[ابواسامة الأثري]

لقد صليت اليوم صلاة الجمعة خلف خطيب خطب فينا أربعين دقيقة من غير الصلاة ،والجو في بلادنا في هذه الأيام حار جدا ،ولقد رأيت الناس الذين يصلون في التوسعات الخارجية للمسجد قد ابتلت ملابسهم من العرق ،ولقد رأيت بعض الناس في سور المسجد لايجد مكانا يجليس فيه حتى تحت الشمس لا يجد مكانا ،والخطيب يخطب،وكثيرا ما يكثر من التكرار ،ويردد الأيات ،والأحاديث ،والناس في ضجر ،وملل ،وهو وكأنه لا يشعر بما حوله ،ولايدرس الواقع تحته ،حتى دخل بعض الشباب من الباب الخلفي للمسجد ،وأشار إليه بيده بأن الناس بالخارج لايجدون مكانا يجلسون فيه ،وانتهت الخطبة بعد مرور أربعين دقيقة من بدايته، وأنا خطبتي للجمعة عادة ما تتراوح ما بين 20 الى 23 دقيقة في الغالب ،ومع ذلك أراها طويلة وأحاول تقليلها،وتقصيرها.
فيا أيها الخطباء لا تكونوا منفرين فإن في التطويل تنفيرا ،ولا تغتروا ببعض من يطيل خطبه من المشايخ المشهورين في هذا العصر فإنهم مهما بلغوا من العلم ،والفضل ، فإنهم في ذلك قد خالفوا السنة ،ولقد جاء في صحيح مسلم عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو وَائِلٍ : خَطَبَنَا عَمَّارٌ ، فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ ، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا : يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ ، فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا}. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.