هذا الداء الفتّاك بالعلاج الناجع، فالمرض مشاهد والتشخيص واضح، والعلاج موجود ومتوفّر لكن يجب أن يكون على يد الطبيب (الثقة) (الحاذق) (الأمين).

إن من الثغرات التي نفذ من خلالها الفكر التكفيري إلى بعض جامعاتنا هو إهمال تدريس مقررات (الدراسات الإسلامية)، وهو ما يعرف في العرف الأكاديمي بـ (المتطلبات)، إذ يلتحق بعض الطلاب والطالبات ببعض الكليات العلمية أو الأدبية والتقنية، ولنقل بصورة أدق (الكليات غير المتخصصة في الدراسات الإسلامية) ويدرس الطلاب في تلك الكليات العلمية والأدبية والتقنية مقررات في تخصصاتهم فقط، دون أن تتم دراسة مقررات الدراسات الإسلامية وما يصطلح عليه في كثير من الدول العربية والإسلامية بمقررات (الثقافة الإسلامية).
إن كثيراً من الجامعات في العالم العربي والإسلامي تشترط على طالب الاقتصاد واللغة العربية والإدارة والهندسة والطب والصيدلة والمختبرات وغيرها تشترط عليه دراسة (أربعة مقررات) في الدراسات الإسلامية في ثماني ساعات، ولا يمكن أن يتخرّج الطالب دون دراسة هذه المقررات ونجاحه فيها.

وذلك لأن دور الجامعة في العالم الإسلامي ليس إعداد وتخريج متخصّص في جانب علمي وحسب، وإنما تهيئة شخصية تحمل العلم وتتقن التخصص وتتصف بتحمّل المسؤولية وتنتمي لدينها وعقيدتها وتحرص على خدمة مجتعها وتفخر بهويتها الإسلامية، وبالجملة تقر بعبوديتها لخالقها جلّ وعلا وتجتهد لالتزام ذلك في أعمالها وسلوكها. هذا من أهم أهداف التعليم العالي في بلاد المسلمين، وهو غاية عظيمة لا يمكن أن تتحقّق إلا بوسائل مناسبة وهي المقررات التي تراعي في توصيف مفرداتها: ثوابت الدين والعقيدة ومبادئ الإسلام وخصائصه وسماته والمقاصد العامة لتشريعاته وبيان الحقوق والواجبات ومجمل تأريخ الإسلام، (ويبيّن أركان الإيمان وأصول العقيدة والدخول في الإسلام والردّة عنه والتكفير وشروطه وموانعه)، ويبيّن وسمات الفرق الضالة والمنحرفة، وتراعي المقررات الثقافة الإسلامية الضرورية للتخصص كأخلاق المهن الطبية والهندسية على اختلاف وتنوّع التخصصات. والجامعات الموفّقة في هذا الجانب تضع برنامج مراجعة دوري للمفردات التي تدرّس في هذه المقررات ومستجدات العصر، وما برز من قضايا مما يحتاج معالجة وبيان الموقف الصحيح منه.

هذه المتطلبّات هي جزء من واجب الجامعات والجهات القائمة على التعليم العالي، تجاه المجتمع وتجاه الطلاب وأسرهم وتجاه التخصصات التي يمنح فيها الشهادات، إلا أن المؤسف أن بعض الكليات ليس فيها العناية بهذا الجانب الضروري، كما أن بعض الجامعات تجعلها في مقرر واحد ودون أن يراعى فيه أولويات ما يجب تدريسه، كما أن بعض الجامعات قد يكون الخلل في من يقوم بتدريس هذا المقرر الواحد، إذ بعضهم يمكن أن يكون هذا المدرس نفسه هو الثغرة الأكبر!! فإذا كان نصيب الطالب والطالبة في الثقافة الإسلامية في بعض جامعاتنا (لا شيء) أو (شيئاً) إلا أنه لا يكفي فيبطل (العجب) من تسلّل الفكر التكفيري في بعض جامعاتنا لأنه (إذا عُرف السبب بطل العجب) .. فإن خالي الذهن يدخل فيه ما يرده إذ (صادف قلباً خالياً فتمكنا).. كيف وبعض أولئك الطلاب والطالبات المغشوشين عاش منذ ولادته حتى دخول الجامعة في بلاد غير إسلامية؟!! ومن أسوأ أنواع الجهل أن يحارب بعض الأساتذة وبعض القائمين على بعض الكليات هذه المتطلبات، أو يقوم البعض بالتزهيد في دورها، كما أن من أسوأ الأعمال أن يسند الأمر في تدريس وإعداد هذه المقررات في بعض الجامعات إلى أناس هم من (المتهمين) في الغلو في التكفير!!
وأعجب من ذلك أن تكون ردّة الفعل لظاهرة ذهاب بعض الطلاب والطالبات والتحاقهم بـ (داعش) أن تكون ردّة الفعل لدى بعض القائمين على بعض الكليات أن يحاربوا أي مظهر إسلامي وحتى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فهؤلاء لا يعرفون الداء ولا الدواء، وهم من أسباب الشرّ وحالهم يصفه الحديث (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).

أتمنى أن يراجع هذا الأمر بصورة عاجلة وأنا على يقين أن الأمر لو شارك فيه بعض من لديهم الخبرة السديدة في هذا الجانب ومن لهم المعرفة الدقيقة بواقع مجتمعنا فإن النتائج والمخرجات وفي وقت وجيز ستكون بإذن الله ـ موفّقة وتقر بها أعين الطلاب وذويهم ومن أراد الخير بالمجتمع. فإن الداء معلوم والدواء كذلك معلوم وموجود
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.