عرض مشاركة واحدة
  #240  
قديم 08-04-2021, 05:58 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

.
رُبَّ زارِعٍ لِنفسِهِ حاصِدٌ سِواهُ.

قال ابنُ الكلبي: أَوّلُ مَن قال ذلك عامرُ بن الظَّرِب؛ وذلك أنه خطبَ إِليه صَعْصَعةُ بنُ معاويةَ ابنتَه،
فقال: يا صعصعةُ إِنك جئْتَ تشترِي مني كَبِدي، وأَرحمَ ولدي عندي، منعتُك أو بعتُك؛ النكاحُ خيرٌ من الأيْمَةِ، والحسيبُ كُفْءُ الحسيبِ، والزوجُ الصالحُ يُعدّ أبا، وقد أنكحتُك خَشيةَ أن لا أَجدَ مثلَك.
ثم أقبل على قومِه فقال: يا معشرَ عَدْوَان! أَخرجتُ مِن بين أَظهرِكم كريمَتَكم على غير رَغْبةٍ عنكم، ولكن مَنْ خُطَّ له شيءٌ جاءَه، رُبَّ زارعٍ لنفسِه حاصدٌ سواه، ولولا قَسْمُ الحظوظِ على غيرِ الجُدودِ ما أدرك الآخِرُ من الأَولِ شيئاً يعيش به، ولكن الذي أَرسلَ الحياةَ أنبتَ المَرْعَى ثم قسَمه أكْلاً؛ لكل فَمٍ بَقْلَةٌ، ومن الماء جُرعةٌ، إنكم ترَوْن ولا تعلمون، لن يرى ما أصِفُ لكم إلا كلُّ ذي قلبٍ وَاعٍ، ولكل شيءٍ راعٍ، ولكل رزق ساعٍ، إِما أكْيَسُ وإما أحْمَق، وما رأيت شيئاً قطُّ إلا سمعت حِسَّه، ووجَدْتُ مَسَّه، وما رأيت موضوعاً إلا مصنوعاً، وما رأيت جائيا إلا داعيا، ولا غانما إلا خائبا، ولا نعمةً إلا ومعها بؤسٌ، ولو كان يُميتُ الناسَ الداءُ لأَحياهم الدواءُ، فهل لكم في العلم العليم؟
قيل: ما هو؟ قد قُلتَ فأصبتَ، وأخبرتَ فصدقتَ!
فقال: أُموراً شَتَّى، وشيئاً شيا، حتى يرجعَ الميتُ حياً، ويعودُ لاشيءٌ شيئاً؛ ولذلك خُلقتِ الأرض والسماء، فتولَّوْا عنه راجعين،
فقال: وَيْلُمِّها، نصيحةً لو كان مَنْ يقبلهاَ.
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس