عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-23-2011, 04:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تداخل العبادات وأقوال العلماء في حكمه؛ صيام الست من شوال؛ وفوائد في قضاء صيام الفوائت

تداخل العبادات وأقوال العلماء في حكمه؛ صيام الست من شوال وفوائد في قضاء صيام الفوائت

الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ وعلى آله وصحبه أجمعين؛ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

في ميدان يتنافس فيه المتنافسون، تتوالى على المؤمن مواسم الخيرات، وأنواع الطاعات والقربات، ليس في «شهر رمضان» فقط، بل على مدار العام، فبعد أن أدى المسلمون الفريضة في شهر رمضان شهر القرآن والصيام والقيام، وصلة الأرحام، شهر التميز والانضباط، وحبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، حث رسول الله ﷺ على أن يُتبَعَ بصيام سِتٍ من شوال، لما له من عظيم الأجر؛ وحث على العمل الصالح في الأيام العشر من ذي الحجة ومنها الصيام؛ وعلى صيام الأيام البيض «الثالث والرابع والخامس عشر» من الشهر الهجري؛ وثلاثة أيام منه؛ وعلى صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء؛ ويوم عرفة وغيرها؛ وبيَّن أجورها.

وللعلماء أقوال في جمع النيات لمن يخشى أن لا يدرك هذه الأجور العظيمة؛ ويسميه العلماء: «تداخل العبادات»
وقد اختلفوا في هذه المسألة على قولين:

1. فمنهم من قال: لا يصحّ التداخل بين الفريضة والنافلة، كالجمع بين صيام الفرض والنافلة؛ وبهذا قال بعض الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وعلّلوا قولهم بأن كلًّا منهما عبادة مستقلة مقصودةٌ بذاتها، لا يصحّ تداخلهما بنية واحدة، فالتداخل بينهما غير جائز.

2. ومنهم من قال: يصحّ التداخل بين الفرض والنافلة، أي جواز الجمع بين صيام الفرض والنافلة؛ كالجمع بين صيام القضاء وست مِن شوال، بنية واحدة، وبه قالت طائفة أخرى من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.


قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في «فتاوى الصيام» (438): [من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح؛ لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، أو أجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء.

هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامَها قبل القضاء لم يحصل على أجرها، لقول النبي ﷺ: (من صام رمضان ثم أتبعه بستٍ من شوال، فكأنما صام الدهر).

ومعلوم أنّ مَن عليه قضاء فإنه لا يُعد صائمًا رمضان حتى يُكمِل القضاء]. انتهى كلامه.



يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس