.
ما يَدري أَيُخثِرُ أَمْ يُذيبُ.
يضرب في اختلاَط الأمر.
قال البكري: وأصله في الزُّبد يُذابُ فيَفسُد على صاحبِه، فلا يدري أَيجعلُه سمناً أم يتركه زُبداً. ومنه قول بشر بن أبي خازم:
وكُنتم كذاتِ القِدرِ لم تَدرِ إِذْ غلتْ ... أَتُنزِلُها مذمومةً أَم تُذِيبُها
وقَالَ الأَصمعي : أصل هذا أنّ المرأةَ تَسْلأُ السمنَ فيرتَجِنُ، أي يختلط خاثره برقيقه، فلاَ يصفو، فتَبْرَمُ بأَمرها؛ فلا تدري أتوقِدُ هذا حتى يصفوَ؛ وتخشى إن أوقدَتْ أَن يحترقَ، فلا تدري؛ أَتُنزلُ القدرَ غيرَ صافية، أم تتركها حتى تصفوَ. وأنشد أبن السكيت:
تَفرّقتِ المُخَاضُ على يَسارٍ ... فما يَدري أيخُثِرُ أمْ يُذيبُ
وفي معناه أنشد ابن الأعرابي:
أَعْيَيْتَـني كلَّ العَيا ءِ فلا أَغَرُّ ولا بَهيمُ
يقال: سَلأْتُ السمنُ واسْتَلأْتُهُ، وذلك إذا طُبِخَ وعولِجَ، والاسم السِلاءُ بالكسر.