اجتياح التتار للعالم الإسلامي،وقائع وعِبَر!(سلّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه عنكم حتى..

[أبو معاوية البيروتي]

اجتياح التتار للعالم الإسلامي ... وقائع وعِبَر !!
( سلّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) !!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه .

أما بعد، قال المؤرخ ابن الأثير في تاريخه ( حوادث سنة 617 هـ وما بعدها ) : لقد بقيتُ عدَّةَ سنين مُعرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها ، فأنا أُقدِّم رجلاً وأوخِّر أُخرى ، فمن الذى يسهل عليه أن يكتب نعىَ الإسلام والمسلمين ، ومن الذى يهون عليه ذكر ذلك ؟ فياليت أمى لم تلدنى، وياليتنى مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسيِّاً ، إلا أنى حثَّنى جماعةٌ من الأصدقاء على تسطيرها وأنا متوقِّف ، ثم رأيتُ أن تركَ ذلك لايجدى نفعاً . فنقول : هذا الفصل يتضمَّن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التى عقمت الأيام والليالى عن مثلها ، عمَّت الخلائق وخصَّت المسلمين ، فلو قال قائل إن العالم منذ خَلق الله تعالى آدم وإلى الآن ، لم يبتلوا بمثلها. لكان صادقاً . فإنَّ التواريخَ لم تتضمَّن ما يقاربها ولا ما يدانيها . فمن أعظم ما يذكرون من الحوادث ، ما فعله بخت نصَّر ببنى إسرائيل من القتل وتخريب بيت المقدس، وما البيت المقدَّس بالنسبة إلى ما خرَّب هؤلاء الملاعين من البلاد ، التى كل مدينة منها أضعافُ البيت المقدَّس ، وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى مَنْ قُتلوا ؟! فإنَّ مدينةً واحدةً ممن قتلوا، أكثر من بنى إسرائيل ، ولعل الخلق لايرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم .. ولقد بُلى الإسلام والمسلمون فى هذه المدة بمصائب لم يُبتل بها أحد من الأمم ، منها هؤلاء التتر قبحهم الله ، أقبلوا من المشرق ففعلوا الأفعال التى يستعظمها كل من سمع بها ، ومنها خروج الفرنج لعنهم الله من المغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر ، ومنها أن الذى سلم من هاتين الطائفتين –من أهل الإسلام- فالسيف بينهم مسلول والفتنة قائمةٌ على ساق. اهـ .


وهذا فصلٌ اقتطعته من كتابي " تأريخ المحدّثين لمدن المشرق والشام " المطبوع في دار البشائر الإسلامية / بيروت،
أضعه بين يدي الإخوة ليكون عبرة وموعظة لنا جميعاً،
وهو يتحدّث عن اجتياح التتار للعالم الإسلامي،
وعن عقيدتهم،
والباعث لهم على اجتياح العالم الإسلامي،
وعاقبة مخالفة هدي النبي التي جرّت على الأمة الويلات،
والعوامل التي ساعدت التتار في سرعة اجتياحهم،
وصور محزنة لتخاذل المسلمين أمام جبروت التتار،
ثم انهزام التتار وتوقف اجتياحهم،
والله المستعان !

وهذا رابط الملف :


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...9&d=1323924956

[أبو مسلم السلفي]

جزاك الله خيراً أبا معاوية وبارك الله فيك

[عمار البوريني]

جزاك الله خيرا أبا معاوية ، وما أشبه اليوم بالبارحة ، ورحم الله ابن الاثير ، كيف لو أنه عاصر سقوط عاصمة الخلافة العباسية (عام 656 ه ) ماذا كان سيصف ؟!، وما الذي كان سيسطره ؟! .

[خالد الجزائري]

جزاكم الله خيرا.
استمعت لقصة التتار -من البداية لعين جالوت- لراغب السرجاني ثلات مرات ولا أستطيع إلا أن أنصح إخواني بالإستفادة من هذه المادة المهمة جدا.

[أبو معاوية البيروتي]

بارك الله فيكم جميعاً،

وما أشبه اليوم بالبارحة ، ورحم الله ابن الاثير ، كيف لو أنه عاصر سقوط عاصمة الخلافة العباسية (عام 656 ه ) ماذا كان سيصف ؟!، وما الذي كان سيسطره ؟! .

ولو عاصر حال المسلمين بعد انهيار الخلافة العثمانية وتسلّط الكفار عليهم وتسلطهم على بعضهم البعض ،
ماذا كان سيصف ؟!، وما الذي كان سيسطره ؟!

[أبو معاوية البيروتي]

وعقد الشيخ مشهور سلمان في كتابه ((العراق في أحاديث وآثار الفتن )) ( 1 / 369 – 416 ) فصلاً عن غزو التتار لبلاد المسلمين وما ارتكبوه من جرائم نقل فيه عن كثير من المصادر التاريخية، فليرجع إليه من أراد التوسع في الموضوع.