عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 03-02-2012, 03:25 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسباب هلاك هؤلاء الأقوام وتحوّل النعمة عنهم.

أسباب هلاك هؤلاء الأقوام وتحوّل هذه النعمة عنهم.

قال الله – تعالى – : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [سورة هود : 117].

مما تقدم يتبّن لنا أن لهلاك هؤلاء الأقوام وأمثالهم، وتحوّل النعمة عنهم أسبابًا أدت بهم إلى سوء مصيرهم، فكانوا عبرةً لمن يعتبر على مدى الزمان، أذكر منها ما يلي :

1. تكذيب الرسل : قال الله – تعالى – :﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ۞ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ۞ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ۞ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ [سورة القمر : 9 - 12].

2. الكفر : قال الله ـ تعالى ـ : ﴿وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون[سورة النحل: 112].

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من عام بأكثر مطرًا من عام، ولكن الله يصرّفه بين خلقه حيث يشاء. ثم قرأ : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا الآية]. (1) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 592 رقم 2461].

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى – في التعليق على الحديث : [ويستفاد منه أن كمية المطر في كل عام واحدة لكن تصريفه يختلف.
وقال البغوي في معالم التنزيل عقب حديث ابن عباس : وهذا كما روي مرفوعا : (ما من ساعة من ليل ولا نهار، إلا والسماء تمطر فيها، يصرفه الله حيث يشاء).
وذكر ابن اسحاق وابن جريج ومقاتل وبلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : (ليس من سَنَةٍ بأمَرَّ - أي أسوأ - من أخرى، ولكن اللهَ قسّم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا في هذا القَطْر، ينزل منه في كل سَنةٍ بكيلٍ معلومٍ ووزنٍ معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حوّلَ اللهُ ذلك إلى غيرهم فإذا عَصَوْا جميعا، صرف اللهُ ذلك إلى الفيافي والبحار). ا. هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 592 رقم 2461].

3. ظهور الفواحش والمعاصي والإعلان والمجاهرة بها : عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا معشر المهاجرين ! خصال خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين، وشدّة المُؤنة، وجوْر السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنِعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله - عز وجل -، ويتحروا فيما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم). (حديث صحيح)‌. انظر : [صحيح الجامع7978].‌

بِالسِّنِينَ : بالقحط.

قال الله – تعالى – : ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [سورة الأعراف : 13].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ليست السّنةُ بأن لا تمطروا، ولكن السنةَ أن تُمْطروا وتُمطروا، ولا تنبتُ الأرض شيئا) (رواه مسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم : 5447].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

(1) وتمام الآية : ﴿فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا [سورة الفرقان : 50].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس