اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزالدين الغزواني
( من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال* والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام, وبعد التعظيم والتوقير فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يسودها الجهل من أربعة أركان, ولقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنجليز تتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وحماية الحاشية الكريمة وحدب من اللواتي سيتوافرون على تعليمهن . ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص .
من خادمكم المطيع جورج ملك إنجلترا )
المصدر: كتاب الاستذكار لابن عبد البر- المجلد الأول
كتاب "العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى" للمؤرخ الإنجليزي السير جون دوانبورت
|
لَم يَتِمَّ التَّوصُّلُ إلى ذلك الاعتِرافِ مِن مَلِكِ الكُفرِ, والإقرارِ بِرُقِيِّ المُسلِمِين آنذاك بِعَبقَرِيَّةِ الخَلِيفَةِ وأهلِيَّتِهِ للخِلافَةِ فَحسبُ, وإنَّمَا الأمرُ في كُلِّ الأزمان بالنَّظَر إلى صَلاحِ الرَّعِيَّةِ واستِعدَادِها الدِّيني إلى الرِّيَّادَةِ والقِيَّادَةِ, فالرِّيَّادةُ الدُّنيَوِيَّةُ تَبَعٌ للصَّلاح الدِّيني وُجُوداً وعَدَمَاً, والنَّاظٍرُ في قصَصِ الأنبياءِ يَرَى العِبرَة.
ولَعَلَّ إرسالَ مَلِِك الكُفر آنذاك اِبنَةَ شَقِيقِهِ على رأسٍ وَفدٍ مِن مَثِيلاتِها بِقَصدِ العِلمِ إلى بِلادِ المُسلِمِين؛ مِن أوائِلِ المُخَطَّطاتِ لِهَدم صَرحِ التَّقَدُّمِ الإسلامي ذاك, واللهُ تعالى يَقولُ: (وَلَن ترضى عَنكَ اليَهُودُ ولا النَّصارى حتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم), ويَقُولُ: (ولا يَزَالون يُقَاتِلونَكُم حتَّى يَرُدُّوكُم عَن دِينِكُم إنِ استَطاعوا)