عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-11-2021, 01:42 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المُجاهد بقلمه: فضيلة الشيخ علي بن حسن بن عبدالحميد الحلبي الأثري - رحمه الله تعالى-.

تتمـــَّـــة

الصنف الثالث:

خرج علينا غلاة (الجرح والتّجريح)، فرجَّحوا عدم جواز التّرحُّم على الشيخ! وبعضهم ترحَّم! مخالفاً في ذلك قواعدهم في عدم التّرحم على ( .... )!.

و«لا يُستهجن ذلك على أهل هذا الزّمن، الذي هو زمن الفتن والمحن، وظهور الفسق والخيانة، وقلة الأمانة والدِّيانة».

يُروى عن عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه إذا جاءه طلبة العلم يقول لهم: «شنتم العلم وأذهبتم نوره، ولو أدركني وإياكم عمر بن الخطاب لأوجعنا».

«فمن اشتغل بعيب غيره عن عيب نفسه؛ ففيه شبه مِن شُعب الخوارج».

قال سلطان العلماء العز بن عبدالسلام –رحمه الله-: «والعلماء ورثة الأنبياء، فينبغي أن يعرضوا عن الجهلة الأغبياء، الذين يطعنون في علومهم ويلغون في أقوالهم، ويفهمون غير مقصودهم....، فكما جعل لكل نبي عدواً مِن المجرمين، جعل لكل عالم من المقربين عدواً من المجرمين.
فمن صبر من العلماء على عداوة الأغبياء كما صبر الأنبياء، نصر كما نصروا، وأجر كما أجروا، وظفر كما ظفروا، وكيف يفلح مِن يعادي حزب الله، ويسعى في إطفاء نور الله؟! والحسد يحمل على أكثر من ذلك(!)».(1)

«فما بال الناس يعرفون عيوبهم ولا ينتقلون عنها، ولا يرجعون إلى الصواب؟!».(2)

و«إنَّ العلماء اليوم في حاجة ماسة بل ضرورة ملحة إلى تفهم دينهم, واتفاق كلمتهم, واجتماع قوتهم في الرّد على أعداء الله -تعالى- ليعظم شأنهم, وتملأ القلوب هيبتهم، وتنفذ كلمتهم».(3)

فالعمر أقصر مـدة *** والوقت يمضي بالعجل
لا ينفعنكم التأسف *** بعــد ما يقضي الأجــل
والله ليس نفوسكم *** تركت سدى لا تشتغــل
فغداً سيسأل كلكــم ***عمــا جنى عمـــا فعـــل
ماذا يكــون جوابه *** أم لــم يجب عمــا يسل
ما الدِّين إلا النُّصح *** والله الموفـــق للعمــل.

*****

ووثقـــوا عـروة الإسلام أوهنـــها *** تفرق فيكــم قـد حـــل مخترمــا

هذي اختلافاتكم كم شخصت بكــم *** وسفهــت عرب الإسلام والعجمـا

أليس أكمـــل هــذا الدين ربكـــــم *** أما أتــم عليكــم فضلـــه النعمــاء

يا ليت شعري ففيما ذا اختصامكم *** وما الذي بعـده ترضونه حكمــــا

كـــم ذا التنازع ريح العز أذهبــها *** كم ذا التشاجر ويحاً أثمر السدمــا

كم ذي الفتاوي وكم تكفير إخوتكم *** كـــم ذا التشاتـــم واذلاه واندمـــا

هـــــذا الذي فتر الإسلام نهضـــته *** هـذا الذي قصر الأعزام والهممـا

هـــذا الذي حيَّر الأحـــرار ترقيـــة *** هــذا الذي غير الأخلاق والشيمـا

الله الله كـــــونوا أصدقــــاء كمـــــا *** كانت معــاشرة أسلافنـا القدمـــا

الله الله إن كنتـــــم لهــــــم خلفـــــا *** فتابعوهم مع الإحسان لا جرمــا

وثقفــــوا أود الأحــــداث تربيــــة *** حتى تقوم بهم شوق الكمال نـمى

ضيعتموهم إذا الأقــوام غيركم *** حازوا الفنون وفاقوا في النهى حكما

غـــداً سيسأل كــــل عن رعيتــــه *** فمـــا جوابكـــم يا معشر العلمــاء.


«وفي الجملة - أيَّدكم الله-: إذا رأيتم طاعنًا على صاحبكم فافتقدوه في عقله -أولاً-، ثم في فهمه، ثم في صدقه، ثم في سنِّه، فإذا وجدتم الاضطراب في عقله دَلَّكم على جهله بصاحبكم، وما يقول فيه وعنه، ومثله قلة الفهم، ومثله عدم الصدق، أو قصوره؛ لأن نقصان الفهم يؤدي إلى نقصان الصِّدق بحسب ما غاب عقله عنه، ومثله العلوُّ في السنِّ فإنه يشيخ فيه الرأي والعقل؛ كما تشيخ فيه القوى الظاهرة الحسية، فاتهموا مثل هذا الشخص واحذروه، وأعرضوا عنه إعراض مداراة بلا جدل ولا خصومة...».
(4)


يُتبع إن شاء الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «قواعد الأحكام» (ص: 24).
(2) «طبقات الشافعية» (ص: 452).
(3) «مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (15/ 339).
(4)«التذكرة والاعتبار» (ص:42).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس