عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-21-2010, 10:33 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

· قال اللهُ – عزَّ وَجَلَّ – في سورةِ البقرة:
{ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}.
- روى أحمدُ في مسندِه عن ابنِ عباسٍ قال:
أقبلت يهودُ إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أَبا القاسمِ! إنا نسألك عن خمسةِ أشياءَ, فإنْ أَنْبأْتنا بِهِنَّ عرَفْنا أَنّك نَبِيٌّ واتَّبعناكَ. فأَخذ عليهم ما أَخذ إسرائيلُ على بَنِيهِ؛ إذ قالوا: { اللهُ على ما نَقُولُ وَكِيلٌ },
قال: هاتوا.
قالوا: أَخْبِرْنا عن علامَةِ النّبِيِّ.
قال: تَنامُ عيناه, ولا ينامُ قلبُه.
قالوا: أَخْبِرْنا كيف تُؤنِّثُ المرأَةُ, وكيف تُذْكِرُ؟
قال: يَلتَقِي الماءانِ, فإذا علا ماءُ الرجلِ ماءَ المَرأةِ أَذْكَرتْ, وإذا علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرجلِ أَنَّثَتْ.
قالوا: أَخبِرْنا ما حَرَّم إسرائيلُ على نفسِهِ؟
قال: كان يَشتكي عِرْقَ النَّسَا, فلم يَجِدْ شيئاً يُلائِمُه إلا أَلبانَ كذا وكذا, - قال أَبي: قال بعضُهُم: يعني الإِبلَ - فَحَرَّم لُحومَها.
قالوا: صَدَقْتَ.
قالوا: أَخبِرْنا ما هذا الرَّعدُ؟
قال: مَلَكٌ مِنْ ملائِكةِ اللهِ - عزَّ وجَلَّ - مُوَكَّلٌ بالسَّحابِ, بيدِه – أو: في يَدِه- مِخْراقٌ(1) مِنْ نارٍ يَزْجُرُ به السَّحابَ؛ يَسُوقُه حيث أَمرَ اللهُ.
قالوا: فما هذا الصوتُ الذي يُسْمعُ؟
قال: صوتُه.
قالوا: صدقتَ, إِنّما بقيت واحدةٌ, وهي التي نُبايِعُكَ إِنْ أَخبَرْتنا بها؛ فإِنَّه ليس مِنْ نَبِيٍّ إلا له مَلكٌ يأْتيه بالخبرِ, فأَخبِرْنا مَنْ صاحِبُكَ؟
قال: جبريلُ - عليه السلام -.
قالوا: جبريلُ! ذاك الذي يَنْزِلُ بالحَرْبِ والقِتالِ والعذابِ عَدُوُّنا, لو قلتَ: مِيكائيلَ الذي ينزلُ بالرحمةِ والنباتِ والقَطْرِ, لَكانَ.فأنزلَ اللهُ - عزَّ وجَلَّ-: { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ } إلى آخرِ الآيةِ.
- قال الشيخ شعيبُ الأَرْنَؤوطُ مُعَلِّقاً على الحديثِ:
حَسَنٌ, دونَ قِصَّةِ الرَّعْدِ؛ تَفَرَّدَ بها بُكَيْرُ بِنُ شِهابٍ, وهو لم يَرْوِ عنه سِوى اثْنَيْنِ, وقال أَبو حاتم: شَيْخٌ! وقال الذهبيُّ في: "الميزان": عِراقيُّ صَدوقٌ. وقد تُوبِعَ على حديثِه هذا سِوى قِصَّةِ الرّعد, فهي مُنْكَرةٌ(2).
- قال الطبريُّ في تفسيرِه:
أَجمعَ أَهْلُ العِلمِ بالتأْويلِ, جميعاً, على أَنَّ هذه الآيةَ نزلتْ جواباً لليهودِ مِنْ بني إِسرائيلَ؛ إذ زعموا أَنَّ جبريلَ عَدُوٌّ لهم، وأَنَّ ميكائيلَ وَلِيٌّ لهم.
ثم اختلفوا في السببِ الذي مِنْ أَجلِه قالوا ذلك؛ فقال بعضُهم: إِنَّما كان سَبَبُ قِيلِهم ذلك مِنْ أَجلِ مُناظرةٍ جرتْ بينهم وبين رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- في أَمْرِ نُبوَّتِه.
وقال آخرون: بلْ كان سببُ قِيلِهم ذلك مِنْ أَجلِ مُناظَرَةٍ جرتْ بينَ عمرَ بنِ الخطابِ - رضي الله عنه- وبينهم في أَمْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم-اهـ. ثم ساق أَسانِيدَه إلى كلٍّ مِنْ أَصحابِ القَوْلين.
-----------
(1) قال في "النهاية": وهو في الأَصْلِ ثَوْبٌ يُلَفُّ, ويَضْرِبُ به الصِّبيانُ بعضُهم بعضاَ, أراد: أَنّه آلةُ تَزْجُرُ بها الملائكةُ السَّحابَ وتَسُوقُه, ويَفَسِّرُه حديثُ ابنِ عباس: " البَرْقُ سَوْطٌ مِن نُورٍ تَزْجُرُ به الملائكةُ السحابَ ".
(2) قِصَّةُ الرعدِ رواها الترمذي في سُنَنِه, وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. وصحَّحَها الألبانيُّ, وقد أوردها في "السلسلة" برقم: (1872) وقال بعد تفصيلٍ: وجُملةُ القَوْلِ أَنَّ الحديثَ عندي حَسنٌ على أَقَلِّ الدَّرجاتِ. وفي البابِ آثارٌ أُخرى كثيرةٌ، أَوْردها السّيوطيُّ في " الدُّرِّ المَنثور" ، فَلْيُراجِعْها مَن شاء.
رد مع اقتباس