.
· لبِستُ له جلدَ النَّمِرِ.
يُضربُ في إظهار العداوة وكَشْفها.
- قال في "جمهرة الأمثال":
معناه: أَظهرتُ له العداوةَ الشديدةَ. وجعلوا النَّمِرَ مثلا في ذلك لأنه من أَجرأِ السَّبُعِ وأَشَدِّه، وأَقلِّه احتمالا للضَّيْمِ.
ويقولون: "تَنَمَّرتُ له" أَي: صِرتُ له مثلَ النمِرِ، أُوقِعُ به ولا أَحتمله.
قال عمرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ:
قومٌ إِذا لبسوا الحديدَ ... تَنَمَّروا حَلَقا وقِدًّا
- جاء في "شرح كتاب الأمثال":
العربُ تَكْنيِ بلُبْسِ هذه الجلود عن أَحوال السباعِ التي هي عليها؛ فإذا أرادوا الشدةَ والجرأَةَ قالوا: جلدَ النَّمِرِ؛ لأنه أجرأُ السباعِ وأَعداها وأَخفِّها وثباً، وأذكاها قلباً، وهو يقتل الأسدَ؛ لأَنه يجمعُ جَراميزَه(1) فيَثِبُ على ظهرِه فيَنْتَهِشُه ويأكلُ لحمَه وهو حيٌّ، حتى يَسقُطَ لفِيهِ.
قال الشاعر:
فَطَوْراً تَرَانَا في مُسُوكِ جِيَادِنَا ... وَطَوْراً تَرَانَا في مُسُوكِ الثَّعَالِبِ
يقولُ: طَوراً ترانا كجِيادِنا، أَي: كخَيلِنا في الجرأةِ والإقدامِ إذا رأينا مَقدَماً، وطوراً ترانا كالثعالب في الرَّوَغان إذا رأينا أَنَّ الإِحجامَ حَزْمٌ، والنكوصَ سياسةٌ، كما قال زيدُ الخيل:
أُقاتلُ ما كان القتالُ حَزامَةً(2) ... وأَنجو إِذا لم يَنْجُ إِلا المُكيّس
_______________
(1) الجَرَامِزُ: قَوَائِمُ الوَحْشِيِّ وجَسَدُهُ. (القاموس).
(2) حَزُمَ الرجلُ حَزَامَةً فهو حازِمٌ.
.