عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-04-2015, 08:58 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي ليس دفاعا عن أبي سعيد و إنما إنزال الناس منازلهم .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:
قال الإمام أحمد رحمه الله: "أحبوا أهل السنة على ما كان منهم, أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة" طبقات الحنابلة .1/ 345
وقال رحمه الله : "إخراج الناس من السنة شديد" كما رواه عنه أبو بكر بن الخلال رحمه الله في السنة بإسناد صحيح .
فعجبا لبعض الناس ممن هم معدودون على طلبة العلم كيف يضيق صدره بكلمة صدرت من بعض إخوانه من أهل السنة فلا يستطيع أن يحملها محملا حسنا أو يجعل له عدرا فيما قال , بل تعجب منه كيف يفرح بالزلة ! فأهل العلم من القديم لا يسلمون من الخطأ في مسائل العلم مع تفاوت ذلك الخطأ , فذلك قصور في مراعاة الحقوق وانحراف عن القصد والاعتدال في باب الدعوة إلى الله قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) .
قال البغوي رحمه الله : هو القول اللين الرقيق من غير غلظة ولا تعنيف , و قال السعدي رحمه الله :
" فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.
ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها" انتهى .
فمابال إخواننا يستعملون القسوة و الغلظة في بيانهم و دعوتهم , بل و يكفرون العشير ! - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (النساء ش قائق الرجال) - فتجد الواحد منهم يلمز أخاه الدي كان معه البارحة في خندق واحد يدبون فيه عن سنة المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه .
قال احدهم معلقا على كلمة صدرت من أخ له:
" سبحان ربي العظيم!! مثل هذا الرَّجل يجد من يجلس إليه ويدافع عنه!!
جاهدت نفسي لحملها على إتمام سماع المقطع على صغره، وحاولت أن أجد في كلام الرجل ما يدل على أنه شمَّ شيئا من العلم فما أفلحت!! - ألم اقل لكم فيه من يكفر العشير فالرجل ربما مزكوم فله عدره أما أنه لم يشم رائحة العلم من الشيخ أبي سعيد فهدا ما يكذبه الواقع , يكفيك يا طالب الحق مؤلفاته و شروحه العلمية - لعلِّي مع هؤلاء أفقد ما عرفت، ويغيب عني ما تعلَّمت.
يا أبا سعيد! اربع على نفسك والزم حدَّك، فإن أمرك مكشوف وحالك مفضوح، وأبناؤنا ـ ولله الحمد ـ عرفوا طريقهم، وتعرَّفوا على شيوخهم وعلمائهم".
قال الشيخ محمد فركوس في نصيحته التربوية " كان هديُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته وعمومِ تعامله: الرفق المنافي للعنف، والرحمة الرافضة للقسوة، واللين الآبي للفظاظة؛ ذلك لأنَّ العنفَ والقسوةَ والفظاظةَ معانٍ مذمومةٌ شرعًا إلاّ ما استثناه الدليل - تشرع الغِلظة والشدة عند لقاء الأعداء في قلب المعركة و التغليظ عند الظلم والتعدي - ووسائلُ لا تأتي بخير في الدعوة إلى الله ولا في غيرها، وهذا المضمون أفْصَحَ عنه التوجيهُ الربّاني في قوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾ [آل عمران: ١٥٩]، ووصف نبيَّه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨]" بتصرف يسير . فلماذا تغيب هذه المعاني العظيمة مع إخوانكم أهل السنة السلفيين !
قال الذهبي رحمه الله في كتابه ميزان الإعتدال جزء 3/ص-141-138
" علي بن عبد الله بن جعفر, أبو الحسن الحافظ
أحد الأعلام الأثبات , وحافظ العصر , ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء فبئس ما صنع، فقال: جنح إلى ابن أبي دواد والجهمية . " إلى أن قال رحمه الله :
" وقد بدت منه هفوة ثم تاب منها، وهذا أبو عبد الله البخاري - وناهيك به - قد شحن صحيحه بحديث على بن المديني، وقال: ما استصغرت نفسي بين يدى أحد إلا بين يدى علي بن المديني، ولو تركت حديث على، وصاحبه محمد، وشيخه عبد الرزاق، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعد، وعفان، وأبان العطار، وإسرائيل، وأزهر السمان، وبهز بن أسد، وثابت البناني، وجرير بن عبد الحميد، لغلقنا الباب، وانقطع الخطاب، ولماتت الآثار، واستولت الزنادقة، ولخرج الدجال.
أفما لك عقل يا عقيلي، أتدرى فيمن تتكلم، وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم ولنزيف ما قيل فيهم، كأنك لا تدرى أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات، بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك، فهذا مما لا يرتاب فيه محدث، وأنا أشتهى أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط ولا انفرد بما لا يتابع عليه، بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الاثر، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها، اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشئ فيعرف ذلك، فانظر اول شئ إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبار والصغار، ما فيهم أحد إلا وقد انفرد بسنة، فيقال له: هذا الحديث لا يتابع عليه، وكذلك التابعون، كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم، وما الغرض هذا، فإن هذا مقرر على ما ينبغي في علم الحديث."
فيا طالب الحق انظر كيف كانت معاملة أهل السنة فيما بينهم فلا إسراف في الأحكام و لا تضييع للحق , فأحبوا أهل السنة على ما كان منهم, أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة كما قال إمام أهل السنة بحق لأن إخراج الناس من السنة شديد.
فالكلمة التي صدرت من الشيخ أبي سعيد إنما صدرت بسبب مخالفتكم المنهج النبوي في باب الرد و النصيحة فكان منه إلا دفع ما بهت به فكل إناء بالذي فيه ينضح .
وأيم الله لو نظرنا في حال السلف وما كانوا عليه من علم وحرص على الأوقات وعمل وعبادة وجهد واجتهاد وجهاد وصدق وأخلاق وزهد وآداب وغير ذلك، أقول لو نظرنا في حال السلف وقارناه بحالنا لذبنا خجلاً وحياء من انتسابنا إليهم .
قال الذهبي رحمه الله في السير :
أَبُو الجَوْزَاءِ أَوْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبَعِيُّ البَصْرِيُّ
مِنْ كِبَارِ العلماء روى: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَالِكٍ، سَمِعَ أَبَا الجَوْزَاءِ يَقُوْلُ: مَا لَعَنْتُ شَيْئاً قَطُّ، وَلاَ أَكَلْتُ شَيْئاً مَلْعُوْناً قَطُّ، وَلاَ آذَيْتُ أَحَداً قَطُّ.
قلت-الذهبي-
انْظُر إِلَى هَذَا السَّيِّدِ، وَاقْتَدِ بِهِ. انتهى .
نعم انظر إلىهَذَا السيد و اقتدي به.

قال أبو العتاهية

أما وَالله إِن الظُّلم شوم
وَمَا زَالَ الْمُسِيء هُوَ الْمَظْلُوم... ستعلم يَا ظلوم إِذا الْتَقَيْنَا
غَدا عِنْد المليك من الملوم


و صلى الله على نبيه و سلم
.
رد مع اقتباس