عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 09-27-2011, 03:18 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

15- يقول السَّائل: يقول أحدُهم: (مَن قال لكم أنَّه يجبُ تعلُّم ثلاثة مسائل: «مَن ربُّك؟ ما دينُك؟ وماذا تقول في الرَّجل الذي بُعث فيكم؟»، وكذا الخوض في الصِّفات، وتقسيم التَّوحيد إلى: ربوبيَّة، وألوهيَّة، وأسماء وصفات؛ فهذا مما ليس عليه دليلٌ، ولم يأمر به النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-)؟
الجواب:
هذا كلامٌ باطلٌ، وقولٌ لا وزنَ له، ولا حقيقةَ له.
فكيف تكونُ عبدًا ربَّانيًّا، تُحقِّق معنى العُبوديَّة -التي ما خلقكَ اللهُ إلا مِن أجلها-، وهو القائل -سبحانَهُ وتعالَى-: {وما خَلقْتُ الجنَّ والإنسَ إلا لِيَعبُدونِ}، وأنتَ لا تعرف ربَّك، ولا تعرفُ نبيَّك، ولا تعرفُ دينَك، وأنت لا تعرفُ ألوهيَّة اللهِ، وأن تُفردَه بالعبادةِ، وأن تُثبتَ له ما أثبتهُ لنفسِه.
بل إذا تأملتَ سورةَ الفاتحةِ وجدتَها قائمةً على أنواعِ التَّوحيد الثلاثة، وإذا تأملتَ سورةَ النَّاس وجدتَها قائمةً على أقسام التَّوحيد الثلاثة، وبالتَّالي: ما بين الدَّفَّتين، أو ما بين هاتَين السورتَين -مِن أوَّل القرآن وآخره-؛ كلُّه يدلُّ على هذه المعاني، وكلُّه يدلُّ على هذه الأحكام، وما لم يكنْ كذلك؛ فهو سبيلٌ إليها.
فالقرآنُ عقيدةٌ، وأحكامٌ، وقصصٌ.
القَصص لم تُذكر إلا للتَّثبيتِ؛ للتثبيت على ماذا؟
للتثبيتِ على العُبوديَّةِ، للتَّثبيت على عظمة اللهِ، للتَّثبيتِ على الطَّاعةِ والعلمِ النَّافع والعملِ الصَّالح.
كذلك الأحكام: الأحكامُ لم تَرِد في القرآنِ الكريم إلا للعِلمِ بها، والعمل بها، والالتزامِ بها، والدَّعوة إليها.
كلُّ ذلك تعظيمًا لله -تَعالَى- في ربوبيَّته، تعظيمًا له في ألوهيَّته، تعظيمًا له في أسمائِه وصِفاته، واللهُ -تَبارك وتَعالى- يقولُ -مِن قبلُ ومن بعدُ-: {أَفلا يتدبَّرونَ القُرآنَ أمْ عَلَى قُلوبٍ أقْفالُها}.

فهذا الذي يدَّعي أنَّه لا دليلَ على ذلك؛ هذا كلامُه مِن أتفهِ القولِ! لأنَّه يُناقضُ صريحَ القرآن، وصريحَ السُّنَّة، وصريحَ حديثِ رسولِ الله -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-، وسِيرتَه، وسُنَّته -العمليَّة والعِلميَّة والتَّاريخيَّة-منذ أن بعثه اللهُ إلى أن توفَّاهُ الله-تَبارك وتَعالى-، فستظل دعوتُه قائمةً في النَّاس إلى أن يرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها.

المصدر: لقاء البالتوك (22/3/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (39:35). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.