عرض مشاركة واحدة
  #118  
قديم 01-09-2012, 12:39 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

117- تقول السَّائلة: ... هل صحيح أنَّ الشَّيطانَ يشمُّ رائحةَ القُلوبِ، فإذا رأى منها خيرًا حاول إضلالَها -كما في الأطفال؛ فإذا أحسَّ فيهم الخيرَ وسوس لَهُم-؟
وسؤال آخر تقول: ما أنسبُ مدَّةٍ يستطيعُ فيها المرءُ حفظَ القُرآن؟ وهل تَنصح لطلابِ عِلم مُبتدئين دراسةَ كتاب «فتحِ الباري»؟
الجواب:
أمَّا السُّؤال الأوَّل: فلا دليل على هذا الكلام، ولا أظنُّه صحيحًا، وكما ذكرتُ -قبل قليل-: (إن كنتَ مدَّعيًا؛ فالدَّليل، وإن كنتَ ناقلًا؛ فالصِّحَّة).
أمَّا حفظُ القرآن: فهذا يَختلفُ باختِلاف فراغِ الإنسان وقدرتِه وهِمَّتِه.
فلا نستطيع أن نضعَ وقتًا معيَّنًا، أو زمانًا محدَّدًا؛ وإنَّما يختلف باختِلاف النَّاس -كما قلتُ- وظروفهم.
لكنْ مع التَّكرار، ومع إدامةِ النَّظر في كتابِ الله، ومع الاستعانةِ باللهِ والدُّعاء، والحرص على العلمِ النَّافع والعمل الصَّالح، وتفهُّم آياتِ الله العظيم؛ فإنَّها -إن شاء اللهُ- تتيسَّر للطَّالب حفظ القرآن الكريم.
ونسأل الله أن يُعيننا -وإيَّاكم- على ذلك.
أمَّا بالنِّسبة لـ«فتحِ الباري»: فلا أنصحُ الطَّلبةَ المبتدِئين؛ لأن كتابَ «فتحِ الباري» لُغتُه عِلميَّة عالية، ويَحتاج لطبقةٍ خاصَّة مِن طبقات طلبة العِلم.
لذلك: أنا لا أنصحُ بذلك؛ إلا لمَن صارت عندهُ قُدرة مَعرفيَّة جيِّدةٌ يستطيعُ مِن خلالِها الوقوفَ على هذا الكتاب.
وأبشِّر إخوانِي: أنِّي منذ فترةٍ عاكفٌ على تَحقيق «فتحِ الباري»، والتَّعليقِ عليه، وشرحِه، وضبطِ ألفاظِه ونُصوصِه؛ بحيث يكونُ ذلك أقرب ما يكونُ إلى تيسيرِ سُبل الاستفادةِ منه.
فأطلب مِن إخواني وأخواتي أن يدعوا اللهَ لي أن يُعينني على ذلك؛ إنَّه -سبحانَه- سميعٌ مُجيب.
المصدر: لقاء البالتوك (5/12/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (29:24). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.