عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 07-08-2012, 06:38 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح

سؤال 7. لا بد أن ملازمة فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت لفضيلة الشيخ الألباني - رحمهما الله تعالى – حامل لواء التصفية والتربية، أينعت وأثمرت ثماراً عظيمة طيبة، وأثّرَتْ عليه، وعلى أهل بيته، ومن حوله، في التعامل معهم، وفي تربيتهم التربية الإيمانية، وتعليمهم وتوجيههم.
ومع أنكن أحبتي ما شاء الله تبارك الله أمتعتمونا بأمتع الثمار وأحسنها، فهل من مزيد تحبون أن تضيفونه لنقتدي به ؟.

الجـواب :

أم سعد : أما التصفية فإنه لم يرض بحديث ولا بدعاء إلا إذا كان مخرّجاً ومحقّقا.
كنت أكره ذكر شيئ اسمه موت يخصه، وكان عندي أمل أن يشفيه الله، كنت أقرأ عليه وأرقيه، وأحيانا أحضر له بعض الأدعية، فكان لا يأخذ منها إلا بما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ويقول لي : توكلي على الله، أنا لا آخذ إلا بالوارد المُخرّج والمُحقّق، ادع الله لي بالوارد.

أم عبدالله زهر : كان - رحمه الله - يدعو إلى المنهج الحق منهج السلف الصالح القائم على الدليل في أهل بيته وصحبه بحكمة، ويعلّمه بأسلوب سهل حسن، ويسعى على الأرامل والمساكين، بشوش لا تفارق البسمة وجهه، قنوع بما رزقه الله، رقيق القلب، عظيم التوكل، ملازم الذكر.

أم البراء : أجمل ما فيه أنه متمسك بالتزامه في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح لا يحيد بلا عصبية، غير متحيّز إلى فئة، أو حزب أو جماعة، وزرع ذلك في قلوب أبناءه.

أم سعد : كان - رحمه الله - يطبّق السنة في شؤون حياته كلها،في حياته العملية كلها، في أخلاقه، في عبادته، في صلاته في حِجاته وعمراته، وسائر شؤون حياته قدْرَ استطاعته، كان رفيقا، في تعامله مع أهل بيته ومع الناس، لا يفشي لنا سراً من صديق قط.
كان رحيماً حتى مع أصحاب المعاصي، ويعذرهم، ويدعو لهم، ويقرب إليهم الشرع، ويبصرهم بالحق ويحبّبْهم فيه.

أم البراء : كان - رحمه الله - همه إصلاح ذات البَيْن وخاصة بين الأزواج، وقد تدخّل في حالات كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى، وكان بفضل الله ينجح بها كلها، مع أن الأمور تكون بينهم متوترة جداً ووصلت المحاكم، فيصلح بينهم بأسلوبه الشيق وبالرفق.

أم عبدالله " زهر" : وكان يحب أن يُكرم أولادهُ كثيراً وأن يعطيهم، إن طلبوا حاجةً أو ديْناً، وعندما كنتُ أراجِعُهُ في ذلك وأقول له : سامَحَكَ الله يا أبا عبدالله، أنت تُطَمّعْهُمْ فيك كثيراً، فكان يقول : يا أم عبدالله ... يا أم عبدالله أنا الآن إذا عارضتُهُم في كل شيئ، أخشى أن يظنّوا أني تغيّرت عليهم لأني تزوّجت على أمّهم.
أسأل الله – تعالى أن يُبارك فيه، ويرحمه، ويكرمه في جنات النعيم، ويجعل كتابه في عليين بحق اسمه العظيم الأعظم، وأسمائه الحسنى كلها يارب، وأن يجعل أبناءه وذريته جميعاً على أثره.

أم سعد : أبرز ما كان يميِّز مُعاملة زوجي مع أبناءه أنه كان رفيقاً حليما، صِدقاً والله إني لا أبالغ، حتى أني كنتُ أدهش من رفقه مع أبناءه وبناته وذريته، بل مع الجميع.
كان حريصاً على غرس الإيمان بالله – عز وجل - في قلوبهم، وحريصاً على تبليغهم السنة، وتحبيبهم بها بأسلوب طيب، يوصل لهم المعلومة بالحب والود، رغم اختلاف نفسياتهم.

أم البراء : زَرَعَ في قلوب العائلة حتى الأطفال حُبّ الخير، وفعل الخير والعطاء، وحبّ الفقراء والمساكين، وكنت أفرح جداً عندما أرى أبنائي يبادِرون إلى شِراء مَعونات لهم، ويقتدون بأبيهم يَرجونَ الأجر والثواب رغم صغر سنهم.

كان يحبّ الأطفال كثيراً حتى من غير أبناءه وأحفاده، كان يقترب منهم ويحسن إليهم، فكيف بأبنائه، كان الطفل منهم يقول له : أنت سيدي – جدي – أنت حنون عليّ.

أم سعد : كان يحثّني على إنجاب الأبناء، فأقول له : يا أبا عبد الله المتاعب والتكاليف، فيقول : حرام عليك، الذرية فيها خير كثير، أحسِني التوكل على الله، ولا تقولي إلا خيرا فكنت أستغرب من شدة توكله على الله، وكان يقول تذكري قول الله - تعالى - : {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [سورة النساء : 9].
وكان يكرر هذه الآية الكريمة كثيرا، بالذات قوله - تعالى - : {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} وكان يوصينا في آخر أيامه بقوله : {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}

أم أيمن : كان لا يخرج من البيت، أو يسافر إلا ويستودعهم الله.

أم عبدالله " زهر" : قبل أيام جاءتني إحدى بناتي، تفتقد والدها متألمة باكية، قالت : يا أمي أين يد أبي أقبلها ؟، أين الذي كان يشعر بي دون أن أشكو له، يا أمي أين يد أبي التي كان يمسح بها على وجهي، يعرف حاجتي ويعطيني ويخفف عني دون أن أطلب ؟؟.

أم البراء : من غير كلام، من غير طلب يفهمها، وأي واحدة فينا سواءً نساؤه أو بناته، إذا كان وضعها صعب أو متضايقة، كان يحس فيها، ويعرف حاجتها ويعطيها دون أن تطلب. كان يشعر بالغريب، فكيف لا يشعر بأهل بيته.

أمامة ابنة الشيخ أبو عبدالله : في بداية حياتنا الزوجية كان إذا حصل بيني وبين زوجي خلاف، كان يذهب إليه يستشيره في بعض الأمور فكان زوجي يقول : إنه يعاملني كأني أنا ابنه، وليس زوج ابنته.

وبعد وفاته قال: لأول مرة أشعر بأن الحزن ممكن أن يقتل إنسان - لشدة حزنه على الوالد -.

وقال أيضاً : رحمك الله ما أحسبك إلا كصحابي يمشي على الأرض في هذا العصر.

زينب ابنة الشيخ قالت : إن زوجي لازَمَ الوالد لمدة شهرين ونصف أثناء مَرَضِه، قال له يوماً قبل وفاته : والله يا عم أبو عبدالله ما أحسبك إلا كصحابي يمشي على الأرض.

أم عبدالله نجلاء : من فضل الله - تعالى - على المؤمن أن جعل له علامات تدل على حسن خاتمته، وأرجو أن يكون لأخينا الشيخ الفاضل أبو عبدالله منها خير نصيب، إذ أن ثناء الناس عليه في الدنيا وهو يسمع إحدى العلامات، إحدى البشارات لأهل الجنة، لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصحيح (أهل الجنة من ملأ الله – تعالى - أذنيه من ثناء الناس خيراً وهو يسمع، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً وهو يسمع).

ناهيك عن وفاته مبطونا، وعلى ذِكْر، وَصَبْرٍ واحتساب حتى النفس الأخير، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا - ما شاء الله تبارك الله، عدة علامات، نسأل الله أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يَمُنّ علينا وإياكم بحسن العمل وحسن الخاتمة.


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس