عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 12-07-2011, 03:13 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

_______

· قولُه تعالى: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } البقرة: 196

- روى أحمدُ والبخاري ومسلم وأصحاب السنن عن كعبِ بنِ عُجْرةَ قال -واللفظ للبخاريِّ-:
وقفَ علَيَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بالحُديْبِيةَ ورأَسي يَتهافَتُ قَمْلاً،
فقال: يُؤْذيكَ هَوامُّكَ؟!(1)
قلتُ: نعم.
قال: فاحْلِقْ رأْسَكَ، أَو قال: احْلِقْ.
قال: فِيَّ نزلتْ هذه الآيةُ { فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ } إِلى آخرِها.
فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: صُمْ ثلاثةَ أَيامٍ، أَو تَصدَّقْ بِفَرَقٍ بَيْنَ سِتَّةٍ، أَوِ انْسُكْ بما تَيَّسَرَ.


- وفي روايةِ عبدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ في الصحيحين:
قال: ما كُنتُ أَرى الجَهْدَ بلغ بك ما أَرى، أتَجِدُ شاةً؟
فقلت: لا.
فقال: فصُمْ ثلاثةَ أَيامٍ، أَو أَطْعِمْ سِتَّةَ مساكينَ؛ لكُلِّ مِسكينٍ نصفُ صاعٍ.
قال ابنُ حجر: لكن روايةُ عبدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ تقتضي أَنَّ التَّخييرَ إنما هو بين الإِطعامِ والصِّيامِ لمن لم يجدِ النُّسُكَ، فحينئذٍ يُحتاجُ إلى الجمعِ بين الروايتين، وقد جُمِعَ بينهما بأوجهٍ:
- منها ما قاله ابنُ عبدِ البَرِّ أَنَّ فيه الإِشارةُ إلى ترجيحِ الترتيبِ لا لإِيجابِه.
- ومنها ما قاله النووي: ليس المرادُ أَنَّ الصيامَ أَوِ الإِطعامَ لا يُجزئُ إِلا لفاقدِ الهَدْيِ، بلِ المرادُ أَنه اسْتَخبرَه هل معه هَديٌ أَو لا؟ فإِن كان واجدَه أَعلَمَه أَنَّه مُخَيّرٌ بينه وبين الصيامِ والإطعامِ، وإن لم يجِدْهُ أعلمَه أَنه مخيرٌ بينهما. ومُحَصِّلُه أَنه لا يلزمُ من سؤالِه عن وِجْدانِ الذّبحِ تعيينُه؛ لاحتمالِ أَنه لو أَعلمَه أَنه يَجدُه لأخبره بالتخييرِ بينه وبين الإِطعامِ والصومِ.
- ومنها ما قال غيرُهما: يحتملُ أَن يكونَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لما أَذن له في حلقِ رأْسِه بسببِ الأَذى، أَفتاه بأنْ يُكَفِّرَ بالذبحِ على سبيلِ الاجتهادِ منه -صلى الله عليه وسلم- أَو بوحيٍ غيرِ مَتْلُوٍّ، فلما أَعلَمَه أَنه لا يجدُ، نزلت الآيةُ بالتخييرِ بين الذبحِ والإطعامِ والصيام، فخَيَّرَه حينئذٍ بين الصيامِ والإِطعامِ؛ لِعلمِه بأنه لا ذَبْحَ معه، فصام لكونِه لم يكن معه ما يُطعمُه. ويوضحُ ذلك روايةُ مسلمٍ في حديثِ عبدِ الله بنِ مَعقَلٍ المذكورِ حيث قال: (أَتِجدُ شاةً)؟ قلتُ: لا. فنزلت هذه الآيةُ.

____________
(1) الهَوامُّ: جمعُ هامَّة، وهي الحشرات ودوابُّ الأَرض.
رد مع اقتباس