عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2023, 04:43 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 804
افتراضي حكم اللعب بكرة القدم ومشاهدتها عند الإمام الألباني

âڑ½ حكم اللعب بكرة القدم ومشاهدتها عند الإمام الألباني
-ج1-

�� قال الإمام الألباني -رحمه الله-:
«...لا شك أن اللعب بالكرة هو شأن كلِّ ألعاب أو شأن كل الألعاب التي تُعرف اليوم إلا ما ندر منها فإنَّ أصلها أعجمي، النَّرد اسمه نردشير مِن فارس، والشطرنج أصله فيما أظنُّ لعله مِن الصين أو غيره مِن البلاد.
الشاهد: كذلك كرة القدم فهذه لعبة وبدعة عصرية جاءتنا مِن البلاد الأوروبية، فإذا أراد المسلمون أنْ يلعبوا بها فأوَّل كل شيء يجب أنْ ينووا التقوِّي -تقوية البدن-؛ استعدادًا لما يجب عليهم أنْ يخوضوا في العهد القريب أو البعيد في لقاء أعداء الله -تبارك وتعالى-؛ فلا بُدَّ -والحالة هذه- أنْ تكون أبدانُهم صلبةً قويَّةً تثبت أمام أعداء الله الأشدَّاء، فقد جاء في الحديث الصَّحيح مِن قوله -عليه الصلاة والسلام-: «إنَّ المؤمن القوي أحبُّ إلى الله مِن المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير»، فلا يخلو المؤمن ولو كان ضعيفًا حتى في إيمانه لا يخلو مِن خيرٍ قد يُنجيه مِن الخلود في العذاب يوم يُقال لجهنَّم: {هل امتلأت فتقول هل مِن مزيد}.
فإذا كانت القوَّةُ مرغوبةً في المسلم؛ فإذًا لا مانع -بل لعلَّه يستحبُّ- أنْ يتعاطى المسلم هذا اللعب بهذه النِّية الصَّالحة، فقد جاء -أيضًا- في «الصحيح» قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- في تفسير الآية الكريمة: {وأعدُّوا لهم ما استطعتم مِن قوة} قال -عليه السلام-: «ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ، ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ، ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ»، فاللعب بالرَّمي سواء كان قديمًا بالقوس، أو حديثًا بالرَّصاص أو القذائف أو نحو ذلك مِن الأسلحة المدمِّرة اليوم؛ فهو مِن الوسائل التي لا بدَّ أنْ يتعاطاها المسلم لتقوية جسمه، ذلك قد يتطلَّب خروجًا عن البلد حتى لا يُصاب بعض المسلمين خطأ بأذى الرَّمي، أما هذه اللعبة -لعبة الكرة-؛ فهذه ليس فيها ما يُخشى منها سوى ما قد أشرنا إليه -آنفًا- ممَّا قد يتعرَّض له اللاعب بالشطرنج؛ فينبغي أنْ نقيِّد الجواز بتلك الشُّروط، ومَن الملاحظ أنَّ أكثر الألعاب وَلْنقُلْ وبخاصة المباريات التي تجري بين فريقين ولو كانا مسلمين؛ فإنِّه لا يُراعى في ذلك حدود الله -تبارك وتعالى-، فقد تفوت اللاعبين بعض الصلوات كصلاة العصر -مثلًا- إذا بدأت المباراة قبل العصر أو صلاة المغرب إذا بدأت المباراة بعد صلاة العصر وقُبيل صلاة المغرب؛ فهذا شرط يشمله ما سبق مِن الكلام، وثمَّة شيء آخر يتعلَّق بهذه اللعبة ومثيلاتها كلعبة كرة السَّلة ونحوها؛ فإنِّ عادة الكفار ما دام أنهم هم الذين ابتدعوا هذه اللعبة أنَّهم يلبسون لها لباسًا خاصًّا، ولباسًا قصيرًا لا يستر العورة الواجب سترها شرعًا؛ فاللباس هذا يكشف عن الفخذ، والفخذ كما صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنَّه قال: «الفخذ عورة»، فلا يجوز للَّاعبَين ولو كانوا متمرِّنين فضلًا عما إذا كانوا مُبارين لغيرهم؛ لا يجوز لهم أنْ يلبسوا هذا اللباس القصير الذي يُسمَّى في لغة الشرع لغة العربية بـ (التُّبَّان)، والتُّبَّان هو السِّروال الذي ليس له كمَّان، ويُسمَّى في بعض البلاد باللغة الأجنبية بـ(الشورت)...
.. لعلها لفظة إنجليزية، فاسمها العربي -احفظوا هذا-؛ لأنَّ مِن الإسلام أنْ نستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى؛ أنْ نستبدل اللفظ العربي باللفظ الأجنبي، أنْ نلغي اللفظ الأجنبي ونحلَّ مكانه اللفظ العربي؛ لأنها لغة القرآن الكريم.
فهذا اللباس التُّبَّان لا يجوز للمسلم أنْ يلبسه أمام أحد سوى زوجته -فقط-، فالذي إذًا يلعب هذه اللعبة أمام مَرأى بعض الناس؛ فذلك حرامٌ لا لذاتها، وإنما لِمَا أحاط بها مِن اللباس غير المشروع، فصار عندنا بالنسبة لهذه اللعبة خاصَّة ألَّا تُلهي كالشطرنج عن بعض الواجبات الشرعية، وبخاصة الصلاة، وثانيًا أن يكون اللباس شرعيًّا ساترًا للعورة، ويأتي ثالثًا أنْ يكون اللَّعب -بما يُسمَّى اليوم اسمًا على غير مسمَّى!- بالرُّوح الرِّياضية، أقول: اسم على غير مسمَّى؛ لأنَّ كثيرًا ما يقع قتال وضرب بين المسلمين المُتبارين فضلًا عن الكافرين، وفي الغرب تقع مشاكل ضخمة جدًّا يروح فيها قتلى، وهم يزعمون أنَّ المقصود مِن هذه الألعاب هو تنمية الرًّوح الرِّياضية، والمقصود بها بطبيعة الحال أنَّ الإنسان لا يحقد إذا ما شعر بأنَّ خصمَه سيتغلَّب عليه أو تغلَّب عليه فعلًا، فالمسلم لا يحقد ولا يحسد؛ فلا ينبغي أنْ تصبح هذه اللعبة أداةَ إفسادٍ للأخلاق؛ فحينذاك ولو توفَّرت الشروط أو الشرطان السابقان مِن حيث عدم أن يكون سببًا لإضاعة الصَّلوات أو لكشف العورات، فلو فرضنا أنَّ هذه اللعبة خَلَتْ من هاتين الظَّاهرتين المخالفتين للشرع، ولكنها تُنمي وتقوِّي في نفوس اللاعبين بها روح الانتقام والحقد والتغلُّب بالباطل على الخصم؛ فحينذاك يكون هذا الأمر مِن جملة الأسباب التي ينبغي منع تعاطي هذه اللعبة.
فإذًا الأصل -ألخِّص الآن ما تقدم- الأصل في الملاهي التي يلهو بها الناس -ما عدا الأربع الخصال المذكورة في حديث جابر- أنَّها باطلٌ -لغوٌ لا قيمة له-، ولا ينبغي للمسلم أنْ يضيِّعَ وقته مِن ورائها؛ اللهمَّ إلا إذا حَسُنَتِ النِّية، ولا أقل فيها أنْ يكون المقصود الترويح عن النَّفس مع ملاحظة الشُّروط التي سبق ذكرها».
[«فتاوى جدة»- شريط: (13)- بتصرف]

�� «السائل: هل يجوز مشاهدة المباريات الرِّياضية لكرة القدم على التَّلفاز مع العلم بأنَّ لباس اللاعبين ليس شرعيًا؟
الشيخ: يجوز مشاهدة المباراة إذا كانت لا تشغل المشاهد عن القيام ببعض الواجبات الدِّينية، كالمحافظة على أداء الصَّلاة في وقتها ومع الجماعة إذا كان مجاورًا للمسجد، ونحو ذلك مِن الأمور التي لا تخفى على المسلم.
السَّائل: طيب يا شيخ -الله يعطيك العافية-: يلبسون قصير لبسهم نصف قصير، يعني ما يستر العورة؟!
الشيخ: بارك الله فيك، هذا اللباس القصير لو كان أمامك الشخص كما ترى في الطرقات فوجهت بصرك إلى العورة، فهذا فعلًا لا يجوز، وهذا أمر واضح ولكن بالنسبة للمباراة التي أنت تسأل عنها، أولا: لا يتوجه بصر الناظر إلى المباراة إلى العورة، لأنه ليس هناك مجالًا لتمكين البصر في العورة، فليس الأمر في التلفاز كالأمر في العراء، يعني ليس النظر في المباراة كالنظر في الأعيان والأشخاص حينما يكونون حقيقة أشخاصًا، فهناك يمكن أن تقع الفتنة كما أشار - عليه السلام - إلى ذلك بقوله: «كُتِبَ على ابن آدم حظُّه من الزنا؛ فهو مدركه لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يصدِّق ذلك كلَّه أو يكذِّبه»، هذا التسلسل المنطقي الذي يمكن أن يقع في الأشخاص الحقيقيين، المرتبة الأولى هي النظرة، وكما قال -عليه السلام-: «النَّظرة الأولى لك والثانية عليك»، هذه النَّظرة الثانية لا تتحقَّق بالنسبة للمباراة، هذا هو الفرق الذي نراه في ذلك، ولهذا ما دندنا حول النَّظر، لأنَّه هذا النظر في الصورة المنشورة في التلفاز -والحالة هذه- ليست كصورة المرأة المذيعة مثلًا، والتي تثبت أمامك بشعرها ونحرها وذراعها فأنت أو أنا أو غيرنا يُمكِّن نظره منها فهذا لا يجوز، أما المباراة فهي تصرف همة الناظر إلى أن يمتِّعَ بصره بالنظر إلى أفخاذ اللاعبين، لعله وضح لك الفرق -إن شاء الله-؟».
[«فتاوى عبر الهاتف والسيارة»- شريط: (184)]

يتبع -إن شاء الله-
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس