[أبو معاوية البيروتي]

الحمد لله،
دفنا عمي عصر الأربعاء رحمه الله،
وبعد الصلاة عليه في المسجد،
حملناه إلى باب المسجد،
فذهبتُ لأجلب نعلي،
فوجدتُ مسؤولي الدفن قد وضعوه في السيارة ليذهبوا به إلى المقبرة،
فقلتُ للمسؤول أن يخرجه لنحمله على أكتافنا إلى المقبرة،
فقال : هذا عملنا ونعرف ماذا نفعل،
فقلتُ : لكن السنة أن نحمله على الأكتاف لا تمشي به السيارة ونحن خلفه !
فقال : المسافة بعيدة وستتعبون في حمله،
فقلتُ : لا تتذرّع بأن المسافة بعيدة، فمِن هذا المسجد ومن الموضع الذي تقف فيه حملنا والدي رحمه الله على أكتافنا إلى نفس القبر الذي سيُدفن فيه عمّي، وسنفعل نفس الشيء مع عمي لأنه السنة .
وكان بجانبي ابن عمّي فقال : نعم أخرِجه لنا لنحمله .
فأخرجه، وحملنا عمي رحمه الله على أكتافنا،
وتسابق الأقارب والمعارف في التناوب في حمله والإسراع بتوصيله إلى القبر،
وعندما أنزلوه إلى القبر كشفوا عن وجهه،
فنظرت إلى وجه عمّي رحمه الله،
فكان كالنائم ...

وراسلني العديد من الإخوة معزّين،
وكتب أحدهم : أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويثبته ويبدله دارا خيرا من هذه الدار
أتذكره دائما في مسجد المصيطبة وسليم سلام . اهـ .

اللهم ارحم عمّي محمد، واغفر له ذنبه،
وكفِّر عنه سيئاته،
اللهم نوّر له قبره، واجعله روضة من رياض الجنة،
وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه،
وأدخله الجنة وأعِذه من عذاب القبر .

ومررتُ الآن بعد صلاة الجمعة على المقبرة،
فوجدتُ قد وُضِع رزمتان من ورق الآس على القبر،
فنزعتهما وألقيتهما بعيداً،
والله المستعان .

وللتاريخ،
في إحدى زياراتي لعمّي رحمه الله، سألته عن تاريخ العائلة، فحدّثني بما استحضر في ذهنه،
وكان ممّا أفادني :

توفي والد جدّي محمد البحصلي سنة 1918م .
ولد جدي عبد الحميد سنة 1896م، لكنّ ولادته سُجِّلت بالهوية سنة 1900م، وتوفي سنة 1969م؛ ( ومكتوب على شاهد القبر أنه توفي في 13 رجب 1389 هـ ) حيث حصل معه تسمم من طعامٍ أكله، فنُقِل إلى المستشفى حيث عُولِج لمدة عشرين يوماً ثم توفّاه الله .
والدي عبد الرحمن وُلِد سنة 1934م وتوفي سنة 2008م .
عمّي محمد وُلِد سنة 1943م وتوفي قبل أمس . اهـ .
هكذا أفادني عمي رحمه الله التواريخ بالسنة الميلادية،
وإنا لله وإنا إليه راجعون .