عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 03-28-2018, 09:00 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي

الحديث المصحف والمحرف وبيان الفرق بينهما
(ضمن دورة تدريس علوم الحديث)
الحلقة (29)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني

خامساً : المصحف
وهو ما وقعت المخالفة فيه بتغيير النقط في الكلمة مع بقاء صورته.
مثال التصحيف في الإسناد : ما ذكره ابن الصلاح في مقدمته من حديث شعبة عن العوام بن مراجم عن أبي عثمان النهدي عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لتُؤَدّنَّ الحقوق إلى أهلها ..".
صحف فيه يحيى بن معين فقال ابن مزاحم بالزاي والحاء فَرُدَّ عليه وإنما هو ابن مراجم بالراء المهملة والجيم.
والحديث في صحيح مسلم من غير رواية عثمان قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل ( يعنون ابن جعفر ) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء".
ومثال التصحيف في المتن : ما رواه ابن لهيعة عن كتاب موسى بن عقبة إليه بإسناده عن زيد بن ثابت " أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم في المسجد " وإنما هو بالراء "احتجر في المسجد بخص أو حصير حجرة يصلي فيها" فصحفه ابن لهيعة لكونه أخذه من كتابٍ بغير سماع ، ذكر ذلك مسلم في كتاب التمييز له.

سادساً : المحرف
وهو ما وقعت المخالفة فيه بتغيير الشكل في الكلمة مع بقاء صورة الخط فيها.
ومثال ذلك : ما وقع لبعض الأعراب فإنه رأى في كتاب من كتب الحديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح البخاري " كان يغدو إلى المصلى والعنزة بين يديه تحمل وتنصب بالمصلى بين يديه فيصلي إليها".
والعَنَزَة : الحربة ، فظنها بسكون النون ثم روى ذلك بالمعنى على حسب وهمه فقال كان النبي -عليه الصلاة والسلام- :" إذا صلى نُصِبَتْ بين يديه شاة".
وكما يقع التحريف في المتن يقع في الإسناد :
ومثاله في الإسناد : أن تجعل بَشِيراً بفتح الباء وكسر الشين بُشَيراً بضم الباء وفتح الشين.

وبهذا نكون قد انتهينا من المخالفات الست التي هي : الإدراج ، والمزيد على متصل الأسانيد ، والقلب ، والاضطراب ، والتصحيف ، والتحريف، وقد جلبنا لذلك حديثنا سابقاً عن المخالفات التي منها الشذوذ والنكارة، وسنكمل بإذن الله في لقاء الغد الحديث عن ما يتعلق بالحديث المردود بسبب الطعن في الراوي، حيث سنتكلم بإذن الله عن النوع السادس من الطعن في الراوي وهو : " الجهالة".
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس