عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 07-24-2021, 01:53 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

* الامتحان بمُوافقة أهلِ السُّنَّة:
ولقد امتُحن الناسُ -قديمًا- بِحبِّ أئمَّة السُّنَّة ومُوالاتهم؛ كأحمد، وسفيان، وحمَّاد؛ فمَن أحبَّهم فهو على خير، ومن لا: فلا!!
بل قد وقع مثل هذا الامتحان -والابتلاء- فيمن دون هؤلاء الكبراء:
كما قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي: "إذا رأيتَ الشَّاميَّ يُحب الأوزاعيَّ وأبا إسحاق الفزاريَّ: فَارْجُ خيرَه"، وفي لفظ: "فهو صاحب سُنَّة".
وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: "امتَحِنْ أهل الموصِل بِمُعافى بنِ عمران؛ فإن أحبُّوه: فهم أهل سُنَّة، وإن أبغضوه فهم أهل بدعة".
ومن هذا الباب -فيما نحن بِصدده- قول العلامة حمودد التويجري -تغمَّده الله برحمته-: "الألباني -الآن- عَلَم على السُّنَّة؛ الطَّعن فيه إعانة على الطَّعن في السُّنَّة".
وإذ قد استقرَّ في أحوال دُنيا الاجتماع، وشؤون النفوس والطِّباع؛ أنَّه (لكلِّ زمان دولة ورجال): كان لِزامًا على أهل السُّنة السَّنيَّة أن يعرِفوا كُبَراءَهم، وأن يُميِّزوا مشايخَهم.
فهذا العصر -بِيقين- عصر أئمَّتنا الكبار: ابن باز والألباني وابن عثيمين -رحمهم الله أجمعين، ومن سار على نهجهم الأمين-؛ الذين وَفَّوا لهذه الأمَّة قسطًا عظيمًا من حقِّها، وأدَّوا جانبًا مُهمًّا من الواجبات الثِّقال الملقاة على عواتقهم تُجاهها؛ نصحًا وتوجيهًا وتعليمًا وإرشادًا.
* علماء السُّنَّة سدٌّ مَنيع:
ويعلم كل ذي بَصر وبصيرة كم قد رُدَّت من فتن على الأمَّة -بوجودهم-! وكم حُفظت بسببهم عقول وقلوب! وكم صِينَت -بإمامتهم وأمانتهم- مِن دماء وأعراض وأموال!
فرحمهم الله -تعالى- رحمة واسعة، وألحقنا بهم في الصالحين من عباده على خير وحُسن خاتمة -بِمنِّه وكرمه-.
ولما كان حال هؤلاء الأئمَّة: كذلك؛ كان لا بُدَّ أن يكونوا -هم- مِحنةَ المخالِف، ونُصرةَ المؤالِف: لا تحزُّبًا؛ فالتَّحزُّب سببُ مقتٍ لا ينقطع، ولكن: ولاءً للحق ودُعاته وحَمَلته:
فالمحبُّ لهم، الرَّافع قدرَهم، المادح منهجَهم: خيرُه مرجوٌّ، وفضلُه مأمول، والمبغِضُ لهم، المشكك فيهم، المتنقِّص بهم: فضلُه مهضوم، ونهجُه مهدوم!



["الدرر المتلألئة بنقض الإمام العلامة الألباني (فرية) موافقته المرجئة"، (7-10)].
رد مع اقتباس