عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-28-2020, 01:43 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي

من أهم الكتب التي ينبغي أن يحذر منها تلك التي وضعت بإسم الإسلام و هو منها براء , و هي ما وجدت إلا من أجل هدمه و محاربته من الدَّاخل فوقف أهل العلم - جزاهم الله خيرا - قديما و حديثا في وجهها , و حاربوها و حذروا منها , و نسلك هذه الكتب جميعا في عقد :

كتب الزندقة و الباطنية و الإلحاد :

و هؤلاء الزنادقة و الملحدون حريصون أشد الحرص على تحسين كتبهم و تنميقها , و نشرها في أحسن صورة و أزهى و أبهى حلة , و أحلى ثوب و أقشبه , و نمثّل عليها بما يلي :

1 - رسائل إخوان الصّفا :

صدرت هذه الرسائل إبان القرن الرابع الهجري , و كانت ثمرة لترجمة الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية , و دخول مفاهيمها إلى الفكر الإسلامي في تلك الجولة الضخمة من تحديات فلسفة الإغريق و الفرس و الهنود و غيرهم , القائمة على مفاهيم الوثنية و علم الأصنام , و هي ( 52 ) رسالة مقسمة إلى أربعة أقسام : الرياضيات و الطبيعيات و العقليات و الإلهيات .
و تعدّ هذه الرسائل إحدى ثمار الحركة الباطنية للجماعة السرية التي مزجت الفلسفة اليونانية و العقيدة الباطنية , لتخرج للناس مذهبا جديدا يمزج إلهيات اليونان , و نظريات أفلاطون و أرسطو و أفلوطين و فيثاغورس و غيرهم بالعقيدة الإسلامية في خليط مضطرب فاسد , و حاولوا أن يلصقوا هذه الترهات و الأباطيل بجعفر الصادق رضي الله عنه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( كتاب رسائل الإخوان الصفا الذي صنّفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد , و كانوا من الصابئة المتفلسفة المتحنفة , جمعوا بزعمهم بين دين الصّابئة المبدّلين , و بين الحنفية , و أتوا بكلام المتفلسفة و بأشياء من الشريعة , و فيه من الكفر و الجهل الشيء الكثير , و مع هذا , فإن طائفة من الناس - من بعض أكابر قضاة النواحي - يزعم أنه من كلام جعفر الصادق , و هذا قول زنديق , و تشنيع جاهل ..., فإن هذه الرسائل إنما وضعت بعد موته بأكثر من مئتي سنة , فإنه توفي سنة ثمان و أربعين و مئة , و هذه الرسائل و ضعت في دولة بني بويه في أثناء المئة الرابعة في أوائل دولة بني عبيد الذي بنوا القاهرة , وضعها جماعة و زعموا أنهم جمعوا بها بين الشريعة و الفلسفة , فضلّوا و أضلّوا ) .
هكذا نرى بوضوح أن الرسائل كانت مقدّمة لتحويل الدعوة الباطنية , إلى مؤامرة خطيرة لتدمير الدولة الإسلامية و الفكرة الإسلامية معها , أو كما قال أحد الباحثين : ( محاولة لوضع نظام جديد خلقي إلهي علمي يحل محل الشريعة الإسلامية التي يعتقد إخوان الصفا أنها بشكلها الحالي قد أصبحت عتيقة لا تؤدّي رسالتها , و قد أخفقت هذه المحاولة إخفاقا تامّا فلم تنتج نظاما علميّا , و لم تنشئ مجتمعا جديدا يقوم على أساسها..) .
وقد استغل الباطنية التشيع في نشر دعوتهم , كما استغلوا التصوف الفلسفي و تستروا وراء أهل البيت و الصوفية! و كانت دعوتهم إلى وحدة الأديان و إلغاء التعصب لدين ما علامة على انحرافهم و خروجهم على مفهوم الإسلام الأصيل .
كما ألقى بعض الباحثين أضواء أخرى على موقف إخوان الصفا تشير إلى أن المثل الأعلى في رسائلهم ليس مثلا أعلى إسلاميّا ( و إنما هو عبراني في مخبره , مسيحي في منهجه , يوناني في علمه ) .
يقول الدكتور حسين الهمزاني - أحد دعاة الإسماعلية البهرة - : إن الإسماعلية يرون القرآن كتاب العامة , و رسائل إخوان الصفا كتاب الأئمة ! .
و لقد كان من أبرز أعمال التغريب و الغزو الثقافي في العصر الحديث , ممثلا في الإستشراق و التبشير , إعادة طبع و إحياء رسائل إخوان الصفا , فقامت المطبعة الكاثوليكية في بيروت بإعادة طبع هذه الرسائل , ثم جاء الدكتور طه حسين من أوروبا سنة 1929 م ليعيد طبع رسائل إخوان الصفا و يقدم لها , و ليس هذا عيبا في ذاته إذا ما روعي فيه أصول البحث العلمي , ووضعت هذه الرسائل في موضعها الحقيقي ..., ولكن الدكتور طه كذب على الناس , وادّعى أن إخوان الصفا قوم مجددون مصلحون ! قدموا للمجتمع الإسلامي الفلسفات الهندية و الفارسية و اليونانية لإنشاء ثقافات جديدة , و هي الثقافة التي يجب على الرجل المستنير أن يظفر بها " على حد تعبيره " , و هذا خداع طه حسين لقومه , و هو يعلم في أعماق نفسه أنه إنما يعمل على هدم القيم الإسلامية بإعادة إذاعة هذه الرسائل كجزء من مخطط التغريب و الغزو الثقافي .
أما المطبعة الكاثوليكية , فهي تقول : ( إن من أسباب عظمة هذه الرسائل أن كتب عنها طه حسين و حبور و الدسوقي و صليب و الهمزاني و ماسينيون ) , و لكن هؤلاء جميعا لم يكونوا في درجة واحدة من الإعجاب برسائل إخوان الصفا , و فيهم من كشف علاقة إخوان الصفا بالمؤامرة الباطنية , و لقد كان حقا على هؤلاء جميعا أن يكشفوا حقيقة رسائل إخوان الصفا بالنسبة لمفهوم الإسلام الأصيل , و أن هذه الرسائل تعارض هذا المفهوم في عدة أصول أساسية : 1 - إنكار البعث بالأجساد 2 - تفسير الجنة و النار و الآخرة تفسيرا مخالفا للتواتر 3 - تفسير الكفر و العذاب تفسيرا باطنيا معنويّا 4 - فساد نظريتهم القائلة بأن النبوة يمكن أن تكتسب عن طريق الرياضة و صفاء القلب 5 - فساد قولهم بأن من ارتقى إلى علم الباطن سقط عنه التكليف و استراح من أعبائه .
و نختم كلامنا على هذه الرسائل بكلمات لجهابذة العلماء في التحذير منها , قال الإمام الذهبي فيها : ( هي داء عضال و جَرَبٌ مُرْدٍ و سمٌّ قاتل ) . و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ظاهرها الرفض , و باطنها الكفر المحض ) .
و على الرغم من هذا كلّه , فقد جاء دعاة التغريب و تلاميذ المستشرقين فجددوا طبع هذه الرسائل , و ادّعوا أنها علم و فهم و ثقافة ! و ما هي في حقيقتها إلا سموم عرفها أهل الأصالة الإسلامية , و ضلال كشفوا عنه و أبانوا فساده , و كان خليقا بأهل عصرنا أن يعرفوا هذا , فلا يترددوا في خطر النظر أو المتابعة لهذه الأعمال المضلّة . ص 65 إلى 76
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس