أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78107 90162

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-08-2016, 03:43 PM
أبوجابر الأثري أبوجابر الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: طرابلس- ليبيا
المشاركات: 2,053
Post مقال في بيان حقيقة - الرجوع إلى العلماء - للشيخ د. أحمد النجار الليبي حفظه الله

الرجوع إلى العلماء


هذه الجملة كثير ما نسمعها، وهي حق في نفسها، لكن استعملها بعضهم في تقرير الباطل، فصار لزاما على طلبة العلم تحليلها ووضع نقاط الحق على حروفها.

وكم من عبارة صحيحة أريد بها معنى باطل، أو تمرير باطل.

هذه الجملة مكونة من كلمتين:

الرجوع - العلماء

فلابد من فهم هاتين الكلمتين كلٌّ على حده ثم من فهمهما معا.

اولا فهم كل عبارة وحدها:

١-الرجوع مصدر رجع وهو بمعنى عاد.
٢-العلماء جمع عالم

والعالم هو المتبع للكتاب والسنة, المدرك لكثير مما تضمناه والذي غلب صوابه على خطئه.

- ومن الغلط إنزال لقب العالم على ما لم يتحقق فيه وصف العلم الذي به يصح اطلاق لفظ العالم .
ونرى اليوم تساهلا عظيما في اطلاق هذا اللقب الشرعي، وترتب على ذلك مفاسد عظيمة.


والعلماء درجات، منهم: الراسخ، ومنهم: من هو دونه.
ومنهم: المتفنن، ومنهم: المتخصص.

وليس كل من ادعى أنه عالم او ادُّعِي فيه أنه عالم يكون عالما.

وهذا يجب التنبه له؛ لأن إنزال الوصف على المعين يحتاج إلى فقه وورع.
وكم من انسان أطلق عليه عالم وعلامة وهو ليس كذلك.

ثانيا فهم العبارتين معا:

الرجوع إلى العلماء بمعنى: العودة إلى أقوالهم واجتهاداتهم وفهمهم.
فإذا أجمعوا على أمر فلا يجوز لأحد أن يخالفهم.
وإذا اختلفوا فيؤخذ بأحد أقوالهم؛ بناء على الأدلة وقوتها، لا مجرد الهوى.
ولا يجوز إحداث قول جديد.
وليس محل البحث الان عن التلفيق.

والمتبع للعلماء لا يخلو من رجلين:

إما أن يكون مقلدا؛ فهذا يسأل العلماء، كما قال تعالى: { فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}

ولا يجوز له ان ينصب واحدا بعينه، ويُلزم الناس بأقواله ولو في باب.

وإما أن يكون مجتهدا؛ فهذا الواجب عليه ان يجتهد، ولا يجوز له أن يحدث قولا جديدا لم يسبق إليه فيما كان للعلماء قبله اقوال.

ويكون ترجيحه بناء على الأدلة كما هو مبثوث في كتب أصول الفقه والمصطلح

هذا هو الفهم الصحيح لهذه الجملة، فلا يجوز لإنسان أن يقول بقول في مسالة تكلم عليها من قبله و ليس له فيه إمام، او يخالف اجماع العلماء.

والرجوع إلى العلماء الربانيين مما تميز به أهل السنة، ودعا إليه الصحابة كابن مسعود وابن عباس، ومن بعدهم من الأئمة.

وقد تقدم في مقالي السابق المعنون ب" التذبذب بين الحق والباطل" أن العلماء الراسخين لا يبتدعون في دين الله.

وأما الباطل الذي يمرر من خلال هذه الجملة فمتعدد، ومنه:

١-الدعوة إلى التحزب والتعصب لبعض العلماء دون بعض؛ بحجة اتباع العلماء، كما هو حاصل وواقع.

٢-حصر العلماء في طائفة منهم.

٣-إلزام طلبة العلم ألا يخرجوا عن أقوال بعض المشايخ مع أن هناك قولا معتبرا لغيرهم، كما هو حاصل وواقع.

٤- الرجوع إلى علماء أهل البدع فيما ضلوا فيه؛ بحجة اتباع العلماء.

٥- عدم الالتفات الى أقوال السلف المخالفة لما عليه بعض المعاصرين.

٦- إحداث قواعد ما أنزل الله بها من سلطان، ومنها:
أن كلام السلف لا يفهم إلا وفق فهم بعض المشايخ وان خالفهم غيرهم.

٧- الغلو في بعض المشايخ على حساب غيرهم من المشايخ.

إلى غير ذلك.

وبعضهم يحتج برجوع العلماء في عصر الامام أحمد للامام أحمد، كما يروج له ابن حفالة وغيره
وهذا ليس فيه حجة على إلزام الناس بقول عالم دون غيره؛ لأن من رجع للامام احمد من العلماء رجع إليه في مسألة عجز عن معرفة حكمها؛ لاشتباهها عليه.

وقد اختلف الاصوليون هل للمجتهد أن يقلد مجتهدا آخر؟

فمنهم أجاز، ومنهم من منع على تفصيل ليس هذا محله.

أما أن يكون للعلماء أقوال مختلفة فيُلزم طالب العلم بقول عالم دون غيره فهذا هو المحذور، وليس هذا من منهج السلف في شيء.


نعم قد يتكلم العالم في رجل أو مسألة ويسكت غيره؛ لأنه يجهل حال المتكلَّم فيه، او المسألة ، أو ضاق عليه الوقت، ويثق في ورع العالم وعدله وإنصافه.

لكن متى ما تبين له خلاف ما قرره ذلك العالم فإنه لا يوافقه، كما لم يوافق الامام مسلم وغيره الحافظ الذهلي في كلامه على الامام البخاري.


وكما لم يوافق ابن القيم الامام احمد في مسألة اللفظ ومال إلى قول البخاري
وكما ذكرت سابقا متى ما اختلف العلماء فالعبرة بالأدلة، ويسوغ الأخذ بأحد القولين.

والسلفية من أصولها: نبذ التقليد والتعصب لشخص دون غيره إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم الحذر كل الحذر ممن يسفه علماء أهل السنة ولا يرجع اليهم أو يطعن فيهم، أو يحذر منهم.

أو يقول: نحن رجال وهم رجال.

او يقول: لا تكن إمعة للعلماء.

او يقول: لا تنظر بعيون الآخرين.

ومما ينبغي التنبيه عليه: أن العالم من أهل السنة إذا أخطأ في مسألة فيجب أن تحفظ كرامته، ولا يتابع على قوله؛ لأننا مأمورون باتباع الحق لا باتباع الرجال، والعلماء يستدل لهم ولا يستدل بهم.

ونحن في هذه المسائل بين غلو وتفريط
والحق بينهما.

فلنحافظ على أصولنا ونفهمها فهما صحيحا، ونحارب كل من يريد تشويه السلفية، وإدخال أصولٍ فيها هي منها براء.

والله المستعان.

هذا ما جادت به القريحة نصحا للمسلمين، وذبا عن منهج السلف ان يدخل فيه ما ليس منه، وإبراء للذمة.
فأسأل الله أن ينفع به

كتبه
د.احمد محمد الصادق النجار


مصدره

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-08-2016, 05:03 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي


جزى الله الدكتور أحمد النجار خيرا و بارك الله فيك أخي الأثري
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.