عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ:
كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَةِ؛ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا - وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ تَامٌّ، وَلَقَدِ اتَّخَذَ الْعَرَقُ طُرُقًا فِي جُلُودِنَا مِنَ الْغُبَارِ وَالْوَسَخِ - إِذْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ذَاتَ يَوْمٍ-، فَقَالَ لَنَا:
«لِيُبْشِرْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ» -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-.
فَقُلْنَا: نَحْنُ كَذَلِكَ.
إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ صُورَةٌ حَسَنَةٌ -لَا أَدْرِي مَتَى رَأَيْتُ رَجُلًا أَمْلَأَ فِي عَيْنَيَّ مِنْهُ!- حَتَّى قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[السَّلَامَ]؛ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ إِلَّا كَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِكَلَامٍ يَعْلُو كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-!
فَلَمَّا انْصَرَفَ ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-:
«اللَّهُ لَا يُحِبُّ هَذَا وَضَرْبَهُ ؛ يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ لِلنَّاسِ لِيَّ الْبَقَرَةِ لِسَانَهَا فِي الْمَرْعَى؛ كَذَلِكَ يَلْوِي اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ -فِي جَهَنَّمَ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ-».
أورده شيخنا الإمام الألباني-رحمه الله-في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (رقم :3426)-مًصَحَّحاً-.
ومما يُزاد على كلامه-ثمّة-رحمة الله عليه-:
ما نقله الحافظ السُّيوطي في «جمع الجوامع»( 7920-ترتيبه ) عن الحافظ أبي نصر السِّجْزي في كتابه «الإبانة» أنه قال: «محفوظ صالح الإسناد».