عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 04-13-2019, 06:56 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


طلاب الشيوخ


الطلاب ثلاثة:
▪طلاب حفظوا علم شيخهم:
كأكثر أصحاب الأئمة الأربعة رحمهم الله، فرعوا حرمتهم، ودونوا علومهم، واختصروها، وهذبوها، ونشروها في الأفاق، وناظروا عليها، وحكَموا بها، وهؤلاء هم الورثة الحقيقيون لعلم العلماء.
▪وطلاب أضاعوا علم شيخهم: كأصحاب الليث بن سعد فقيه الديار المصرية، وأصحاب إسحق بن راهويه فقيه خراسان، قال الشافعي ويحيى بن بُكَير: (الليث أفقه من مالك ولكن أصحابه ضيعوه).
قلت: ومن طالع مسائل الكوسج التي رواها عن أحمد وإسحق عَلِمَ فضلَ إسحق على أحمد.
▪وطلاب أفسدوا علم شيخهم: كشيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان بعض العلماء إذا ذكر عِلمَ علي رضي الله عنه قال: (قاتلهم الله أي علم أفسدوا) كما أخرجه مسلم في المقدمة.
قلت: ومن هؤلاء في زماننا وقبل زماننا من كذبوا على شيوخهم، وغيروا وبدلوا بعدهم، ونسبوا إليهم مذاهب لا يعرفونها، وتأولوا أقوال شيوخهم على غير مرادها، واستأثروا بالتلمذة عليهم، فانحرف الناس عن علوم الشيوخ بسببهم، وأعرضوا عنها، بل ظنوا بهم السوء، وذموهم.
▪وهناك نوع رابع: وهم طلابٌ أكلوا الدنيا بعلم شيخهم، وباسمه، وعلاقاته، ومعارفه، كبعض أصحاب الخليل بن أحمد الفراهيدي، كما قال النضر بن شميل: (أقام الخليل في خُصٍّ [بيت من قصب] له بالبصرة، لا يقدر على فَلْسين, وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال).
وهؤلاء هم تُجّار العلم، لا كثر الله في الأمة من أشكالهم، ولا صبّحهم الله بالخير ولا مسّاهم.
▪بل هناك صنف خامس: وهم طلابٌ أخذوا علم شيوخهم، ثم ذموهم، فعقُّوا الشيخ الوالد، صاحب الفضل التالد، وداسوا اليد التي كانوا (يبوسوها).
ولأجل ذلك صنف ابن نباتة كتابه: (خبز الشعير المأكول المذموم)، وهذه حال ابن السبكي مع شيخه ابن الذهبي.
فالله المستعان
وكتب
أبو عمر سيف الضميري عفا الله عنه
رجب ١٤٤٠
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس