للنساء فقط

[أم سعد]

« أَبُـــوكَ الَّذِي.. »(*)

أَبُـــوكَ الَّذِي تَدْعُوهُ في كُلِّ مِحْنَةٍ [1] وَتَطْلُبُ مِنْهُ اْلعَــوْنَ يَوْمَ النَّوَائِـــبِ

يَمُــدُّ يَــدًا بِاْلبِـــرِّ في غَيــْرِ مِنَّــةٍ [2] وَيُزْجِي لَكَ النُّصْحَ السَّلِيمَ اْلعَوَاقِبِ

إِذَا غَـابَ عَنْكَ يَوْمًــا وَأَدْبَـــرُوا [3] فَـإِنَّ أَبَــاكَ اْلبَــرَّ لَيْـــسَ بِغَـائــِبِ

وإِنْ سَــاقَ بَعْضُ الَأقْرَبِينَ مَلَامَةً [4] إليْـكَ وَقَـدْ أَخَّـرْتَ بَعْضَ اْلمَطَـالِبِ

وَأَغْلَظَ في اْلقَــوْلِ الصَّــدِيقُ مُعَاتِبًا [5] فَـوَالِــدُكَ اْلمِعْطَــاءُ لَيْسَ بِعَــاتِـبِ

يُحَــدِّثُ بِالصِّدْقِ الَّذِي لَيْسَ بَعْــدَهُ [6] حَدِيثٌ وَلَـنْ تَلْقَـاهُ يَــوْمًا بِكَـــاذِبِ

إِذَا حَلَّ في النَّفْسِ السَّقَامُ وَأَظْلَمَتْ [7] حَيَاتُــكَ أَوْ عَادَاكَ بَعْضُ الَأقَــارِبِ

يُــدَاوِي بِكَـــفَّيْهِ اْلجِرَاحَ وَيَفْتَــدِي [8] وَلَوْ كَــانْ في جَنْبَيْكَ سُمُّ اْلعَقَــارِبِ

وَلَوْ سَــاءَهُ قَوْلٌ مِن النَّاسِ مُفْتَرَى [9] عَلَيْــكَ تَوَلَّى رَدَّ قَــوْلِ اْلمُشَــاغِـبِ

وَإِنْ أَقْبَـلَ الَأعْــداءُ بِاْلكَيْدِ وَالَأذَى [10] فَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَلُّ سَيْفَ اْلمُحَارِبِ

جَـــــوَادٌ إِذَا ضَنَّ اْلقَرِيبُ بِمَـــالِهِ [11] وَدِرْعٌ يَصُــدُّ الشَّرَّ عِنْدَ اْلمصَـائِـبِ

يَظَلُّ يُـــوَالِي رِفْــدَهُ دُونَ مِنَّــــةٍ [12] لِتَبْقَى عَزِيزًا تَعْتَـلِي خَيْـرَ جَــانِــبِ

وَكَمْ رَامَ أَنْ تَحْتَلَّ أَسْمَى مَكَانَـــةٍ [13] وَأَنْ تَرْتَقِي في اْلكَوْنِ أَعْلَى اْلمرَاتِبِ

إِذَا أَزْبَدَ اْلبَحْـرُ اْلمُحِيـطُ فَمَنْ تُرَى [14] يَجِيئُـــكَ لِلِإنْقَــاذِ سَعْيًـــا بِقَــــارِبِ

وَإِنْ طَافَ في دُنْيَاكَ بِالنُّورِ كَوْكَبٌ [15] فَوَالـِدُكَ اْلمبْرُورُ خَيْــرُ اْلكَـوَاكِــبِ

يُلَاقِيكَ في حُــبٍّ وَيَلْقَــاكَ بَاسِمًــــــا[16] بِوَجْهٍ مِن الآلامِ وَاْلحُزْنِ شَاحِــبِ

فَأَنََّى تَسُـــدُّ الدَّيْنَ مِنْ كَفّـكَ الَّتِــي [17] تَنُــوءُ بِمَا تُزْجِيهِ كَـفُّ السَّحَائِــبِ

لَئِنْ كُنْتَ قَدْ أَمْرَعْتَ في مَلْعَبِ الصِّبَا[18] فَمَنْكِبُــهُ قَدْ كَانَ خَيْـرَ اْلملَاعِـــبِ

يُداعِبُ فِيكَ اْلحُبَّ وَالدِّفْءَ وَالرِّضَا [19] وَيَسْكُبُ مِن جَنْبَيْهِ رُوحَ اْلمُدَاعِــبِ

فَإِنْ كُنْتَ تَرْجُــو الله بِــرًّا وَرَحْمَــةً [20] وَحُـورًا وَجَنَّـاتٍ وَبِيـضَ كَوَاعِــبِ

فَبَادِرْ لِرضْوانٍ بِإيثَــارِ مَـنْ مَضَـى [21] يَسُوقُ لَــكَ اْلحُسْنَى كَثِيرِ اْلمنَاقِــبِ

وَإِنْ كُنْتَ لَا تَــرْعَــى أُبُـوَّةَ مَنْ رَ [22] عَى حَيَاتَكَ فَالنُّكْرَانُ شَرُّ اْلمثَالِـــبِ

تَظَلُّ شَحِيحَ النَّفْسِ لَا بِــرَّ عِنْـــدَهُ [23] وَتَبْــقَى جَحُــودًا لا تُقِرُّ بِــوَاجِــبِ

غَدًّا تَعْبِسُ الدُّنْيَا بِوَجْهِكَ كَيْ تَرَى [24] حَيَاةً تَهَاوَى مِثْلَ بَيْـتِ اْلعَنَــاكِــبِ

تَنُــــوءُ بِحِمْلٍ مِنْ عُقُــوقٍ وَذِلَّــــةٍ [25] وَيَوْمِ حِسَــابٍ فِيهِ عَدْلُ اْلمُحَاسِبِ

___________________
(*) بحثت عن الديوان مليًا،فلم أظفر بديوان الشاعر،لذا حاولت ضبطها على مادة صوتية من تسجيلي الخاص قدر ما تيسر،وطابقتها بأخرى من إحدى المنتديات الأدبية.

(1)-الأبيات من البحر الطويل،وهي للشاعر:يوسف العظم المعروف بشاعر الأقصى،ولد في مدينة معان الأردنية لأبوين فقيرين متدينين،وفي سنوات شبابه التي عاشها في مصر،التقى العظم برجال الحركة الإسلامية هناك وعاش مع شبابها في الجامعات ،وتأثر بفكر الإخوان المسلمين فيها ،خاصة أن جماعة الإخوان كانت تضم عددًا كبيرًا من الأدباء والشعراء والتابعين..اهـ

- ضنَّ: بخل
- رِفده:الرِّفد بالكسر:العطاء والصِّلة.-
- أمرعت: أصبت حاجتك

[أم سعد]

__________________
= في البيت الثاني والعشرين تدوير:
وَإِنْ كُنْتَ لَا تَرْعَى أُبُوَّةَ مَنْ رَ ....عَى حَيَاتَكَ فَالنُّكْرَانُ شَرُّ اْلمَثَالِبِ
//0 /0 / /0/0/0 //0/ / /0/ /0 //0/ / /0/0/0 / /0/0 //0//0
فعولن مفاعيلن فعــول مفا عـلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن
- تنبيه: في البيت الثامن عشر (فمَنْكِبُهُ قَدْ كَانَ خَيْرَ اْلمَلَاعِبِ)
تكتب بإشباع الكلمة (فمنكبهو)؛ اضطرارًا ،فيصبح وزن البيت منضبطًا ،
هل من توجيه من أهل اللغة الثقات- جزاهن الله خيرًا-؟