أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
41264 71596

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2014, 10:22 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
Arrow تخريج حديث ( أَوَتَزْنِي الحرة؟! ) عن هند تخاطب به النبي عليه الصلة والسلام

سبب تخريجي أني رأيت شهرته على ضعفه مع وجود زيادات منكرة خالفت ما صح في الصحيحن وغيرهما ( أوَ تزني الحرة ) - ونص على شهرته ابن الملقن وضعفه ووضعفه ابن حجر والزيلعلي والعراقي والهيثمي ومن المعاصرين حسين بن سليم بن أسد وسيأتي كلامهم - حتى أني سمعت الشيخ عبد الرحمن العجلان في شرح الرحيق المختوم يذكره !

قلت: هذا حديثٌ ضعيف منكر بزيادة ( أوَ تزني الحرة ؟ ) وثمة زيادات أخرى منكرة في متنون طرقه ليست موجودة في الطرق الصحيحة في الصحيحن وغيرهما وهو على شهرته ضعفه غير واحدٍ من الأئمة وله ستة طرق وهذا البيان والله المستعان:

الطريق الأول: عن غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، عَنْ جَدَّتِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ الحديث.

أخرجه أبو يعلى في المسند ح 4684: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، عَنْ جَدَّتِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ ، فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا ، فَقَالَ لَهَا : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ " ، قَالَتْ : فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءٍ ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقِي ، وَلا تَزْنِي " ، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ ! قَالَ : " وَلا تَقْتُلَنَّ أَوْلادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلادًا نَقْتُلُهُمْ ؟ ! قَالَ : فَبَايَعَتْهُ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ ؟ ، قَالَ : " جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ " .

وابن حجر من طريق ابي يعلى في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ح 2174: وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَتْنِي غَبطَةُ أُمُّ عَمْرٍو , عَجُوزٌ , مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ , حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي , عَنْ جَدَّتِي , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ ، فَقَالَ : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ " ، قَالَتْ : فَذَهَبَتْ ، فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءَ , ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلَا تَسْرِقِي , وَلَا تَزْنِي " . قَالَتْ : أَوَتَزْنِي الْحُرَّةُ ! قَالَ : " وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلَادًا نَقْتُلَهُمْ ؟ قَالَتْ : فَبَايَعْتُهُ .

والهيثمي من طريق أبي يعلى في المقصد العلي بزوائد أبي يعلى الموصلي ح 38: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو - عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ - حَدَّثَتْنِي عَمِّتِي، عَنْ جَدَّتِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا فَقَالَ: «اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ» .
قَالَتْ: فَذَهَبَتْ غَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءٍ ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: «أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَسْرِقِي، وَلا تَزْنِي» .
قَالَتْ: أَوَتَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: «وَلا تَقْتُلُنَّ أَوْلادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ» .
قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلادًا نَقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: فَبَايَعَتْهُ.
ثُمَّ قَالَتْ لَهُ: وَعَلْيَها سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ: مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ؟ قَالَ: «جَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ» .

ورواه ابن عساكر من طريق أبي يعلى ح 74067: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ بْنُ الْقُشَيْرِيِّ ، أنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ . ح وَأَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْمُجْتَبَى الْعَلَوِيَّةُ ، قَالَتْ : قُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْمُسْتَمْلِي ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ ، قَالا : أنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَتْنَا ، وَقَالَ ابْنُ حَمْدَانَ : حَدَّثَتْنِي عَطِيَّةُ أُمُّ عَمْرٍو عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ ، قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ ـ زَادَ ابْنُ حَمْدَانَ : ابْنِ رَبِيعَةَ ـ : إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ ، فَنَظَرَ ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُقْرِئِ ، قَالَتْ : فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا ، فَقَالَ : ـ زَادَ ابْنُ حَمْدَانَ : لَهَا ، وَقَالا : ـ " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ " ، قَالَتْ : فَذَهَبَتْ ، فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءٍ ، ثُمَّ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ ابْنُ حَمْدَانَ : إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقِي ، وَلا تَزْنِي " قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : " وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلادًا نَقْتُلُهُمْ ؟! قَالَ : فَبَايَعَتْهُ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ ؟ قَالَ : " جَمْرَتَانِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ " ، وَقَالَ ابْنُ حَمْدَانَ : " مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ " .

وكما ترة وقع في إسناد ابن عساكر ( عطية ) وهذا تصحيف وصوابه ( عبطة ) تبعاً لمسند يعلى وغيره

والمزي من طريق أبي يعلى في تهذيب الكمال ح 3998: أخبرنا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ ، قال : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ ، قال : أخبرنا تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْجُرْجَانِيُّ ، قال : أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ ، قال : أخبرنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، قال : أخبرنا يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، قال : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، قال : حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ ، قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، عَنْ جَدَّتِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِتُبَايِعَهُ ، فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا ، فَقَالَ لَهَا : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَيْكِ " ، قَالَتْ : فَذَهَبْتُ ، فَغَيَّرْتُهَا بِحِنَّاءٍ ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، ولا تَسْرِقِي ، ولا تَزْنِي " ، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ ! " قال : " ولا تَقْتُلِي أَوْلادَكِ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ " ، قَالَتْ : " وهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلادًا نَقْتُلُهُمْ ؟ ! " قَالَتْ : فَبَايَعْتُهُ .


والبوصيري من طريق أبي يعلى في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ح 64: قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو ، وَعَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، عَنْ جَدَّتِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيَعةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايَعَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ " ، قَالَتْ : فَذَهَبْتُ فَغَيَّرْتُهَا بِحِنَّاءَ ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلَا تَسْرِقِي ، وَلَا تَزْنِي " ، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ ! قَالَ : " وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ " قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلَادًا نَقْتُلُهُمْ ؟ ! قَالَتْ : فَبَايَعْتُهُ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ ؟ قَالَ : " جَمْرَتَيْنِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ " .

ورواه البوصيري ايضاً ح 3457: وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَتْنَا غِبْطَةُ أُمُّ عُمَرَ عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعَ ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، عَنْ جَدَّتِي ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ ، قَالَتْ : فَنَظَرَ إِلَى يَدَيْهَا ، فَقَالَ : " اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ " ، قَالَتْ : فَذَهَبْتُ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءَ ، ثُمَّ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أُبَايِعُكِي عَلَى أَلَّا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلَا تَسْرِقِي ، وَلَا تَزْنِي " ، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ ، قَالَ : " وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تُرِكَتْ لَنَا أَوْلَادٌ نَقْتُلُهُمْ ، قَالَتْ : فَبَايَعَتْهُ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ : وَعَلَيْهَا سُوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذِينِ السُّوَارَيْنِ ؟ قَالَ : " جَمْرَتَانِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ " .

ومن طريق أبي يعلى ابن الملقن في البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (8/ 592) قال ابن الملقن: ( وَقع لنا هَذَا الحَدِيث بعلو أنبأنيه المزيّ وَغَيره، أبنا أَحْمد بن هبة الله، أبنا (عبد الْمعز) بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ، أَنا تَمِيم بن أبي سعيد الْجِرْجَانِيّ، أَنا أَبُو سعيد الكنجروذي، أَنا أَبُو عَمْرو بن حمدَان، أبنا أَبُو يعْلى ... فَذكره، و) اهـ

ثم قال ابن الملقن عقبه: ( َفِي إِسْنَاده نسْوَة (و) لَا يعرفن. ) اهـ وفي خلاصة البدر المنير لابن الملقن ح 2374: ( حديث: أو تزني الحرة.
رواه أبو يعلى في مسنده من حديث عائشة، وفي إسناده نسوة لا يعرفن، نعم هو مشهور. ) اهـ

قلت: هذا إسنادٌ ضعيف جداً مظلم جميع نسائه - عدا أم المؤمنين عائشة - مجهولات لا يُعْرَفْن لم يترجم لهن أحد!
وقال الهيثمي في مجمع الزائد ح 9862: ( رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُنَّ. ) اهـ
وقال حسين سليم أسد في تعليقه على مسند ابي يعلى ح:4754 ط راد المأمون: ( إسناده ضعيف ) اهـ


الطريق الثاني: َعن يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ الزبير بن العوام لارضي الله عنه.

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ح 74059: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْمَاهَانِيُّ ، أنا شُجَاعٌ الْمَصْقَلِيُّ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ ، أنا خَيْثَمَةُ ، نا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ كُرْدُوسٍ الْوَاسِطِيُّ ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَتْ هِنْدٌ لِأَبِي سُفْيَانَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُتَابِعَ مُحَمَّدًا ، قَالَ : قَدْ رَأَيْتُكِ تَكْرَهِينَ هَذَا الْحَدِيثَ أَمْسِ ، قَالَتْ : إِنِّي ، وَاللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ اللَّهَ عُبِدَ حَقَّ عِبَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ قَبْلَ اللَّيْلَةِ ، وَاللَّهِ إِنْ يَأْتُوا إِلا مُصَلِّينَ قِيَامًا وَرُكُوعًا وَسُجُودًا ، قَالَ : فَإِنَّكِ قَدْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ ، فَاذْهَبِي بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِكِ مَعَكِ ، فَذَهَبَتْ إِلَى عُثْمَانَ ، فَذَهَبَ مَعَهَا ، فَاسْتَأْذَنَ لَهَا ، وَدَخَلَتْ وَهِيَ مُتَنَقِّبَةٌ ، فَقَالَ : تُبَايِعِينِي عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقِي ، وَلا تَزْنِي ، فَقَالَتْ : أَوَ هَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : لا ، وَلا تَقْتُلِي وَلَدَكِ ، فَقَالَتْ : إِنَّا رَبَّيْنَاهُمْ صِغَارًا ، وَقَتَلْتَهُمْ كِبَارًا ، قَالَ : " قَتَلَهُمُ اللَّهُ يَا هِنْدُ " ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الآيَةِ بَايَعَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي بَايَعْتُكَ عَلَى أَنْ لا أَسْرِقَ ، وَلا أَزْنِيَ ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ بَخِيلٌ ، وَلا يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي ، إِلا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ عِلْمِهِ ، قَالَ : " مَا تَقُولُ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ "، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَمَّا يَابِسًا فَلا ، وَإِمَّا رَطْبًا فَأُحِلُّهُ ، قَالَ : فَحَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهَا : " خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ " .


وتابعَ أبو عبد الله العبدي في إسناد إبن عساكر أبونعيم فرواه أبو نعيم في معرفة الصحابة ح 7324: أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، ثنا كُرْدُوسُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : قَالَتْ هِنْدٌ لأَبِي سُفْيَانَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبَايِعَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : قَدْ رَأَيْتُكِ تَكْفُرُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَمْسِ ، قَالَتْ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ اللَّهَ عُبِدَ حَقَّ عِبَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ قَبْلَ اللَّيْلَةِ ، وَاللَّهِ إِنْ يَأْتُوا إِلا مُصَلِّينَ قِيَامًا وَرُكُوعًا وَسُجُودًا , قَالَ : فَإِنَّكِ قَدْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ : فَاذْهَبِي بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمَكِ مَعَكِ ، فَذَهَبَتْ مَعَ عُثْمَانَ ، فَذَهَبَ مَعَهَا ، فَاسْتَأْذَنَ لَهَا وَدَخَلَتْ وَهِيَ مُسْتَفْتِيَةٌ ، فَقَالَ : " تُبَايِعِينِي عَلَى أَنْ لا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقِي ، وَلا تَزْنِي " ، فَقَالَتْ : أَوَ هَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ , قَالَ : " وَلا تَقْتُلِي وَلَدَكِ " ، فَقَالَتْ : إِنَّا رَبَّيْنَاهُمْ صِغَارًا ، وَقَتَلْتَهُمْ كِبَارًا , قَالَ : " قَتَلَهُمُ اللَّهُ يَا هِنْدُ " ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الآيَةِ بَايَعَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي بَايَعْتُكَ عَلَى أَنْ لا أَسْرِقَ ، وَلا أَزْنِيَ ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ بِخَيْلٌ وَلا يُعْطِنِي مَا يَكْفِينِي إِلا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ عِلْمِهِ , قَالَ : " مَا تَقُولُ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ " ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَمَّا يَابِسًا فَلا ، وَأَمَّا رَطِبًا فَأُحِلُّهُ , قَالَ : فَحَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهَا : " خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ "

ثم قال أبو نعيم عقبه: ( لا أَعْلَمُ أَحَدًا سَاقَهُ هَذَا السِّيَاقَ إِلا عَبْدَ اللَّهِ ، وَاقْتَصَرَ أَصْحَابُ هِشَامٍ عَلَى قَوْلِهَا : إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ . رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، نَحْوَ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ . ) إ،تهى

وعزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ط العلمية (4/ 151 - 152 ح 1748) لابن مندة في معرفة الصحابة وليس فيه فهو وهمٌ من الحافظ والله أعلم.

قلت: وهذا إسنادٌ ضعيف جداً
عبد الله بن محمد هو عبد الله بن محمد بن يحيى بن غروة وهو ضعيف جداً ويعقوب ضعيف قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ط العلمية (4/ 151 - 152 ح 1748): ( وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ أَيْضًا تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بِهَذَا السِّيَاقِ. - مرت آنفاً عبرة أبي نعيم وابن حجر نقلها بالمعنى -
قُلْت: وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا؛ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الرَّاوِي مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَنَسَبَهُ ابْنُ حِبَّانَ إلَى الْوَهَمِ ) إنتهى كلام ابن حجر وسيأتي كلامه بطوله وكلام غيره.
وقال ابن الملقن في البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (8/ 592 - 596): ( قلت: وَيَعْقُوب هَذَا ضعفه أَبُو زرْعَة. وَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ بِشَيْء.
وَعبد الله بن مُحَمَّد بن (عُرْوَة) الظَّاهِر أَنه عبد الله بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عُرْوَة وَهُوَ واهٍ. قَالَ ابْن حبَّان: يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وسَاق ابْن عدي لَهُ أَحَادِيث فَقَالَ: عامتها مِمَّا لَا يُتَابع عَلَيْهِ الثِّقَات. ) اهـ


الطريق الثالث: عن ميمون بن مهران أَنَّ نِسْوَةً أَتَيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِنَّ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فذكره.

رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ح 9563: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّ نِسْوَةً أَتَيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِنَّ هِنْدُ ابْنَةُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ يُبَايِعْنَهُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ : " وَلا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقْنَ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ ؟ قَالَ : فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّطَبِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا فِي الْيَابِسِ ، قَالَ : " وَلا تَزْنِينَ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : " وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُمْ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا وَلَدًا إِلا قَتَلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ ؟ قَالَ : " وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ " ، قَالَ مَيْمُونٌ : وَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِنَّ الطَّاعَةَ إِلا فِي الْمَعْرُوفِ ، وَالْمَعْرُوفُ طَاعَةُ اللَّهِ تَعَالَى .

ورواه ابن سعد أيضاً ح 10375: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّ نِسْوَةً أَتَيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِنَّ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ يُبَايِعْنَهُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ ؟ قَالَ : فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الرُّطَبِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي الْيَابِسِ ، قَالَ : " وَلا يَزْنِينَ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : " وَلا يُقْتَلْنَ أَوْلادَهُنَّ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا وَلَدًا إِلا قَتَلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ ؟ قَالَ : " وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ " ، وَقَالَ مَيْمُونٌ : فَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِنَّ الطَّاعَةَ إِلا فِي الْمَعْرُوفِ ، وَالْمَعْرُوفُ طَاعَةُ اللَّهِ .

ورواه ابن عساكر من طريق ابن عساكر في تارخ دمشق ح 74062: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّا ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، أنا أَبُو عُمَرَ . وَحَدَّثَنَا عَمِّي ، أنا ابْنُ يُوسُفَ ، أنا الْجَوْهَرِيُّ ، أنا ابْنُ حَيَّوَيْهِ . أنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، نا ابْنُ الْفَهْمِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، نا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ : أَنَّ نِسْوَةً أَتَيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِنَّ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ يُبَايِعْنَهُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقْنَ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مَسِيكٌ ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ ، قَالَ : فَرَخَّصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي الرَّطْبِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا فِي الْيَابِسِ ، قَالَ : " وَلا تَزْنِينَ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : " وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ " ، قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا وَلَدًا ، إِلا قَتَلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ ، قَالَ : " وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ " ، وَقَالَ مَيْمُونٌ : فَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِنَّ الطَّاعَةَ إِلا فِي الْمَعْرُوفِ ، وَالْمَعْرُوفُ طَاعَةُ اللَّهِ .

عبد الله بن جعفر الرقي ثقة، لكنه تغير بأخرة فلم يفحش اختلاطه، ومرة: أدركه البخاري بعدما تغير فروى عنه حديثا واحدا كما قال ابن حجر في التقريب فاختلاطه ليس بفاحش وأبو المليح ثقة هو الحسن بن عمر الفزاري, قلت: وهذا مرسل جيد الإسناد من مرسل ميمون وعليه فالحديث ضعيف لأنه مرسل, ميمون بن مهران ثقةٌ فقيه وكان يُرسِل كما قال الحافظ في التقريب وهو من الطبقة الرابعة إسمه ميمون بن مهران الجزري أَبُو أيوب الرقي كان مملوكا لامرأة من أهل الكوفة من بني نصر، فأعتقته وبها نشأ، ثم نزل الرقة . ( أنظر تهذيب الكمال للمزي ) وهذا سرد كلام المحدثين فيه:

المحدث القول
أبو حاتم بن حبان البستي ذكره في الثقات
2 أبو زرعة الرازي ثقة
3 أحمد بن حنبل ثقة أوثق من عكرمة
4 أحمد بن شعيب النسائي ثقة
5 أحمد بن صالح الجيلي ثقة، وكان يحمل على علي
6 ابن حجر العسقلاني ثقة فقيه وكان يرسل
7 الذهبي عالم الرقة، ثقة عابد كبير القدر
8 عبد الرحمن بن يوسف بن خراش جليل
9 محمد بن سعد كاتب الواقدي ثقة قليل الحديث
10 مصنفوا تحرير تقريب التهذيب روايته عن الزبير، وعمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص منقطعة

الطريق الرابع: عن الشَّعْبِيَّ أَنَّ النِّسَاءَ جِئْنَ يُبَايِعْنَ فقال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكره.

رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ح 9562: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ ، يَذْكُرُ أَنَّ النِّسَاءَ حِينَ بَايَعْنَ ، فَقَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ؟ " , فَقَالَتْ هِنْدٌ : إِنَّا لَقَائِلُوهَا ، " وَلا تَسْرِقْنَ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : قَدْ كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ مَالِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَمَا أُصِيبَ مِنْ مَالِي فَهُوَ حَلالٌ لَكِ , " وَلا تَزْنِينَ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ " وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ .

ورواه ابن سعد أيضاً ح 10376: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ ، يَذْكُرُ أَنَّ النِّسَاءَ جِئْنَ يُبَايِعْنَ ، فَقَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا " , فَقَالَتْ هِنْدٌ : إِنَّا لَقَائِلُوهَا ، قَالَ : " فَلا تَسْرِقْنَ " ، فَقَالَتْ هِنْدٌ : كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ مَالِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَمَا أَصَبْتِ مِنْ مَالِي فَهُوَ حَلالٌ لَكِ ، قَالَ : " وَلا تَزْنِينَ " ، فَقَالَتْ هِنْدٌ : وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : " وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ .

ورواه ابن عساكر من طريق ابن سعد في تاريخ دمشق ح 74063 من طريق ابن سعد أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أنا عُمَرُ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ ، يَذْكُرُ أَنَّ النِّسَاءَ جِئْنَ يُبَايِعْنَ ، فَقَالَ : " تُبَايِعْنَ عَلَى أَلا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا " ، فَقَالَتْ هِنْدٌ : إِنَّا لَقَائِلُوهَا ، قَالَ : " وَلا تَسْرِقْنَ " ، فَقَالَتْ هِنْدٌ : كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ مَالِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَمَا أَصَبْتِ مِنْ مَالِي ، فَهُوَ حَلالٌ ، قَالَ : " وَلا تَزْنِينَ " ، فَقَالَتْ هِنْدٌ : وَهَلْ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟ قَالَ : " وَلا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ " ، قَالَتْ هِنْدٌ : أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ .

وعزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ط العلمية (4/ 151 - 152 ح 1748) وابن الملقن في البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (8/ 592 - 596) من هذه الطريق عند الْحَازِمِيُّ فِي "النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ".
ثم قال ابن الملقن عقبه: ( قَالَ الْحَازِمِي: هَذَا مُنْقَطع. ) إنتهى كلام ابن الملقن ومراد الحازمي أنه مرسل.

قلت: هذا الإسناد صحيح من مرسل الشعبي, عبيد بن موسى ثقة وعمر ابن أبي زائدة صدوق أنظر لهما التقريب, فهو طريق ضعيف للحديث لإرساله, الشعبي أرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم والشعبي إمامٌ ثقة من الطبقة الثالثة إسمه عَامِر بن شراحيل أَبُو عَمْرو الكوفي ابْن أَخِي قَيْس بْن عَبْد من شعب همدان وأمه من سبي جلولاء ولد لست سنين خلت من خلافة عُمَر بْن الْخَطَّاب عَلَى المشهور. أنظر تهذيب الكمال للمزي

وهذا المرسل لا يشهد له المرسل الذي قبله عن ميمون لأنه كما حققه الألباني وغيره من كبار المحدثين كابن حجر أنه إذا احتمل اتحاد المخرج بالإشتراك في الشيوخ في الإسناد أو باحتمال أن يروي أحد المرسلين عن الآخر عند ذلك يستحيل الإستشهاد بأحدهما لأخر وهذا الإحتمال ممكن جداً هنا فالشعبي من الطبقة الثالثة وميمون بن مهران من الرابعة وكلاهما عاش في الكوفة - نعم نزل ميمون الرقة لكنه نشأ في الكوفة قبل ذلك كما في تهذيب الأحكام - فيحتمل أن يكونا أخذاه عن شيخ واحد أو سلسلة شيوخ قد تصل كما قال ابن حجر في المرسل إلى سبعة شيوخ ممن هم دون الصحابة! كلهم مجاهيل لدينا! لعدم إفصاح المرسلين بأسمائهم! ويجتمل أيضاً أن يكون ميمون قد أخذه عن الشعبي مرسلاً!
نعم يجوز الإستشهاد بالمرسل للمرسل في حالة أمكن القطع بعدم احتمال إتحاد الواسطة أي عدم إمكان الإشتراك في الشيخ أي عدم إتحاد الشيخ - وهي حالة نادرة الحصول كما قال المحدث الألباني لصعوبة تحقيقها وهي غير متوفرة هنا - الذي أُخِذَ عنه الحديث المُرسَل هذا ما حققه الألباني ونقل ادلته من كلام اهل العلم في كتبه وقد تدارسنا الأمر مع بعض طللاب العلم فجمعنا كلام الألباني وحصل لي بذلك نفع كبير والحمد لله.

الطريق الخامس: طريق العوفي عن ابن عباس وهو طريق العوفي لتفسير ابن عباس.

أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان ت أحمد بن شاكر (23/ 341): ( حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كانت محنة النساء أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: قل لهنّ: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يبايعكنّ على أن لا تشركن بالله شيئا، وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة رحمة الله عليه متنكرة في النساء، فقالت: إني إن أتكلم يعرفني، وإن عرفني قتلني، إنما تنكرت فرَقا من رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فسكت النسوة اللاتي مع هند، وأبين أن يتكلمن، قالت هند وهي متنكرة: كيف يقبل من النساء شيئًا لم يقبله من الرجال؟ فنطر إليها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وقال لعمر: قُلْ لَهُنَّ وَلا يسْرِقْنَ، قالت هند: والله إني لأصيب من أبى سفيان الهنات (1) وما أدري أيحلهن لي أم لا قال أبو سفيان: ما أصبت من شيء مضى، أو قد بقي، فهو لك حلال فضحك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وعرفها، فدعاها فأتته، فأخذت بيده، فعاذت به، فقال: أنْتِ هنْدٌ، فقالت: عفا الله عما سلف، فصرف عنها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال (وَلا يَزْنِينَ) فقالت: يا رسول الله وهل تزني الحرة؟ قال: لا والله ما تَزْنيِ الحُرة؛ قال: وَلا يَقْتُلْنَ أولادَهُن، قالت هند: أنت قتلتهم يوم بدر فأنت وهم أبصر؛ قال: وَلا يَأتِينَ بِبُهتانٍ يفْترِينهُ بَينَ أيْدِيهن وأرْجلهِنَ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ؛ قال: منعهن أن ينحن، وكان أهل الجاهلية يمزقن الثياب وَيخدِشْن الوجوه، ويقطِّعن الشعور؛ ويدعون بالثُّبور والويل".

قلت: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً لا يصلح في الشواهد وقد تكلم عليه الإمام المحدث الألباني في كتابه العجيب الرائغ ( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ص 33 - 34) فقال رحمه الله: ( قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، مُسَلسَل بالضعفاء: محمد بن سعد، هو ابن محمد بن الحسن بن عطية بن جُنادة أبو جعفر العوفي ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد: 5/322-323" وقال: "كان ليّنًا في الحديث".
ووالده سعد بن محمد ترجمه الخطيب أيضًا "9/126- 127" وروي عن أحمد أنه قال فيه: "لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذلك".
وعمه هو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد، وهو متفق على ضَعفه ترجمه الخطيب "8/29- 32" وغيره.
وأبوه الحسن بن عطية ضعيف أيضًا اتفاقًا، وقد أورده ابن حبان في "الضعفاء" وقال: "مُنكَر الحديث، فلا أدري البَلِيّة منه أو من ابنه، أو منها معًا؟ " ترجمته في "تهذيب التهذيب".
وكذا والده عطية، وهو مشهور بالضَّعف.) إنتهى

وقد فصل الكلام على هذا الإسناد الذي يدور كثيراً في تفسير الطبري الشيخ المحدث أحمد بن شاكر رحمه الله في تعليقه على تفسير الطبري (1/ 263 عند الخبر رقم 305): ( هذا الإسناد من أكثر الأسانيد دورانًا في تفسير الطبري، وقد مضى أول مرة 118، ولم أكن قد اهتديت إلى شرحه. وهو إسناد مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة، إن صح هذا التعبير! وهو معروف عند العلماء بـ "تفسير العوفي"، لأن التابعي -في أعلاه- الذي يرويه عن ابن عباس، هو"عطية العوفي"، كما سنذكر. قال السيوطي في الإتقان 2: 224: "وطريق العوفي عن ابن عباس، أخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم، كثيرًا. والعوفي ضعيف، ليس بواه، وربما حسن له الترمذي" اهـ
وسنشرحه هنا مفصلا، إن شاء الله:
محمد بن سعد، الذي يروى عنه الطبري: هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي، من"بني عوف بن سعد" فخذ من"بني عمرو بن عياذ بن يشكر بن بكر بن وائل". وهو لين في الحديث، كما قال الخطيب. وقال الدارقطني: "لا بأس به". مات في آخر ربيع الآخر سنة 276. ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 5: 322 - 323. والحافظ في لسان الميزان 5: 174. وهو غير"محمد بن سعد بن منيع" كاتب الواقدي، وصاحب كتاب الطبقات الكبير، فهذا أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرين، قديم الوفاة، مات في جمادي الآخرة سنة 230.
أبوه"سعد بن محمد بن الحسن العوفي": ضعيف جدًّا، سئل عنه الإمام أحمد، فقال: "ذاك جهمي"، ثم لم يره موضعًا للرواية ولو لم يكن، فقال: "لو لم يكن هذا أيضًا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذاك". وترجمته عند الخطيب 9: 136 - 127، ولسان الميزان 3: 18 - 19.
عن عمه: أي عم سعد، وهو"الحسين بن الحسن بن عطية العوفي". كان على قضاء بغداد، قال ابن معين: "كان ضعيفًا في القضاء. ضعيفًا في الحديث". وقال ابن سعد في الطبقات: "وقد سمع سماعًا كثيرًا، وكان ضعيفًا في الحديث". وضعفه أيضًا أبو حاتم والنسائي. وقال ابن حبان في المجروحين: "منكر الحديث. . ولا يجوز الاحتجاج بخبره". وكان طويل اللحية جدا، روى الخطيب من أخبارها طرائف، مات سنة 201. مترجم في الطبقات 7/2/ 74، والجرح والتعديل 1/2/ 48، وكتاب المجروحين لابن حبان، رقم 228 ص 167، وتاريخ بغداد 8: 29 - 32، ولسان الميزان 2: 278.
عن أبيه: وهو"الحسن بن عطية بن سعد العوفي"، وهو ضعيف أيضًا، قال البخاري في الكبير: "ليس بذاك"، وقال أبو حاتم: " ضعيف الحديث". وقال ابن حبان: "يروى عن أبيه، روى عنه ابنه محمد بن الحسن، منكر الحديث، فلا أدري: البلية في أحاديثه منه، أو من أبيه، أو منهما معًا؟ لأن أباه ليس بشيء في الحديث، وأكثر روايته عن أبيه، فمن هنا اشتبه أمره، ووجب تركه". مترجم في التاريخ الكبير 1/2/ 299، وابن أبي حاتم 1/2/ 26، والمجروحين لابن حبان، رقم 210 ص 158، والتهذيب.
عن جده: وهو"عطية بن سعد بن جنادة العوفي"، وهو ضعيف أيضًا، ولكنه مختلف فيه، فقال ابن سعد: "كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة. ومن الناس من لا يحتج به"، وقال أحمد: "هو ضعيف الحديث. بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير. وكان الثوري وهشيم يضعفان حديث عطية". قال: صالح". وقد رجحنا ضعفه في شرح حديث المسند: 3010، وشرح حديث الترمذي: 551، وإنما حسن الترمذي ذاك الحديث لمتابعات، ليس من أجل عطية. وقد ضعفه النسائي أيضًا في الضعفاء: 24. وضعفه ابن حبان جدًّا، في كتاب المجروحين، قال: ". . فلا يحل كتبة حديثه إلا على وجه التعجب"، الورقة: 178. وانظر أيضًا: ابن سعد 6: 212 - 213 والكبير البخاري 4/1/ 8 - 9. والصغير 126. وابن أبي حاتم 3/1/ 382 - 383. والتهذيب. ) إنتهى كلام الشيخ أحمد بن شاكر رحمه الله

قلت: وكما ترى هذا الإسناد مسلسل بالضعفاء فهو ضعيف جداً لا كما قال السيوطي في الإتقان 2: 224: "وطريق العوفي عن ابن عباس، أخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم، كثيرًا. والعوفي ضعيف، ليس بواه، وربما حسن له الترمذي" اهـ فقد ذكر الشيخ أحمد بن شاكر رحمه الله كلام أهل العلم في كل رواة الإسناد كما مر

وأما قول السيوطي في آخر كلامه الآنف الذكر: (وربما حَسَّنَ له الترمذي ) اهـ فمردود بما قاله الشيخ المحدث أحمد شاكر في تفصيله الإسناد: ( وإنما حسن الترمذي ذاك الحديث لمتابعات، ليس من أجل عطية. وقد ضعفه النسائي أيضًا في الضعفاء: 24. وضعفه ابن حبان جدًّا، في كتاب المجروحين، قال: ". . فلا يحل كتبة حديثه إلا على وجه التعجب"، الورقة: 178. وانظر أيضًا: ابن سعد 6: 212 - 213 والكبير البخاري 4/1/ 8 - 9. والصغير 126. وابن أبي حاتم 3/1/ 382 - 383. والتهذيب. ) اهـ ومر هذا الكلام قبل قليل.

الطريق السادس: من قول مقاتل بن سليمان دون إسناد!.

ذكره مقاتل في تفسيره (4/ 306 - 307) فقال: ( لما فرغ النبي- صلى الله عليه وسلم- من بيعة الرجال وهو جالس على الصفا، وعمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أسفل منه، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- أبايعكن «على أن لا تشركن بالله شيئا» وكانت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان منتقبة مع النساء فرفعت رأسها، فقالت: والله، إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيتك أخذته على الرجال، فقد أعطيناكه. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: وَلا يَسْرِقْنَ فقالت. والله، إني لأصيب من مال أبي سفيان هنات، فما أدري أتحلهن لي أم لا؟ فقال أبو سفيان: نعم، ما أصبت من شيء فيما مضى وفيما غير فهو لك حلال. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: وإنك لهند بنت عتبة.
فقالت: نعم، فاعف عما سلف عفا الله عنك.
ثم قال: وَلا يَزْنِينَ قالت:
وهل تزني الحرة؟ ثم قال: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ فقالت: ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا، فأنتم وهم أعلم، فضحك عمر بن الخطاب حتى استلقى، ويقال إن النبي- صلى الله عليه وسلم- ضحك من قولها، ثم قال: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ والبهتان أن تقذف المرأة ولدا من غير زوجها على زوجها، فتقول لزوجها هو منك وليس منه. قالت:
والله إن البهتان لقبيح، ولبعض التجاوز أمثل، وما تأمر إلا بالرشد ومكارم الأخلاق. ثم قال: وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ يعني في طاعة الله- تعالى- فيما نهى عنه النبي- صلى الله عليه وسلم- عن النوح «وشد «1» الشعر» وتمزيق الثياب، أو تخلو مع غريب في حضر، ولا تسافر فوق ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ونحو ذلك. قالت هند: ما جلسنا في مجلسنا هذا، وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء فأقر النسوة بما أخذ عليهن النبي- صلى الله عليه وسلم-، فذلك قوله: «فَبايِعْهُنَّ «2» » وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لما كان في الشرك رَحِيمٌ- 12- فيما بقي. ) إنتهى

قلت: هذا مقطوع من كلام مقاتل بن سليمان وهو متروك متهم بالكذب!

وهو مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أَبُو الحسن البلخي صاحب التفسير ( أنظر تذهيب الكمال للمزي )

وهذه سرد كلامن المحدثين فيه:
المحدث القول
1 أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم
2 أبو أحمد بن عدي الجرجاني عامة حديثه مما لا يتابع عليه علي أن كثيرا من الثقات والمعروفين قد حدث عنه، ومع ضعفه يكتب حديثه
3 أبو الفرج بن الجوزي اتهمه بوضع الحديث
4 أبو جعفر العقيلي ذكر له حديثا وقال: لا يتابع عليه
5 أبو حاتم الرازي متروك الحديث
6 أبو حاتم بن حبان البستي كان يأخذ عن اليهود والنصارى من علم القرآن ما يوافق كتبهم وكان يشبه الرب بالمخلوقات وكان يكذب في الحديث
7 أبو دواد السجستاني تركوا حديثه
8 أبو يعلى الخليلي الحفاظ ضعفوه في الرواية، وقد روى عنه الضعفاء مناكير، والحمل فيها عليهم
9 أحمد بن حنبل ما يعجبني أن أرو عنه شيئا
10 أحمد بن سيار المروزي متهم، متروك الحديث مهجور القول
11 أحمد بن شعيب النسائي كذاب، ومرة: الكذابون المعروفون بوضع الحديث علي رسول الله أربعة: منهم مقاتل بن سليمان بخراسان
12 أحمد بن صالح الجيلي متروك الحديث
13 إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني دجال جسور
14 إسحاق بن راهويه أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير، يعني في البدعة، والكذب منهم مقاتل بن سلبمان
15 ابن حجر العسقلاني كذبوه وهجروه ورمى بالتجسيم
16 الدارقطني يكذب، ومرة ذكره في كتاب السنن وقال: ضعيف
17 الذهبي متروك
18 الوليد بن مزيد كان يحدث بأحاديث ينقض بعضها الآخر
19 خارجة بن مصعب الضبعي كان فاسقا فاجرا
20 زكريا بن يحيى الساجي كذاب، متروك الحديث
21 شعبة بن الحجاج ما ذكره إلا بخير
22 عبد الرحمن بن الحكم زغبة كان قاصا ترك الناس حديثه
23 عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري لم يكن بشيء
24 عمرو بن علي الفلاس متروك الحديث، كذاب
25 عيسى بن يونس السبيعي اتهمه بالكذب
26 محمد بن إدريس الشافعي الناس عيال عليه في التفسير
27 محمد بن إسماعيل البخاري منكر الحديث، سكتوا عنه، ومرة: لا شيء البته، ومرة: ذاهب
28 محمد بن سعد كاتب الواقدي أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه
29 محمد بن عبد الله المخرمي سئل عنه فقال: ارم به، ما أحسن تفسيره لو كان ثقة، ومرة: ترك حديثه
30 محمد بن عمار الموصلي لا شيء
31 نعيم بن حماد ظهر منه الكذب
32 هشام بن السائب الكلبي لو رأيته لتقربت بدمه إلى الله عز وجل
33 وكيع بن الجراح كذاب ليس حديثه بشىء، ومرة: لو كان أهلا يروى عنه لروينا
34 يحيى بن معين ليس حديثه بشيء، مرة: ليس بثقة
35 يعقوب بن سفيان الفسوي أسمع أصحابنا يضعفونهم

وسيأتي أن السهيلي ذكر القصة دون إسناد! وفيها : ( َلَمّا قَالَ: وَلَا يَزْنِينَ، قَالَتْ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرّةُ يَا رَسُولَ اللهِو ) ذكرها السهيلي في الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام ( 7/ 139 ط دار احياء التراث العربي ت الوكيل) أو ( 7/ 2 ط دار إحياء التراث العربي ت السلامي

وبهذا نعلم ضعف الحديث من حيث الإسناد

أما من حيث نكارة زيادة ( أوَ تزني الحرة ) وبعض الزيادات الأحرى في متنه - لمجيئها من طريق ضعيف خالفت به الطرق الصحيحة في الصحيحين وغيرهما - فذلك لأن كل من رواه من الثقات في الطرق الصحيحة لم يذكروه بهذه الزيادة وغيرها من الزيادات - وقد نبه عليه الزيلعي في تخريجه فذكر رواية الصحيح ونبه أنها تكفي عن هذا الضعيف وسيأتي كلامه - فقد خرجه الألباني من الصحيحين وغيرهما دون هذه الزيادات التي في الطرق الضعيفة التي مرت فقال الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (7/ 227 ح 2158 هكذا في الأصل والصواب ان يكون رقمه 2157 لأن الذي قبله هو حديث رقم 2156 كما نبه الناشر في الهامش): ( صحيح. أخرجه البخارى (2/37 و3/489 و490 و4/395) ومسلم (4/129) والشافعى (1724) وأبو داود (3533) والنسائى (2/311) والدارمى (2/159) والدارقطنى (525) والبيهقى (7/466) وأحمد (6/39 و50 و206) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: " أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطينى ما يكفينى وولدى إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم , فقال: ... " فذكره.
وتابعه الزهرى عن عروة به نحوه , أخرجه مسلم. ) إنتهى
وهو هناك بلفظ: قال النبى صلى الله عليه وسلم: " خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف ".
وذكر الألباني مصدر متابعة الزهري عنر عروة في الإرواء (8 / 269 ح 2646): ( أخرجه البخارى (2/102 , 4/311 ـ 312 , 389) ومسلم (5/130) وأبو داود (3533) وأحمد (6/225) . ) إنتهى
وهو هناك بلفظ: عن هند قالت: " يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطينى من النفقة ما يكفينى وولدى. فقال: خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف
وفي أطول ألفاظه فيهما وأكملها وأجمعها لفظ أخرجع البخاري في صحيحه (5/ 40 ح 3825) ومسلم في صحيحه (3/ 1339 ح 1714) عن الزهري، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ خِبَاءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، وَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ خِبَاءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَيْضًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ»، ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ مِنْ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا؟ فَقَالَ لَهَا: «لَا، إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ»

وهذا كلام الأئمة وحكمهم بضعف الحديث من بعض الطرق التي مرت:

قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ط العلمية (4/ 151 - 152 ح 1748): حَدِيثُ هِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فِي الْبَيْعَةِ: "أو تزني الْحُرَّةُ! " الْحَازِمِيُّ فِي "النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ"؛ مِنْ طَرِيقِ خَالِدٍ الطَّحَّانِ، عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ فِي قِصَّةِ مُبَايَعَةِ هِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ، وَفِيهِ: "فَلَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَلَا يَزْنِينَ"، قَالَتْ: أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟! لَقَدْ كُنَّا نستحيي مِنْ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَكَيْفَ فِي الْإِسْلَامِ؟ "، وَهَذَا مُرْسَلٌ2، وَأَسْنَدَهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ مِنْ طَرِيقِ أُمِّ عَمْرٍو الْمُجَاشِعِيَّةِ قَالَتْ: "حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي عَنْ جَدَّتِي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ تُبَايِعُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُبَايِعُك على أن لا تُشْرِكِي بِاَللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقِي، وَلَا تَزْنِي"، قَالَتْ: أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟! قَالَ: "وَلَا تَقْتُلِي وَلَدَكِ"، قَالَتْ: وَهَلْ تَرَكْت لَنَا أَوْلَادًا فَنَقْتُلَهُمْ! قَالَ: "فَبَايَعَتْهُ ... "، الْحَدِيثَ3، وَفِي إسْنَادِهِ مَجْهُولَاتٌ.
وَرَوَى ابْنُ مَنْدَهْ فِي "مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ"؛ مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَتْ هِنْدُ لِأَبِي سُفْيَانَ: إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبَايِعَ مُحَمَّدًا، قَالَ: فَإِنْ فَعَلْت فَاذْهَبِي مَعَكِ بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِك، قَالَ: فَذَهَبَتْ إلَى عُثْمَانَ، فَذَهَبَ مَعَهَا، فَدَخَلَتْ مُتَنَقِّبَةً، فَقَالَ: تبايعي على أن لا تُشْرِكِي بِاَللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقِي، وَلَا تَزْنِي، فَقَالَتْ: أوهل تَزْنِي الْحُرَّةُ؟ قَالَ: وَلَا تَقْتُلِي وَلَدَك، فَقَالَتْ: إنَّا رَبَّيْنَاهُمْ صِغَارًا، وَقَتَلْتَهُمْ كِبَارًا، قَالَ: قَتَلَهُمْ اللَّهُ يَا هِنْدُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الْآيَةِ بَايَعَتْهُ، وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ بَخِيلٌ؛ وَلَا يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي، إلَّا مَا أَخَذْت مِنْهُ مِنْ غَيْرِ عِلْمِهِ، قَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا سُفْيَانَ؟ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَّا يَابِسًا فَلَا، وَأَمَّا رَطْبًا فأحله، قال عروة: حدثتني عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: "خُذِي مَا يَكْفِيك وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ" 1.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ أَيْضًا تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بِهَذَا السِّيَاقِ.
قُلْت: وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا؛ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الرَّاوِي مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَنَسَبَهُ ابْنُ حِبَّانَ إلَى الْوَهَمِ، وَظَاهِرُ سِيَاقِهِ أَوَّلًا أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ لَمْ يَكُنْ حَاضِرًا، وَفِي آخِرِهِ أَنَّهُ كَانَ حَاضِرًا، فَيُحْمَلُ -إنْ صَحَّ- عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إلَيْهِ فَجَاءَ، فَقَالَ ذَلِكَ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَى الْحَاكِمُ فِي "الْمُسْتَدْرَكِ" مِنْ طَرِيقِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ؛ أُخْتِ هِنْدَ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ ذَهَبَ بِهَا وَبِأُخْتِهَا هِنْدَ تُبَايِعَانِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا اشْتَرَطَ عليهن، قالت هند: أو تعلم فِي نِسَاءِ قَوْمِك مِنْ هَذِهِ الْهَنَاتِ شَيْئًا - قلت انا عمر الزهيري: وليس فيه التصريح بالزنا لا في المرفوع ولا الموقوف فيه فلو صح فلا شاهد فيه -، فَقَالَ لَهَا أَبُو حُذَيْفَةَ: بَايِعِيهِ؛ فَإِنَّهُ هَكَذَا يَشْتَرِطُ2.
وَرَوَاهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ "الِامْتِحَانِ" مِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ أَيْضًا، وَفِيهِ: "فَقَالَتْ هِنْدُ: لَا أُبَايِعُكَ عَلَى السَّرِقَةِ؛ إنِّي أَسْرِقُ مِنْ زَوْجِي، فَكَفَّ حَتَّى أَرْسَلَ إلَى أَبِي سُفْيَانَ يَتَحَلَّلُ لَهَا مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَّا الرَّطْبُ فَنَعَمْ، وَأَمَّا الْيَابِسُ فَلَا، وَلَا نِعْمَةَ، قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ"3، وَسَاقَ السُّهَيْلِيُّ فِي "الرَّوْضِ" هَذِهِ الْقِصَّةَ عَلَى خِلَافِ هَذَا، فَيُنْظَرُ مِنْ أَيْنَ نَقَلَهُ. - قلت: أنا عمر الزهيري: ذكرها السهيلي دون إسناد وفيها : ( َلَمّا قَالَ: وَلَا يَزْنِينَ، قَالَتْ: وَهَلْ تَزْنِي الْحُرّةُ يَا رَسُولَ اللهِو ) ذكرها السهيلي في الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام ( 7/ 139 ط دار احياء التراث العربي ت الوكيل) أو ( 7/ 2 ط دار إحياء التراث العربي ت السلامي) -
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ط العلمية (4/ 151 - 152 ح 1748): ( وَسَاقَ السُّهَيْلِيُّ فِي "الرَّوْضِ" هَذِهِ الْقِصَّةَ عَلَى خِلَافِ هَذَا، فَيُنْظَرُ مِنْ أَيْنَ نَقَلَهُ.
ثُمَّ وَجَدْتُهُ فِي "مَغَازِي الْوَاقِدِيِّ"؛ وَأَنَّهُ بايعهن [وهو] 4 عَلَى "الصَّفَّا"، وَهُوَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُهُنَّ عَنْهُ، وَاَلَّذِي فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ، وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّ سُؤَالَهَا عَنْ النَّفَقَةِ كَانَ حَالَ الْمُبَايَعَةِ، وَلَا أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ شَاهِدًا لِذَلِكَ مِنْهَا، وَقَدْ احْتَجَّ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ عَلَى جَوَازِ الْقَضَاءِ عَلَى الْغَائِبِ، وَفِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّهُ كَانَ حَاضِرًا فِي الْبَلَدِ قَطْعًا، وَلَكِنَّ الْخِلَافَ الَّذِي فِي الْأَحَادِيثِ هَلْ شَهِدَ الْقِصَّةَ حَالَةَ الْمُبَايَعَةِ، أَوْ لَا، وَالرَّاجِحُ أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْهَا، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.) إنتهى - قلت أنا عمر الزهيري: وطريق الواقدي خالٍ من ذكر قول هند ( هل تزي الحرة ) ولا فيه ذكر ( ولا تزنين ) في المرفوع منه والواقدي هو محمد بن عمر الواقدي متروك متهم بالكذب -


وقال ابن الملقن في البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (8/ 592 - 596): ( الحَدِيث الثَّالِث عشر
حَدِيث هِنْد فِي الْبيعَة: «أوتزني الْحرَّة؟ !» .
هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي «مُسْنده» ، عَن نصر بن عَلّي (حَدَّثتنِي غِبْطَة) أم عَمْرو - عَجُوز من بني مجاشع - (قَالَت) حَدَّثتنِي عَمَّتي، عَن جدتي، عَن عَائِشَة قَالَت: «جَاءَت هِنْد بنت عتبَة إِلَى رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - لتبايعه، فَنظر إِلَى (يَديهَا) فَقَالَ لَهَا: اذهبي فغيري يَديك. قَالَت: فَذَهَبت فغيرتها بحناء، ثمَّ جَاءَت إِلَى رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَقَالَ: أُبَايِعك عَلَى أَلا تشركي بِاللَّه شَيْئا، وَلَا تسرقي، وَلَا تَزني. قَالَت: أوتزني الْحرَّة؟ ! قَالَ: وَلَا (تقتلي أولادك) خشيَة إملاق. قَالَت: وَهل تركت لنا أَوْلَادًا (فنقتلهم) ؟ ! قَالَت: فَبَايَعته ثمَّ قَالَت لَهُ - وَعَلَيْهَا (سواران) من ذهب -: مَا تَقول فِي هذَيْن السوارين؟ قَالَ: (جمرتين) من جمر جَهَنَّم» . وَقد وَقع لنا هَذَا الحَدِيث بعلو أنبأنيه المزيّ وَغَيره، أبنا أَحْمد بن هبة الله، أبنا (عبد الْمعز) بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ، أَنا تَمِيم بن أبي سعيد الْجِرْجَانِيّ، أَنا أَبُو سعيد الكنجروذي، أَنا أَبُو عَمْرو بن حمدَان، أبنا أَبُو يعْلى ... فَذكره، وَفِي إِسْنَاده نسْوَة (و) لَا يعرفن. وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي (كِتَابه) «معرفَة الصَّحَابَة» من حَدِيث (كرْدُوس بن مُحَمَّد بن خلف) ، ثَنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد، (عَن) هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، قَالَ: «قَالَت هِنْد لأبي سُفْيَان: إِنِّي أُرِيد أَن أبايع (مُحَمَّدًا) ، قَالَ: قد رَأَيْتُك (تَكْفِي) من هَذَا الحَدِيث أمس. فَقَالَت: إِنِّي وَالله (مَا رَأَيْت) الله عبد حق عِبَادَته فِي هَذَا الْمَسْجِد قبل اللَّيْلَة، وَالله إنْ باتوا إِلَّا مصلين قيَاما وركوعًا وسجودًا. قَالَ: فَإنَّك قد فعلت (فاذهبي) بِرَجُل من قَوْمك مَعَك، قَالَ: (فَذَهَبت) إِلَى عُثْمَان فَذهب مَعهَا، فَدخلت وَهِي (منتقبة) فَقَالَ: تبايعي عَلَى أَن أَلا تشركي بِاللَّه شَيْئا، وَلَا تسرقي، وَلَا تَزني. فَقلت: أَو (هَل) تَزني الْحرَّة؟ ! قَالَ: وَلَا تقتلي (ولدك) فَقَالَت: إِنَّا رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا و (قَتلتهمْ) كبارًا. قَالَ: قَتلهمْ الله يَا هِنْد. فَلَمَّا فرغ من الْآيَة بايعته قَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي بَايَعْتُك عَلَى أَن لَا أسرق وَلَا أزني، وإنَّ أَبَا سُفْيَان رجل بخيل وَلَا يعطيني مَا يَكْفِينِي إِلَّا مَا أخذت مِنْهُ من غير علمه. قَالَ: مَا تَقول يَا أَبَا سُفْيَان؟ فَقَالَ (أَبُو) سُفْيَان: أما يَابسا فَلَا، وَأما رطبا فأحله. قَالَ: فحدثتني عَائِشَة أَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ لَهَا: خذي مَا يَكْفِيك وولدك بِالْمَعْرُوفِ» قَالَ أَبُو نعيم: لَا نعلم أحدا سَاقه هَذَا السِّيَاق إِلَّا عبد الله. وَاقْتصر سُفْيَان عَلَى قَوْله: «إِن أَبَا سُفْيَان رجل شحيح» قلت: وَيَعْقُوب هَذَا ضعفه أَبُو زرْعَة. وَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ بِشَيْء.
وَعبد الله بن مُحَمَّد بن (عُرْوَة) الظَّاهِر أَنه عبد الله بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عُرْوَة وَهُوَ واهٍ. قَالَ ابْن حبَّان: يروي الموضوعات عَن الثِّقَات. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وسَاق ابْن عدي لَهُ أَحَادِيث فَقَالَ: عامتها مِمَّا لَا يُتَابع عَلَيْهِ الثِّقَات. وَفِي «مُسْتَدْرك الْحَاكِم» فِي تَرْجَمَة فَاطِمَة بنت عتبَة أُخْت هِنْد بِإِسْنَادِهِ إِلَى فَاطِمَة بنت عتبَة «أَن أَبَا حُذَيْفَة ذهب بهَا وبأختها هِنْد تبايعان رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَلَمَّا اشْترط عَلَيْهِنَّ قَالَت هِنْد: أوتعلم فِي نسَاء قَوْمك من هَذِه الهنات والعاهات (شَيْئا) - قلت انا عمر الزهيري: مر في تعليقي على تخريج ابن حجر أنه ليس في طريق الحاكم التصريح بالزنا لا في المرفوع ولا الموقوف فيه فلو صح فلا شاهد فيه -، . فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَة لَهَا: الْآن فبايعيه، فَإِنَّهُ هَكَذَا يشْتَرط» وَفِيه فِي سُورَة الامتحان بِإِسْنَادِهِ إِلَى فَاطِمَة فَذكره، وَزَاد: « (فَقَالَت) هِنْد: لَا أُبَايِعك عَلَى السّرقَة، إِنِّي أسرق من زَوجي. فَكف رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَده وكفت يَدهَا، حَتَّى أرسل إِلَى أبي سُفْيَان يتَحَلَّل لَهَا مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: أما الرطب فَنعم وَأما الْيَابِس فَلَا، وَلَا نعْمَة. قَالَت: فَبَايَعْنَاهُ ... » الحَدِيث ثمَّ قَالَ: صَحِيح الْإِسْنَاد. وَرَوَاهُ الْحَازِمِي فِي «ناسخه ومنسوخه» من حَدِيث حُصَيْن، عَن عَامر الشّعبِيّ، وَفِيه: «فَلَمَّا قَالَ رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم -: (وَلَا يَزْنِين) . قَالَت: أوتزني الْحرَّة؟ ! لقد كُنَّا نستحي من ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة فَكيف فِي الْإِسْلَام» . ثمَّ قَالَ الْحَازِمِي: هَذَا مُنْقَطع. قلت: وَذكره السُّهيْلي أَيْضا قَالَ: «كَانَ من حَدِيث هِنْد يَوْم الْفَتْح أَنَّهَا بَايَعت النَّبِي - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم -، وَهُوَ عَلَى الصَّفا وَعمر دونه بِأَعْلَى الْعقبَة، فَجَاءَت فِي نسْوَة من قُرَيْش يبايعن عَلَى الْإِسْلَام وَعمر يكلمهن عَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَلَمَّا أَخذ عَلَيْهِنَّ أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا، قَالَت هِنْد: قد علمنَا أَنه لَو كَانَ مَعَ الله غَيره لأغنى عَنَّا. فَلَمَّا قَالَ: (وَلَا يَسْرِقن) . قَالَت: وَهل تسرق الْحرَّة؟ ! وَلَكِن يَا رَسُول الله أَبُو سُفْيَان رجل مِسِّيك (و) رُبمَا أخذت من مَاله بِغَيْر علمه مَا يصلح وَلَدي. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم -: خذي مَا يَكْفِيك وولدك بِالْمَعْرُوفِ. ثمَّ قَالَ: لِأَنَّك لأَنْت هِنْد؟ قَالَت: نعم يَا رَسُول الله، اعْفُ عني عَفا اللهُ عَنْك. وَكَانَ أَبُو سُفْيَان حَاضرا، فَقَالَ: أَنْت فِي حل مِمَّا أخذت. فَلَمَّا قَالَ: (وَلَا يَزْنِين) قَالَت: وَهل تَزني الْحرَّة يَا رَسُول الله؟ ! فَلَمَّا قَالَ: (وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف) قَالَت: بِأبي أَنْت وَأمي مَا أكرمك وَأحسن مَا دَعَوْت إِلَيْهِ. فَلَمَّا سَمِعت: (وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ) قَالَت: وَالله قد رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا حَتَّى قَتلتهمْ أَنْت وَأَصْحَابك ببدر كبارًا. قَالَ: فَضَحِك عمر من قَوْلهَا حَتَّى مَال» .

وقال الزيلعلي في تخريج أحاديث الكشاف (3/ 461 - 465 ح 1332): ( الحَدِيث السَّابِع رَوَى أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما فرغ يَوْم فتح مَكَّة من بيعَة الرِّجَال أَخذ فِي بيعَة النِّسَاء وَهُوَ عَلَى الصَّفَا وَعمر بن الْخطاب أَسْفَل مِنْهُ يُبَايِعهُنَّ بِإِذْنِهِ ويبلغهن عَنهُ وَهِنْد بنت عتبَة امْرَأَة أبي سُفْيَان مُتَقَنعَة مُتَنَكِّرَة خوفًا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يعرفهَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا) فَرفعت هِنْد رَأسهَا وَقَالَت وَالله لقد عَبدنَا الْأَصْنَام وَإنَّك لتأْخذ علينا أمرا مَا رَأَيْنَاك أَخَذته عَلَى الرِّجَال تبَايع الرِّجَال عَلَى الْإِسْلَام وَالْجهَاد فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ وَلَا يَسْرِقن فَقَالَت إِن أَبَا سُفْيَان رجل شحيح وَإِنِّي أصبت من مَاله هَنَات فَمَا أَدْرِي أَيحلُّ أم لَا فَقَالَ أَبُو سُفْيَان مَا أصبت من مَالِي فِيمَا مَضَى وَفِيمَا غبر فَهُوَ لَك حَلَال فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرفهَا فَقَالَ لَهَا (وَإنَّك لهِنْد بنت عتبَة) قَالَت نعم فَاعْفُ عَمَّا سلف يَا نَبِي الله عَفا الله عَنْك فَقَالَ وَلَا يَزْنِين فَقَالَت أَو تَزني الْحرَّة وَفِي رِوَايَة مَا زنت مِنْهُنَّ امْرَأَة قطّ فَقَالَ وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ فَقَالَت رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا وَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَأنْتم وهم أعلم وَكَانَ ابْنهَا حنظله بن أبي سُفْيَان قد قتل يَوْم بدر فَضَحِك عمر حَتَّى اسْتَلْقَى وَتَبَسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان فَقَالَت وَالله إِن الْبُهْتَان لأمر عَظِيم الْقبْح وَمَا تَأْمُرنَا إِلَّا بِالرشد وَمَكَارِم الْأَخْلَاق فَقَالَ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف فَقَالَت وَالله مَا جلسنا فِي مَجْلِسنَا هَذَا وَفِي أَنْفُسنَا أَن نَعْصِيك فِي شَيْء
وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة أَنه دَعَا بقدح مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمس أَيْدِيهنَّ
وَقيل صَافَحَهُنَّ وَكَانَ عَلَى يَده ثوب قطري
وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ - يريد الزيلعي أن الحديث ضعيف بهذا اللفظ -
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مُخْتَصرا فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثَنَا أبي عَن عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمر عمر بن الْخطاب فَقَالَ قل لَهُنَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَكَانَت هِنْد بنة عتبَة بن ربيعَة الَّتِي شقَّتْ بطن حَمْزَة مُتَنَكِّرَة فِي النِّسَاء فَقَالَت إِنِّي إِن أَتكَلّم يعرفنِي فَيَقْتُلنِي فَتَنَكَّرت فرقا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَت كَيفَ تقبل من النِّسَاء مَا لم تقبله من الرِّجَال فَنظر إِلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لعمر قل لَهُنَّ وَلَا يَسْرِقن قَالَت هِنْد وَالله إِنِّي لَأُصِبْت من مَال أبي سُفْيَان الهنت مَا أَدْرِي أحل لي أم لَا قَالَ فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصرف عَنْهَا ثمَّ قَالَ وَلَا يَزْنِين فَقَالَت يَا رَسُول الله وَهل تَزني الْحرَّة قَالَ لَا ثمَّ قَالَ وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ قَالَت هِنْد أَنْت قَتلتهمْ يَوْم بدر فَأَنت وهم أبْصر قَالَ وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ بَين أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ قَالَ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف قَالَ مَنعهنَّ أَن يَنحن وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يُمَزِّقْنَ الثِّيَاب وَيَخْدِشْنَ الْوُجُوه وَيَقْطَعْنَ الشُّعُور وَيدعونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور
انْتَهَى - قلت أنا الزهيري: يريد الزيلعي انتهى تخريج اللفظ السابق بما احتواه من ذكر الزنى في المرفوع والموقوف ومر تضعيفه له قبل تخريجه من مصادره -
وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن مقَاتل بن حَيَّان فَذكره كَمَا تقدم وَزَاد فَلَمَّا قَالَ وَلَا تقتلن أَوْلَادكُنَّ قَالَت هِنْد رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا فَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَضَحِك عمر بن الْخطاب حَتَّى اسْتَلْقَى - قلت انا عمر الزهيري الأثر خالٍ من ذكر الزنا في المرفوع والموقوف وهو ضعيف لأنه معضل يرويه مقاتل بن حيان عن النبي بلا واسطة! أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (10/ 3351 ح 18872) ومقاتل بن حيان صدوق فاضل كما قال ابن حجر في التقريب وهو مُقَاتِلُ بن حَيَّانَ النِّبْطِيّ أَبُو بسطام البلخي الخراز مولى بكر بْن وائل وهو غير مقاتل بن سليمان فهذا آخر غيره وهو متروك متهم بالكذب ومرت ترجمته -
قَوْله وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة إِنَّه دَعَا بقدح مَاء إِلَى آخِره
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث جبارَة بن الْمُغلس ثَنَا عبد الله بن حَكِيم عَن حجاج عَن دَاوُد بن أبي عَاصِم عَن عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْده المَاء فَإِذا بَايع النِّسَاء غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ
انْتَهَى
وَفِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي بَاب الْحَاء الْمُهْملَة لأبي نعيم عَن صغدي بن سِنَان ثَنَا عُثْمَان بن عبد الْملك عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن قَالَت مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى نسْوَة فَسلم عَلَيْهِنَّ فَقُلْنَ يَا رَسُول الله إِنَّا نحب أَن نُبَايِعك ونصافحك قَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء) ثمَّ دَعَا بِقَعْبٍ مَاء فَخَاضَ فِيهِ يَده فَقَالَ (ضعن أَيْدِيكُنَّ فِيهِ) وَكَانَت بيعتهن
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي مُطِيع الحكم بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن ابْن عجلَان عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا صَافح النِّسَاء دَعَا بقدح من مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ وَكَانَت هَذِه بيعتهن
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا أُسَامَة ابْن زيد اللَّيْثِيّ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده فَذكره سَوَاء ببقبق
قَوْله وَقيل صَافَحَهُنَّ وَعَلَى يَده ثوب قطري
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن الشّعبِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بَايع النِّسَاء أَتَى بِبرد قطري فَوَضعه عَلَى يَده وَقَالَ (لَا أُصَافح النِّسَاء)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَفِي تَفْسِيره أخبرنَا الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مُرْسلا قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَافح النِّسَاء وَعَلَى يَده ثوب قطري
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات الْمُرْسلين
قَوْله وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي الْقسم الثَّانِي عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَطِيَّة عَن جدته أم عَطِيَّة قَالَت لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة أَمر نسَاء الْأَنْصَار فجمعن فِي بَيت ثمَّ أرسل إلَيْهِنَّ عمر فجَاء عمر فَسلم علينا فَقَالَ أَنا رَسُول رَسُول الله إلَيْكُنَّ فَقُلْنَ مرْحَبًا برَسُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَلَا يَسْرِقن إِلَى آخر الْآيَة ثمَّ مد يَده من خَارج الْبَيْت وَمَدَدْنَا أَيْدِينَا من دَاخل الْبَيْت فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَبَايَعْنَاهُ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى
وَفِي الصَّحِيح مَا يدْفع هَذِه الرِّوَايَات عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايع النِّسَاء بالْكلَام بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه سَيِّئًا قَالَت وَمَا مست يَده يَد امْرَأَة قطّ إِلَّا امْرَأَة يملكهَا
انْتَهَى
رَوَاهُ البُخَارِيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ مُسلم فِي أَوَاخِر الْجِهَاد بِلَفْظ وَالله مَا مست يَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَد امْرَأَة قطّ غير أَنه يُبَايِعهُنَّ بالْكلَام
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي السّير وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحَيْهِمَا وَمَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي أول الْجِهَاد مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِهِ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة قَالَت أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نسْوَة نُبَايِعهُ عَلَى الْإِسْلَام فَقلت يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَلُمَّ نُبَايِعك فَقَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء إِنَّمَا قولي لمِائَة امْرَأَة كَقَوْلي لامْرَأَة وَاحِدَة) وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ فِي لفظ الْحَاكِم وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ إِنَّمَا قولي لامْرَأَة كَقَوْلي لمِائَة امْرَأَة وَهُوَ فِي مُسْند أَحْمد باللفظين وَكَذَلِكَ الطَّبَقَات لِابْنِ سعد
وَذكر الْحَازِمِي فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ حَدِيث الشّعبِيّ بِلَفْظ أبي دَاوُد ثمَّ قَالَ وَهَذَا مُرْسل لَا يُقَاوم الْأَحَادِيث الثَّابِتَة ثمَّ ذكر حَدِيث أُمَيْمَة هَذَا ثمَّ قَالَ فَإِن كَانَ ثَابتا فَفِيهِ دَلَائِل عَلَى النّسخ وَله شَاهد فِي بعض الْأَحَادِيث
انْتَهَى
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح ثني ابْن أبي سُبْرَة عَن مُوسَى بن عقبَة عَن أبي حَبِيبَة مولَى الزُّبَيْر عَن عبد الله بن الزُّبَيْر قَالَ لما كَانَ يَوْم الْفَتْح أسلم عشرَة نسْوَة من قُرَيْش مِنْهُنَّ هِنْد بنت عتبَة وَأم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام امْرَأَة عِكْرِمَة بن أبي جهل فَأَتَيْنَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فبايعنه فَقَالَت هِنْد يَا رَسُول الله نُصَافِحك قَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء إِن قولي لمِائَة امْرَأَة مثل قولي لامْرَأَة وَاحِدَة) قَالَ الْوَاقِدِيّ وَيُقَال وضع عَلَى يَده ثوبا ثمَّ مَسَحْنَ عَلَى يَده وَيُقَال إِنَّه أَتَى بقدح من مَاء فَوضع يَده فِيهِ ثمَّ جَعلهنَّ يَضعن أَيْدِيهنَّ فِيهِ قَالَ وَالْأول أثبت عندنَا مُخْتَصر ) إنتهى

وقال العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (4/ 1761 ح 2776): ( وقصتها في قولها عند بيعة النساء أن لا يسرقن ولا يزنين فقالت وهل تزني الحرة وعند قوله ولا يقتلن أولادهن قد ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً مشهورة ومن طرقه ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح مرسل عن الشعبي وعن ميمون بن مهران .... إلى أن قال العراقي: ( زوجها (رجل شحيح) أي بخيل إلى الغاية (لا يعطيني ما يكفيني أنا وولدي أفآخذ من) ماله من (غير علمه) هل عليّ في ذلك من حرج (قال) لها - صلّى الله عليه وسلم - (خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف) رواه البخاري ومسلم بلفظ خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك وهو من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال الحافظ في الإصابة وشذ عبد الله بن محمد بن هشام عن أبيه عن هند أخرجه ابن منده وفيه قصة البيعة وفيه فقالت إن أبا سفيان رجل بخيل ولا يعطيني ما يكفيني إلا ما أخذت منه من غير علمه الحديث ...) إنتهى
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.