عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 07-15-2016, 11:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي نص فتوى مركز الألباني بحرمة العمليات الانتحارية

نص فتوى مركز الألباني بحرمة العمليات "الانتحارية"

كلمةٌ منهجيةٌ هادية في بعض الأحداث الجارية


الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِ المرسَلين، وعلى آله وأصحابه -أجمعين-، ولا عدوان إلا على الظالمين.

أمَّا بعد:

فحِرصاً منا على نقاءِ دين الإسلام -أصلاً-، وصَفاءِ سُمعة أهله -أساساً-، واستقرار أَمْنِ بلاده -ابتداءً- نقولُ:

إنَّ ممِّا يُحْزِنُ النَّفوسَ الأَليمةَ -كثيراً-، ويُدْمي الأفئدةَ الحزينةَ -شديداً-: هذا الذي يَجْري في أنحاءٍ متعدّدة مِن العالم -بعامة- والعالم الإسلامي -بخاصّة- ممِّا يُنسَبُ إلى الإسلامِ؛ مِن قتلٍ، ودمارٍ، وتفجيرٍ.

فالإسلام بَراءٌ مِن هذا - كُلِّه-، ولو جرى ووقع - وللأسف- باسم الإسلام!!! وأهلُ الإسلام – الأصفياء - براءٌ مِن هذا كُلِّه.

ولئن وقع هذا -اليومَ- في العراقِ، والباكستانِ، وأفغانستان... -وغيرِها-؛ فقد وقع -بالأمس- في بلادنا الأردنِ، وكذا السعودية، ومصر... -وغيرِها-.

فالجُرْمُ واحدٌ، والداءُ واحدٌ، والحكمُ واحدٌ.

وإننَّا لنعتقدُ -بِجَزْمٍ وحَزْمٍ- أنَّ أعمالَ التَّقتيلِ والتفجيرِ التي تُصِيبُ أهلَ الإسلام، أو غيرَهم مِن أهلِ الأَمان، أو الاستئمان -في كُلِّ مكان-: أَعمالٌ مُحرَّمةٌ؛ لما فيها من هتكٍ لحرُمات الإسلامِ المعلومةِ مِن الدِّين بالضرورة -مِن قتلِ للأنفس المعصومةِ الدَّم، ونقضٍ للأمن والاستقرار، وحياة النَّاس الآمنينَ، وتضييعٍ للمصالح العامةِ للدولِ، فضلاً عن عدم التفريق بين الرجال والنِّساء، والأطفالِ والشيوخ، والمدنيِّين والمحاربين-.

وإنَّنا لَنَجْزِم -بيقين- بحرمة الاعتداء على الأنفسِ البريئة -سواءٌ في الدَّم، أو المالِ، أو العِرْض-؛ لما في ذلك من تهديد لحياة النَّاسِ الآمنينَ المطمئنين -في مساكنهم ومعايشهم-، والإضرار بمصالح الأفرادِ والشعوب -عامة-.

وإنّنا على يقين أنَّ مبنى كثيرٍ مِن هذا القتلِ الأعمى-والتَّدمير والتَّفجير- قائمٌ على التَّسرع في التكفير للمسلمين -عامتهم وخاصتهم، حُكَّامِهم ومحكوميهم-!!
وهذا حُكمٌ جِدُّ باطلٍ؛ لِمَا يترتَّبُ عليه مِن أمور خطيرةٍ، مِن استحلال الدَّم، ومنع التوارثِ، وفسخِ النكاح -وإيجادِ أيتامٍ وأراملَ- كما تقدم-.
فلا يجوزُ التَّساهُل فيه -أبداً-.

ومِن خطورة التكفيرِ -أيضاً-: أنَّه يرجعُ إلى قائله بالكفرِ؛ إذا حُكم به على شخصٍ -ما- ليس كافراً؛ كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرئٍ قالَ لأخيه: يا كافرُ؛ فقد باء بها أحدُهما -إنْ كان كما قال-، وإلا رجعتْ إليه» -متفق عليه-.

وإنَّنا نرى -أيضاً- حُرمةَ أعمالِ التقتيلِ والتَّخريبِ -على اختلافِ صورها وأنواعها-؛ كمِثْلِ التفجيرِ لأماكنِ العبادةِ، والمستشفيات، والمدارس، وإشعالِ الحرائقِ في الممتلكات العامةِ، ونسف المساكنِ، أو الجسورِ والأنفاق، وتفجيرِ المصالح العامة والخاصَّة؛ كمحطات الكهرباء، أو الوقودِ، وأنابيب البترول -ونحو ذلك-، وهي -جميعاً- جرائمُ شنيعةٌ يستحقُّ أصحابُها العقوبةَ الرادعةَ لهم.

وكذلك نُنَبِّهُ على مُنابذَةِ الوسائل المستحدثة في التغيير - من المظاهراتِ الرجالية، أو النسائية - فضلاً عن المختلطة!- والتوكيدِ على أنَّها ليست حلاً للمشكلات، أو سبيلاً شرعيًّا لإنكار المنكرات.

بل نرى أنَّها مِن البدع المحدثة، والأفكار المستوردةِ مِن الغربِ، وأنَّها -كذلك- مِن أسباب الفتن والشُّرورِ، وأبواب الخروج؛ التي تؤدي إلى انفلات الأمور، وإشاعة الفوضى والأضرار، وإضعاف سلطان ولي الأمر، والتعدِّي على أَموال الناس، والتَّعرُّض لمزيدٍ مِن البلاءِ، بما في ذلك ما يقعُ مِن دَسِّ المندسِّين بين الصفوف!.

وأيضاً؛ فإنَّنا نرى بشاعةَ وجُرمَ وحُرمةَ ما يفعلُه بعضُ النَّاس -هذه الأيّامَ- مِن حَمْلِ المتفجراتِ وشدِّها على الأنفس، ثم تفجيرها -بالنفسِ- في الأسواق العامة، أو المُجتمعاتِ، أو الحافلات -وغيرها-، وبخاصةٍ في بلاد المسلمين.

لأنَّ هذا -أولاً- مِن قتل النَّفس والآخرين قتلاً عشوائياً ظالمًا غاشمًا لا يفرِّق بين مسلم وغيره، وظالم ومظلوم، وذكر وأنثى، وكبير وصغير، وإنسان وحيوان؛ ولأنَّ هذه الأفعالَ.

-ثانياً- لا مصلحةَ للإسلام والمسلمين فيها -ألبتَّةَ-، فضلاً عمَّا يزدادُ -بسببِها- العدوُّ مِن الشدةِ على المسلمين، والتنكيلِ بهم، والإذايةِ لهم، والتضييق عليهم.

والواجبُ علينا -والحالةُ هذه- أن نُغيِّر ما بأنفسنا -بالحقِّ-، وأن نرجِعَ إلى الله -عزَّ وجل-، وأن نُقيم فرائضَه، ليغيِّر اللهُ ما بنا، فالسعيدُ مَن انشغل بالذي أراده اللهُ منه -من واجباتٍ وفرائضَ-، والمخذولُ مَن ترك ذلك وعَمِلَ على زعزعة أمن البلاد والعباد، وأساء في أفعاله وتقريراته.

وهذا الصنفُ مِن النَّاس (!) لا يجدُ له مرجعيةً معتبرةً من العلماء؛ فلا تراه مُتَعلِّقاً إلا بسراب، أو يكونُ سمسارَ أحزاب، ينفخُ في رماد؛ يدمِّر البلاد، ويُسيء إلى العباد. فإلى الله المشتكى من صنيعهم، وجرأتهم، وفجورهم!

وهؤلاء -الذين يقومون بهذه الأعمال التخريبيَّة- أصحابُ فكرٍ منحرف، وعندهم غلوٌّ في التفكير، وجرأة في التكفير.

فالواجبُ على العلماء الربانيين -لزوماً-: التحذيرُ منهم، وإدانةُ أعمالهم، وبيانُ المؤاخذات عليهم، وتحصينُ الطلبة والخطباء والدعاة -وعامّة المسلمين- من أفعالهم الشنيعة، وأفكارهم الخَرِبة، والحيلولة دون وصولها إليهم.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس