عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-23-2011, 06:27 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي قضاء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

قضاء أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -.

عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: (لقد كان يكون على الصيام من رمضان فما أقضيه حتى يجئ شعبان) (متفق عليه). أخرجه البخاري (4/ 166 - فتح) ومسلم (3 /154 - 115) وكذا مالك (1/ 308/ 54) وأبو داود (2399) وابن ماجه (1669) وابن خزيمة (2046 - 2048) والبيهقي (4/ 252) من طرق عن يحيى بن سعيد عن أبى سلمة قال: سمعت عائشة تقول: فذكره.

وزاد مسلم: (الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو برسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
وفى رواية له : (وذلك لمكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).


وهى عند البخاري من قول يحيى بن سعيد، فهى مدرجة ويؤيده رواية أخرى لمسلم بلفظ: (فظننت أن ذلك لمكانها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، يحيى يقوله).

ثم أخرجه مسلم وابن الجارود (400) من طريق محمد بن ابراهيم عن أبى سلمة به دون الزيادة بلفظ: (إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما نقدر على أن نقضيه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يأتي شعبان).

وله طريق أخرى عنها بلفظ: (ما كنت أقضى ما يكون علي من رمضان الا في شعبان، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم). أخرجه الترمذي (1/ 150) وابن خزيمة (2049 - 2051) والطيالسي (رقم 1509) وأحمد (6/ 124، 131، 179) عن اسماعيل السدي عن عبد الله البهي عنها) وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح).


**********************

وفي كتاب تمام المنة في التعليق على فقه السنة قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى:

ومِن (قضاء رمضان)

قوله: يعني سيد سابق رحمه الله: [قضاء رمضان لا يجب على الفور بل يجب وجوبا موسعا في أي وقت وكذلك الكفارة].

قلت: -والقول لشيخنا الألباني-: هذا يتنافى مع قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران: 133]؛ فالحق وجوب المبادرة إلى القضاء حين الاستطاعة وهو مذهب ابن حزم 6 / 260 وليس يصح في السنة ما يعارض ذلك.

وأما استدلال المؤلف على عدم الوجوب بقوله:

[فقد صح عن عائشة أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان. رواه أحمد ومسلم ؛ولم تكن تقضيه عند قدرتها على القضاء].

فليس بصواب لأنه ليس في حديث عائشة أنها كانت تقدر أن تقضيه فورًا؛ بل فيه عكس ذلك؛ فإن لفظ الحديث عند مسلم (3/ 154 - 155): (كان يكون على الصوم من رمضان؛ فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان؛ الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو برسول الله صلى الله عليه وسلم).

وهكذا أخرجه البخاري أيضا في (صحيحه) خلافًا لما أوهمه تخريج المصنف؛ وفي رواية لمسلم عنها قالت: (إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي شعبان).

فالحديث بروايتيه صريح في أنها كانت لا تستطيع ولا تقدر على القضاء قبل شعبان وفيه إشعار بأنها لو استطاعت لما أخرته فهو حجة على المؤلف ومن سبقه؛ ولذلك قال الزين بن المُنَيِّر رحمه الله:

[وظاهر صنيع عائشة يقتضي إيثار المبادرة إلى القضاء لولا ما منعها من الشغل؛ فيشعر بأن من كان بغير عذر لا ينبغي له التأخير].

واعلم أن ابن القيم والحافظ وغيرهما قد بيَّنا أن قوله في الحديث: (الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو برسول الله صلى الله عليه وسلم مدرَج في الحديث؛ ليس من كلام عائشة؛ بل من كلام أحد رواته؛ وهو يحيى بن سعيد؛ ومن الدليل على ذلك: قول يحيى في رواية لمسلم: (فظننتُ أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم).

ولكن هذا لا يخدج فيما ذكرنا؛ لأننا لم نستدل عليه بهذا المدرج؛ بل بقولها: (فما أستطيع ... والمدرَج إنما هو بيان لسبب عدم الاستطاعة؛ وهذا لا يهمنا في الموضوع؛ ولا أدري كيف خَفِيَ هذا على الحافظ حيث قال في خاتمة شرح الحديث:

[وفي الحديث دلالة على جواز تأخير قضاء رمضان مطلقا؛ سواء كان لعذر أو لغير عذر؛ لأن الزيادة كما بيناه مدرجة ...]. ؟!

فخفي عليه أن عدم استطاعتها هو العذر. فتأمل] ا هـ. [كتاب تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص 421 - 423]


يتبع -إن شاء الله تعالى- [/color]
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس