عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 01-16-2020, 02:23 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مقال: من معجزات الإسلام العلمية. لفضيلة الشيخ الإمام الألباني رحمه الله تعالى

[ 15 ]

من معجزات الإسلام العلمية

الإخوة الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نفيدكم بإضافة مقال: من معجزات الإسلام العلمية.

في عدد البارحة من «جريدة العلم» في (19 / شوال / سنة 1375) قرأت خبرًا خلاصته:

«القاهرة: شنق زوج أسود زوجته لأنها أنجبت طفلة بيضاء، وقد سئل كبار أطباء الولادة حول الموضوع، فأجابوا: بأن ميلاد طفلة بيضاء من أب أسود ممكن، خصوصاً إذا كان جدود الزوج بيضاً، ولكن هذه حالة نادرة الحدوث».

فلما قرأت هذا! قلت الله أكبر، صدق الله ورسوله، فإن ما ذكره هؤلاء الأطباء، قد أخبر به سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم - قبل ثلاثة عشر قرناً، وهو النبي الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رجلاً من بني فزارة جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ولدت امرأتي غلاماً أسود، وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل لك من إبل ؟) قال: نعم، قال (فما ألوانها ؟) قال: حمر، قال: (هل فيها من أورق ؟) - وهو الذي يميل إلى الغبرة- قال: إن فيها لورقا، قال: (فأنى أتاها ذلك ؟) قال: عسى أن يكون نزعة عرق، قال: (فهذا عسى أن يكون نزعة عرق)، ولم يُرَخِّص في الانتفاء منه.

فقوله - صلى الله عليه وسلم-: (فهذا عسى أن يكون نزعة عرق)؛ عين ما قاله الأطباء المشار إليهم في الخبر: [إن ميلاد طفلة بيضاء من أب أسود ممكن خصوصًا إذا كان جدود الزوج بيضًا].

فهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (نزعة عرق)؛ فكيف عرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا لو لم يخبره العليم الحكيم - سبحانه وتعالى -، وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [سورة النجم 1 - 4]؛
ويقول: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سورة فصلت 53].

ولهذا الحديث الشريف ذهب جماهير العلماء إلى أنه لا يجوز للأب أن ينفي ولده بمجرد كونه مخالفًا في اللون، وعليه لا يجوز له أن يقتل زوجته من أجل ذلك، فليتأمل في هذا المحرومون من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

وهذا مثلٌ واحدٌ من الأمثلة الكثيرة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية لمعالجة المشاكل الاجتماعية التي يعالجها الغربيون بعيدين عن مدد السماء {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} [سورة النور 40].

محمد ناصر الدين الالباني

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي (22/ 58 - 582)، بواسطة كتاب: مقالات الألباني - جمع: نور الدين طالب.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس