عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-09-2022, 09:27 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مـــــا أشبه اليوم بالبارحـــــة

مـــــا أشبه اليوم بالبارحـــــة

من خلال محاولات محمومة شعواء تُشَنُّ ما بين الفينة والفينة من هنا وهناك، حملات الإساءة إلى نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أزكى البشرية وخير البرية لتشويه سيرته والنيل منه ومن شرعه وأهل بيته وأمته حقدًا وحسدا؛ وتحت مسمَى حرية التعبير؛ ومـــــا أشبه اليوم بالبارحـــــة؛ هذه المحاولات آذت قلب كل مؤمن محب لله تعالى، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، أشدَّ الإيذاء؛ آذت قلب كل مسلم غيور على دينه، وعقيدته؛ فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أحبِّ إلينا من كل حبيب، وأعز علينا من كل عزيز وقريب بعد الله تبارك وتعالى.

ولكن لن يضر السحاب في السماء نباح الكلاب، ولن يضير نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، عبّاد بوذا والبقر؛ ولا حسد الحاسدين، الذين حسدونا حتى على السلام والتأمين، وقد لعن الله تعالى كل من يؤذيه - سبحانه - ويؤذي رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتوعّدهم بعذابٍ أليم؛ فقال جلَّ شأنه: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب 56 - 58].

لن تضير هذه الحملات الحاقدة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ أنه شامةٌ في جبين التاريخ، وما أشرقت الشمس ولا غربت على أطهر منه نفساً، ولا أزكى منه سيرة، ولا أسخى منه يدا، ولا أبرَّ منه صلةً ولا أصدق منه حديثاً، ولا أشرف منه نسباً، ولا أعلى منه مقاماً.

نصَرَهُ الله - تبارك وتعالى - بالرعب من مسيرة شهر، وأكرمه الله تعالى بأنه أول من ينشق عنه القبر يوم الحشر، امتنَ عليه بالمقام المحمود، وبالشفاعة العظمى يوم الموقف العظيم، يوم القيامة، يوم يعتذر عنها أبو البشر آدم، وأولو العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام، ويقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (أنا لها أنا لها). فهو أول شافع، وأول مشفع، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، سيد ولد آدم ولا فخر، أول من يدخل الجنة، وأمته من بعده، وهذا من فضل الله تعالى وكرمه. والحمدلله رب العالمين

فالله ... الله يا مسلمين !! إن من يعملون جاهدين على هدم الدين، وتشكيك الناس في معتقداتهم، هل سيتورَّعون عن الإستهزاء بدبينا الحنيف، وبنبينا وحبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وبأهل بيته؛ ناهيك عن أمته ؟؟؛ وهل سيبالون بالأعراف والمواثيق الدولية، التي يتباكى الناس عليها ؟.
أم هل ستهزُّهم الاحتجاجات والاعتراضات المقدمة إليهم ؟؟. وهل تكفي المطالبة بالاعتذار لمنع تلك الإساءات لاحقاً منهم، أو منع غيرهم من ملَة الكفر والشرك والإلحاد الذين يتربصون بنا الدوائر ؟؟.
قد يفعلون خوفًا على مصالحهم؛ لكن ليس لأجلنا، لا حبًا ولا كرامة؛ إنهم قومُ مادة؛ الحياة عندهم مادة، إن وجدوا البديل عادوا لما كانوا عليه وربما أسوأ، ولن يرضوا حتى تُتَّبَع ملتهم؛ قال الله - تعالى -: ﴿إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تُسأل عن أصحاب الجحيم ۞ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولى نصير [البقرة: 119 - 120].

اللهم إنا نعتذر إليك على تقصيرنا وإسرافنا في أمرنا؛ تكالبت علينا الأمم حتى تجرأت على النيل ممن تهون دونه أرواحنا وأبناؤنا وأموالنا وأهلونا.

الله أكبر ... كم هو حَريَ بنا نحن كمسلمين وكل من امتنَ الله عليه بنور الهداية وحمل أمانة هذا الدين، أن يغضب لله تعالى، وينتصر لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ الله أكبر ... كم نحن بحاجة إلى أن نثوب إلى رشدنا، ونراجع أنفسنا قبل أن نلوم غيرنا؛ كم نحن بحاجة إلى أن نتأدب مع ربنا الله - تبارك وتعالى -، ومع نبينا صلى الله عليه وسلم قبل أن نطلب ذلك من غيرنا، وأكرر: قبل ان نطلب ذلك من غيرنا.

أليس من بيننا نحن المسلمين من يسمَون بشهادة الميلاد مسلمين، يعتقدون بالعقائد الشركية والعلمانية، والإشتراكية، والفرق الضالَة المنحرفة، ويبثون بذورها جهرة وخفية ؟؟. أليس من بيننا من أبناء جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا من يشتم الذات الإلهية، ويسب الدين ؟ وقد يكونون آباء وأمهات ومربَين !! فمن القدوة لأبناء المسلمين ؟.
ألا تطلق النكات على الله تبارك وتعالى و ملائكته وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من خلال الهواتف النقَالة وشبكات التواصل وغيرها من وسائل الإعلام، وبأيدي المسلمين في عقر ديار المسلمين ؟؟.
ألا يستهزأ بالملتزمين والصالحين؟؟ ألا يوصفوا بأقذع الصفات حتى من المقربين ؟.

الله ... الله يا مسلمين !! لتكن ردود الفعل على ما حدث وما يحدث ردودًا إيجابية، وليس فقط مجرد مظاهرات، واحتجاحات، وشعارات، وخطب وجمل حماسية يتغنى أصحابها بذكر النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه، وبالماضي العريق للمسلمين والتحسُّر عليه؛ دون التأثر بماض وحاضر ولا بأخذ العبرة منه؛ ومما صاروا إليه؛ وقد يكون لسان حالهم ومقالهم، بعيدًا كل البعد عن منهجِ من يدافعون عنه ويحتجَون لأجله، «نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم».

فحري بنا أن نملأ شغاف القلب بحبه بعد حب الله عز وجل، والتأسي به؛ فهو القدوة الصالحة، والأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، والصلاة والسلام عليه كلما ذكر، إذ أنَ صدق المحبة يتجلَى في طاعة الله تبارك وتعالى، وحسن الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحياء السنن المتروكة، وإماتة البدع؛ قال الله تعالى: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ۞ قل أطيعوا الله والرسول فإن تولَوا فإنَ الله لا يحب الكافرين [سورة آل عمران: 31 - 32].

وعلى ذلك فإن الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم وعن شرعه الذي جاء به؛ والحفاظ على سمعة الإسلام، ناصعة نقية، وكذلك الحفاظ على سمعة النبي صلى الله عليه وسلم، واجب ومسؤولية كل أحدٍ من المسلمين.
وما أجمل أن يكون ما حدث حافزًا قويًا لنا على التغيير، تغيير أنفسنا من الداخل إلى الأفضل، إلى العمل بكتاب الله تبارك وتعالى، وما جاءنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على فهم سلفنا الصالح ... على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه - رضي الله عنهم -، فهم الفرقة الناجية الذين فتحوا البلاد وقلوب العباد، سارعوا بالتوبة، والإنابة، والتقرب إلى الله - تعالى - بالطاعات والمسابقة إلى الخيرات -، فمكَن الله لهم دينهم الذي ارتضى لهم. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ [سورة الرعد: 11].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس