عرض مشاركة واحدة
  #266  
قديم 03-25-2020, 06:19 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



🕌
دخلت المسجد بعد الصلاة الأولى للفجر ذات يوم، فرأيت احد الفقهاء يؤم الناس في صلاة الركعتين، ولم ينتبه إلى أن اليوم يوم الجمعة فيقرأ سورة السجدة ويسجد كالمعتاد، بل أخذ يقرأ سورة أخرى، ووراءه الناس.
ولاحظ ذلك شيخ مسن من القرية، فنهض عرجاً يقول للإمام: *((هذا يوم الجمعة، انوِ الصلاة من جديد واقرأ سورة السجدة!))*

وكنت حينئذ طالباً بالسنة الثانية بالمعهد الديني، فأدركت أن الصلاة صحيحة، وأن دعوة الإمام إلى قطعها خطأ غير صواب.
وظللت أنتظر حتى انتهى الإمام فقلت له: *((كان عليك ألا تقطع الصلاة، لأن قراءة السجدة سُنّة، ولا يقطع الفرض لأجل السنّة))*
وسمع الشيخ المسن قولي، فغضب وشتمني، ولكني تحديته! .....

* قال أبو معاوية البيروتي: المتحدِّث هو د. محمد رجب البيومي (١٩٢٣ - ٢٠١١ م/١٤٣٢ هـ) رحمه الله، والقصة ذكرها في سيرته الذاتية (ص ١٢).

وتذكرت عند قراءة الواقعة ما حصل مع العلامة الألباني رحمه الله عندما أمّ فجر الجمعة في شبابه في قرية مضايا (إحدى قرى وادي الزبداني) سنة ١٣٦٩ هـ، وقرأ في الركعة الأولى سورة غير السجدة، وعندما كبّر للركوع سجد أكثر المصلين خلفه!! لأنهم اعتادوا على سورة السجدة بأول ركعة من فجر الجمعة، وعندما يكبر الإمام بعد القراءة يسجد للتلاوة!
وبعد انتهاء الصلاة أنكر عليهم الشيخ الألباني عدم فقههم لما يقرأ الإمام.

وذكر الشيخ الألباني في كتابه ((أصل صفة الصلاة)) (٢/ ٤٤٧) أن الإمام مالك بن أنس كره قراءة السجدة يوم الجمعة لئلا يُظن أن صبح يوم الجمعة فُضّل بسجدة! وقال صاحب ((المحيط)) الحنفي: *((بشرط أن يقرأ غير ذلك أحياناً؛ لئلا يظن الحهّال أنه لا يجزئ غيره))*
* كناشة البيروتي (الجزء الخامس)
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس