[أبو معاوية البيروتي]

إمامة الشيخ محمد بن لطفي الصباغ للإمام الألباني في منزله

قال الشيخ محمد بديع موسى في كتابه ((بدع القراء)) (ط. 1437 هـ / 2016 م) :
أذكر أنني كنت مرة مع الشيخ محمد بن لطفي الصباغ في زيارة لشيخنا محمد ناصر الدين الألباني ببيته، فأدركتنا صلاة المغرب، فأَذِنَ شيخُنا للشيخ الصباغ أن يصلّي بنا، فقرأ بسورة الماعون، ووصل بين هاتين الآيتين: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}، فلمّا انتهى كان من أدب شيخنا رحمه الله أنْ سأل الشيخ الصباغ: هل عندكم من جديد في مسألة وصل الآيات حتى نستفيد منه؟ قال: لا، واعترف الشيخ الصباغ بخطئه في ذلك.
والذي يتأمل ترتيل كبار القراء المشهورين، يجد أنهم يلاحظون هذه الملاحظة في الغالب، فيقفون على رؤوس الآي، ولو تعلّق المعنى بالآية التي تليها. اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي:
وفي هذه القصة عدّة فوائد،
منها أدب الإمام رحمه الله في سؤاله الشيخ الصباغ إن كان عنده جديد علم في المسألة ولم يسارع للإنكار عليه،
ومنها أن الإمام يرى جواز أن يصلي الضيف إماماً بصاحب البيت إنْ أذن له، ولي بحثٌ في ((الكناشة)) (894): ((النهيُ عن إمامةِ الزائر للمَزُور في بيته أو سلطانه)) ذهبتُ فيه إلى ترجيح النهي عن إمامة الزائر للمزور مطلقاً، وأنَّ قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إلّا بإذنه)) يختص بالجلوس على التكرمة فقط، فليُنظر.

=================