عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11-28-2020, 12:22 AM
أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 656
افتراضي

هذه مرثية عادل رفوش المغربي، في الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى أقولها في رثاء الشيخ علي حسن الحلبي رحمه الله و أسكنه الهردوس الإعلى لما لحياتيهما من تشابه :

مَاءُ الحَيَاةِ بِذِي الدُّنْيَا وَإِنْ عَذُبَا == أَخُو السَّرَابِ فَلاَ يَغْرُرْكَ مَنْ شَرِبَا

فَمَا تَطِيبُ كُؤُوسٌ مِنْ مُعَتَّقَةٍ == مَا دَامَ كَأْسُ المَنَايَا صَاحِ مُقْتَرِبَا

فَاعْمَلْ لِتَلْقَى الذِّي تَسْرُرْكَ طَلْعَتُهُ == وَقَدِّمَنْ صَالِحَ الأَعْمَالِ وَالقُرَبَا

فَلَيْسَ يُذْكَرُ بَعْدَ اللَّحْدِ مِنْ نَشَبٍ == إِلاَّ بِصَالِحَةٍ تَسْتَصْلِحُ النَّشَبَا

طُوبَى لِعَبْدٍ أَتَى الدُّنْيَا عَلَى وَجَلٍ == كَمَا أَتَى نَاصِرُ الدِّينِ الَّذِي ذَهَبَا

(طُوبَى لِعَلَم فَارقَ الدُّنْيَا وفتنتها == كَمَا عَاشَ نَاصِرُ الدِّينِ الَّذِي ذَهَبَا)

مَضَى إِلَى اللهِ وَاسْتَوْفَى الّذِي كُتِبَا == وَمَا تَلَوَّنَ بِالدُّنْيَا وَمَا اضْطَرَبَا

وَمَا تَلَوَّثَ فِي أَدْرَانِهَا رَغَبَا == وَمَا تَرَدَّدَ فِي حَقٍّ بِهَا رَهَبَا

بَلْ كَانَ حَيْثُ ثَوَى كَالبَدْرِ مُكْتَمِلاَ == يَعْلُو سَمَاءَ العُلاَ فِي عِزَّةٍ وَإِبَا

مَضَى إِلَى اللهِ يَا لَلْحُزْنِ مِنْ خَبَرٍ == لَوْ أَنَّهُ كَذِبٌ قَدْ أَمْدَحُ الكَذِبَا

أَوْ أَنَّهُ مِنْ كَرَى الأَضْغَاثِ صَاعِقَةٌ == لأَهْجُرَنَّ فِرَاشَ النَّوْمِ وَالأُهُبَا

وَأُعْطِيَنَّ بِتَكْذِيبٍ لَهُ مُهَجَا == وَأَبْذُلَنَّ عَلَيْهِ الوَرْقَ وَالذَّهَبَا

لَكِنَّهُ الصِّدْقُ حَمْداً لِلإِلَهِ عَلَى == مَا أَمْسَكَ الدَّهْرَ مِنْ نُعْمَى وَمَا وَهَبَا

صِدْقٌ يُبَدِّدُ آمَالاً وَيَبْعَثُ مِنْ == أَصْدَائِهِ أَخْوَفَ الآلاَمِ وَالشَّجَبَا

صِدْقٌ أَحَرُّ مِنَ الرَّمْضَا عَلَى كَبِدِي == أَبْقَى الفُؤَادَ عَلِيلاً هَيِّناً وَصِبَا

أَلْوَى بِصَبْرِيَ حَتَّى خِفْتُ مِنْ جَزَعٍِ == وَأَسْبَلَ الدَّمْعَ مُنْهَلاًّ وَمُنْسَكِبَا

وَلَسْتُ وَحْدِيَ أَرْثِيهِ وَأَنْدُبُهُ == فَلَسْتُ إِلاَّ فَتًى فِي عَالَمٍ نَدَبَا

تَبْكِيه أَعْلاَمُ حَقٍّ كَانَ يَحْمِلُهَا == شَرْقاً وَغَرْباً بِأَيْدٍ تَقْهَرُ الأَلَبَا

فَمَا تَرَى بَلَداً إِلاَّ لَهُ أَثَرٌ == فِيهِ وَمُتَّخِذٌ فِي بَعْثِهِ سَبَبَا

فَسَلْ دِمَشْقَ وَسَلْ عَمَّانَ سَلْ حَرَمًا == وَالهِنْدَ وَالمغْرِبَ الأَقْصَى وَسَلْ حَلَبَا

تَجِدْ مَرَاثِيَ فِي الجُدْرَانِ بَاكِيَةً == كَأَنَّ دَمْعَتَهَا قَدْ فَارَقَتْ صَبَبَا

تَبْكِيهِ حُزْناً وَإِجْمَاعاً تَقُولُ لَنَا == أَكْرِمْ بِهِ عَلَماً وَعَالِماً وَأَبَا

سَلْ عَنْهُ طُلاَّبَهُ الأَفْذَاذَ فِي دُوَلٍ == شَتَّى تَجِدْ عَبَرَاتٍ تَسْبِقُ الذَّرِبَا

وَمَا لِنَاظِرَةٍ كَانَتْ تَقَرُّ بِهِ == إلا أَلِيَّتُهَا أنْ تهْجُرَ الطَّرَبَا

إيهٍ تحِقُّ لها الشَّكْوَى فَقَدْ فَقَدَتْ == بِفَقْدِهِ العِلْمَ والإحْسَانَ والأَدَبَا


() زيادة

وإنا لله وإنا إليه راجعون
رد مع اقتباس