عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-15-2011, 03:46 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

مجموعُ فَتـاوَى
فضيلةِ الشَّيخ المحدِّث عليِّ بنِ حسَنٍ الحلبيِّ
-حفظهُ اللهُ وباركَ في عِلمهِ ونفعَ بِهِ-
1- ما هي الطريقة المُثلى لتقييد العلم؟
كلنا نسمع ونقرأ ونتعلم، لكن تقييد العلم والمحافظة عليه، وتقسيمه في دفاتر وفي مستحضرات.. نريد أن نعرفَ الطريقةَ المُثلى، يا ليت -يا شيخنا الحبيب- لو تشرح لنا كيف كانت طريقتك أنت في طلبِك للعلم، وكيفية تقييد العلم، والمحافظة عليه في كراسات وفي دفاتر؛ لأن الأمر شاق علينا نحن، ونحتاج إلى نصيحة وتوجيه مِن فضيلتكم.
وبارك الله فيك.
الجواب:
الحمد لله...
أما ما سأله الأخ حول تقييد العِلم وكيفيَّة ذلك؛ فأنا أقولُ:
حقيقة لم يكنْ على زمانِ ابتدائِنا في طلبِ العلم -ولا نزالُ في دَرَجِه، ولا نزالُ في طريقِه سالِكين- لم يكن عِندنا -الآن- الكُمبيوتر، وإدخالِ المعلومات، وسُرعةِ استِخراجِها.
لذلك: مَن وفَّقه الله لمعرفةِ الكمبيوتر واستخدامِه؛ هذا السُّؤال يُصبح عنده سهلًا وسهلًا جدًّا؛ لأنَّ أي فائدة يقفُ عليها يَستطيع إدخالَها، ثم بالبحثِ عن كلمةٍ واحدة يستطيعُ أن يَستخرجَ أي فائدة بأسرعِ وقتٍ وبأسرعِ ممَّا يتصوَّر.
هذا ابتداءً.
أمَّا الأمر الثَّاني: الطَّريقة التي نحن ابتدأنا فيها -ولا نزالُ عليها-لبُعدِنا عن الكمبيوتر والتَّعامُل معه-إلى الآن-؛ فهُنالك طريقتان:
_ طريقة القراءة الدَّقيقة المنهجيَّة، وهذه لا بدَّ فيها مِن التسلسُل العِلمي -إمَّا بالعلوم، أو بالعلم الواحد-على وجهِ التَّدرُّج-، ثم: أي ملاحظة تُسجَّل -سواء أكانت هذه الملاحظةُ فائدةً، أو إشكالًا واستِشكالًا-.
إذا كانت فائدة: فتُقيَّد بطريقةٍ يسهل الرجوع إليها -كما ذكرنا- ولو على طريق الكمبيوتر، أو على دفاتر وبِطاقات، وإن صعبتْ عليه؛ فيُسجِّلها حتى يراجعَها في الكتب الأوسع، والكتب الأطول -من المُطوَّلات-، وهكذا؛ حتى يكون عنده مَلَكة العِلم، وطريقة النَّظر الصَّحيح فيه.
والطَّريقة الثَّانية: طريقة الجَرد؛ [جرد] المطوَّلات -سواء كانت كتب الفقه، أم كتب التَّاريخ، أم كتب الأعلام والتَّراجم، أم كتب العقيدة المُطوَّلة -ككتاب -مثلًا-: "درءِ تعارُض العقل والنقل" لشيخ الإسلام، و"مِنهاج السُّنة"-، هذه الكتب فيها مِن الفوائد ما يجعلُ جَردَك لها ذا فائدةٍ، وذا ثمرة؛ فكيف إذا قُرئت قراءة منهجيَّة دقيقة؟
والأمرُ قد يكون الأمر مُحتاجًا إلى ما هو أطول مِن هذا الشَّرح والبيان؛ لكن هذا مما يليق بهذا المقام...

المصدر: لقاء البالتوك (22/3/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (9:45). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.