عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 03-30-2011, 12:34 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي نحن والسياسة. لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي – حفظــه الله تعالى -.

نحن والسياسة

لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي – حفظـــه الله تعالى -.

النظر في واقع الأمة يُحيّر الألبــّاء، ويُدهِشُ الأذكيـاء، وَيوقـِـعُ اليأسَ في قلوب الضعفــاء !.

والسعي في وجوب إخراج هذه الأمــّــة من مصائبها، والمُضِيّ بها إلى عِزّها والإنطلاق بها إلى نهضتها : أمر لازم على كل مسلم قادرٍ - على حسبِ استطاعته وقدرته -.

والمَسلك الذي لا طريقَ سِواه، ولا حَـلّ غيره، هو ربط الأمــّــة بماضيها، ووصلها بتراث أسلافها، وإقامتها على جادّةِ كتابِ ربها - سبحانه – وسنة نبيّها – صلى الله عليه وسلم -.

فهذه قضايا ثلاثٌ مهمـــّـــةٌ - غايـــَـــةً - :

1.
معرفة حاضر الأمـــّـــة.

2. معرفة وجوب الإخلاص.

3. معرفة سبيل النجاة.

وهذه القضايا مرتبطٌ بعضها ببعض، وآخِذٌ بعضها برقابِ بعض، فلا تنقصِمُ عُراها، ولا تتجزّأ أحكامها.

ونحنُ - دعاةُ السنة - حريصونَ الحرصَ كلّه على هذا الإرتباط الوثيق بهذا النظر العميق، بعيداً عن كثرة القيلِ والقال، أو الطيران في أجواء الخيال.

مِن أجلِ ذا فإننا سائرونَ على نَهجِ التأصيل العقدي، والتربية المنهجيـــّـــة، والبنــــاء الفكري – في ضوء طريقة التصفية العلمية، والتربية الإيمانية - فيما سَيُنتِجُ بعدُ خلاصاً أكيداً من دركات سوء الأحوال إلى درجات العزّةِ والكمال، بمنـّــة ذي العِزّةِ والجلال.

وهذا السيرِ الحثيث لا يمنعنا – شرعاً ولا واقعا - ًمِنَ التطرّقِ – أحياناً - لبعضِ القضايا التي تُشغِل عامـــّـــة الناس، وتُردَّدُ على مسامِعِهم عِبرَ الخُطبِ والمنابِر، فضلاً عن وسائل الإعلام الرّسمية أو الخاصـــّـــة، ليعلموا مِن ذلكَ القول الحقّ الخالي مِنَ التشويه، والنقيّ مِن شوائبِ التمويه...

والإعراض عن مِثلِ هذه الطرق يُسمى عِندَ فِئاتٍ مِنَ (الناس) هروباً عن الواقع، أو جهلاً بالسياسة !!.

ونحن - دُعاةُ السّنّة و طلبـــةُ العلم – لسنا نَعيشُ تبعاً لأهواء العامـــّـــة، أو أذواق الخاصـــّـــة، وإنما ننطلق فيما نُبقي أو نَذَر مِن قواعِـــدَ علمـــــيّـة راسخة، مبنيةٍ على فتاوى العلماء، وإرشادات الكبراء مِن أهلِ العلم والفقهاء.

وعليه، فإنّ طـَرْقَـَنا لبعضِ تلكَ (المواضيع) – أو تَرْكَنا لها – إنما هو في حَدّ ذاته نظرةً سياسية ... لكنها شرعية :

فالسياسة الشّرعية هي : رعايَةُ شؤونِ الأمـــّـــة بما يُصلح أحوالها على ضوء الكتاب والسنة.

فليست السياسة (عندنا) مَطِيـــّـــةً جماهيريّة..

وليست السياسة (عندنا) تأثيراً حماسيـــًّــا..

وليست السياسة (عندنا) أسلوباً تهييجيـــًّــا..

وليست السياسة (عندنا) أساساً تغييريـــًّــا..

بل السياسة الحقــــّـــة : تعريف الأمـــّـــة بحقيقــَــــة الداء.

السياسة الحقــــّـــة : الخروج مِن السياسات الباطلة ... ذات الآراء العاطِلــــــة ...
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [سورة النساء : 83].

السياسة الحقــــّـــة :
إرشادُ الأمـــّـــة إلى مَعايير الهُدى، وأصول الإستِقامــــــة، لنأخذَ بأيديـــــها إلى ما فيهِ سعادتُها وانتعاشُها - ديناً ودنيا -.

والهادي هو الله، وهو – سبحانه – المستعان. [انتهى كلامـــه].


جزى الله - تعالى - شيخنا الفاضل العلامـَـــة علي بن حسن الحلبي خير الجزاء، وحفظه منارةً للهدى، وبارك فيه،
ونفع بعلمه.

_____
المرجع :

كتاب : [ السلفية لماذا ؟؟ معاذاً وملاذا. ص 114 – 116].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس