عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 07-29-2015, 03:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

قال الله – جل في علاه - : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيرًا} [سورة الأحزاب 21].

نعم أحبتي الغاليات، لنا في سلفنا الصالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والصحب الكرام ومن تبعهم بإحسان القدوة الصالحة والأسوة الحسنة في معرفة حق القوامة بالنسبة للرجل نحو أسرته زوجة أو زوجاتٍ وأبناء، والقيام بما يجب عليه خير قيام.
فعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال قلت : " يا رسول الله ! ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال : أن تطعمها إذ طعمت وتكسوها، إذا اكتسيت أو اكتسبت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت) قال الشيخ الألباني : (حسن صحيح). قال أبو داود : [ولا تقبح : أن تقول قبحك الله]. انظر : [سنن أبي دلود 2/ 244 رقم 2142].

إن القوامة ليست برفع اليد ورفع الصوت، التهديد والوعيد، والضرب والتحقير والتشهير.

إن القوامة تكليف وتشريف للرجل للقيام بواجبه نحو رعيته خير قيام، إنها التربية الإيمانية، وما يلزمه من متابعة وعناية ورعاية، مودة ورحمة، وتكريم وتوقير.

وكذلك مراعاة الزوجة لحق الزوج، وحسن الأدب معه، وشكر نعمته، وطاعته بالمعروف، ومراعاة الضوابط الشرعية في ذلك، والقيام بما يجب عليها من حقوق وواجبات نحوه ونحو الأبناء.
وبذلك تتقوى أواصر المحبـــة بين الزوجين، وتترسخ أركان ودعائم المجتمع المسلم، بتحقق الأمن والأمان، والهدوء النفسي، والحياة الوادعة الهنيئة في الأسرة المسلمة.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس