عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-04-2021, 09:37 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي دفاعا عن الإمام الألباني - لتلميذه الشيخ علي الحلبي - رحمهما الله -

دفاعًا عن الإمام المحدِّث محمَّد ناصر الدِّين الألباني
(ت 1420 هـ)

-قدَّس الله روحَه، ونوَّر ضريحَه-


بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم


إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ -لَا شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمَّا بَعْدُ:
فهذا نظمٌ عِلميٌّ يَحوي جانبًا من الحقِّ الواجبِ علينا تُجاه شيخنا الأستاذ الحبيب، ووالدنا العلامة الأريب أبي عبد الرَّحمن ناصر الدِّين الألباني -أسبغَ اللهُ عليه شآبيب رحمته-...
... وصلى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب:
أبو الحارث الحلبي الأثري
-عُفي عنه-


مدخَل

الحمدُ للهِ العظيمِ الشَّانِ ... ثم الصَّلاةُ على النَّبي العدناني
والصَّحبِ والآلِ كذاكَ لِتابعٍ ... بالخيرِ والحقِّ من الإحسانِ
فالقصدُ من هذا القصيدِ وَفاؤُنا ... بالحقِّ نحو إمامِنا الألباني



طلبُه لِلعلمِ

كبِرَ الفتى مُتعلِّمًا وشُيوخُهُ ... عددٌ فمنهمْ (والدٌ) ذا الحاني
والشَّيخُ (بهجتْ) عالِمٌ متفرِّدٌ ... بل زِدْ عليه (سعيدًا البرهاني)
والشيخُ (راغبُ) في الحديثِ تَخصُّصٌ ... أعطى إجازتَه له بِبَيانِ
فهمُ شيوخُ العلمِ في سوريَّةٍ ... أكرِم بهم عِلمًا وخُلقًا ثاني
لُغةٌ وعِلمُ الفقهِ أو في سُنَّةٍ ... أو عِلمِ تجويدٍ لذا القرآنِ
فلْيخسأِ القَوَّالُ جهلًا فاضحًا ... أن لا شيوخَ له بِلا تِبيانِ



الجامعة الإسلاميَّة

في صرحِ جامعةٍ كثيرُ مشايخٍ ... عَظُموا بِفقهٍ ثابتِ الأركانِ
في طَيْبَةَ النُّورِ اجتماعٌ خيِّرٌ ... فيه الهدى بالعلمِ والإيمانِ
بِمدينةِ المختارِ عزَّ جَنابُها ... في ذكرياتٍ دونما نِسيانِ
للدعوةِ الغرَّاءِ دعوةِ أحمدٍ ... في منهجِ الأسلافِ بِالعِرفانِ
كانت ثلاثًا من سنينٍ بَرَّةٍ ... منها التلاميذُ اهتَدَوا بِأمانِ



أخلاقُه

أخلاقُه في ذُروةٍ بِتأدُّبٍ ... من نورِ أحكامٍ منَ القرآنِ
بِمحجَّةٍ بيضاءَ كان طريقُه ... في منهج السَّلف الهُدى الرَّبَّاني
فتواضُعٌ في الشَّيخ خُلْقٌ واضحٌ ... لا يختفي إلا على العُميانِ
قد كان دَومًا كالحكيمِ مُردِّدًا ... حُبُّ الظُّهورِ مُقوِّضُ الأركانِ
والصَّبرُ منه شِعارُهُ ودِثارُهُ ... فتأدُّبٌ وتجلُّدٌ نُورانِ
كانا بِصدرِ الشَّيخِ ضَوءًا ساطعًا ... بهما تفجَّرَ عِلمُه الرَّبَّاني
ورُجوعُه للحقِّ نهجٌ ظاهرٌ ... في كُتبِه ومجالسِ الخِلَّانِ
لا بالتَّكبُّرِ أو غُرورٍ قاتلٍ ... أدَبٌ وعِلمٌ فيه مُجتمعانِ
وتعقُّبٌ تَعقيبُ ذا أكرِم بِهِ ... لِمُجالسٍ فيها بلا أضغانِ
لا ليس يَحقِدُ أو يُكِنُّ بِقلبِهِ ... غِلًّا به يَعلوكَ كالبركانِ
وجهٌ توحَّدَ ظاهرًا أو باطنًا ... بِصراحةٍ لا ما له وجهانِ
فالحقُّ عنوانٌ له في نفسِه ... من غيرِ تزييفٍ ولا مَيَلانِ
زِدْ فوق هذا رِقَّةً رَقراقةً ... بالدَّمعِ تَغرَق منه ذي العَينانِ


الابتلاءات والمِحَنُ

إنَّ البلاءَ إذا يَحِلُّ بِمسلمٍ ... عنوانُ فضلِ الثَّابتِ الإيمانِ
فالشَّيخُ في محنٍ تَحُلُّ بِجَنبِهِ ... من سِجنٍ او نفيٍ كذا عُدوانِ
...
لكنَّ صبرَ الشَّيخ قُلْ ودُعاؤُهُ ... لله باللهِ فَمَوصولانِ
...
كذبوا عليهِ وثوَّروا أتباعَهمْ ... فالجهلُ منهُم والهوى وِقرانِ
لا لستُ أعذِرُهُم فَهُمْ بِخطابةٍ ... وكتابةٍ أيضًا وبالهَيَجانِ
قد جئتُهُ في بيتِهِ مستفسِرًا ... فإذا به مُتماسِكُ البُنيانِ
قد قال قولًا صابرًا ومُصبِّرًا: ... ذاكَ الهُراءُ كَزَوبعِ الفنجانِ


دعوته ومنهجُه

طالَتْ منارةُ شيخِنا في دعوةٍ ... أقطارَ دُنيا في جميعِ مكانِ
عَمَّانُ سورِيَّا الرِّياضُ ومِصرُهُمْ ... يَمَنٌ وتونُسُ قُلْ كذا بِعُمانِ
وكذاكَ أمريكا أُورُبَّا مِثلُها ... وجزائرٌ حتى إلى لُبنانِ
عِلمٌ تَشَيَّدَ بالصحيحِ بِناؤُهُ ... دون الجهالةِ أو بِقَولٍ ثاني
(العلمُ قال اللهُ قال رسولُهُ ... قال الصَّحابةُ) دون رأي فُلانِ
وكذاكَ توحيدٌ تحقَّق أصلُهُ ... لَمُهدِّمٌ أركانَ ذي العدوانِ
مِن مُشرِكٍ أو بالخرافةِ غارقٍ ... مُتكلِّمٍ في منطقِ اليونانِ
وكذا التصوُّفُ في ابتداعٍ جاهلٍ ... مِن مارقٍ مُتراقصٍ خَوَّانِ
فالحقُّ تصفيةٌ وتربيةٌ كذا ... في دعوةٍ سارتْ مدى المَلَوانِ
ذي دعوةٌ أهلُ الحديثِ رجالُها ... وكذاكَ مثلُهمُ ذوُو القرآنِ



ثناءُ العلماءِ عليهِ

مِن غيرِ إحصاءٍ ولا حصرٍ ولا ... عدٍّ ولا تَحريرِ ذي الحُسبانِ
إنِّي لأذكُر (بعضَ) مَن قد أنصفوا ... فثناؤُهُم تَبجيلُهم نُورانِ
هذا (ابنُ إبراهيمَ) شيخٌ عالِمٌ ... شيخُ ابنِ بازٍ إذْ هُما عَلَمانِ
فالشَّيخُ والتلميذُ شيخٌ مِثلهُ ...كلٌّ له مُثنٍ بِلا خِذلانِ
قال (ابنُ بازٍ): إنَّه لَمُجدِّدٌ ... عِلمَ الحديثِ بِجُهدِه الوحداني
و(ابنُ العثيمين) الفقيهُ بِعِلمِهِ ... نَصَرَ الحقيقةَ دونما كِتمانِ
والشَّيخ (حمَّادُ) الكبيرُ بِسُنَّةٍ ... هو عارِفٌ فضْلًا بِلا ثُنيانِ
والشَّيخ (عَبَّادٌ) إمامُ مدينةٍ ... وكذاك (شَقرةُ) في جميلِ بيانِ
وكذاكَ (سِنديٌّ) وقُلْ (فُلَّاتَةٌ) ... و(بَديعُ دينٍ) مثلُ شيخِ (أمانِ)
وكذاك مُفتٍ في الرِّياضِ فإنَّهُ ... مِن (آلِ شَيخٍ) عِلمُهم رَبَّاني
وكذاك غيرُ أولاءِ مِن علمائِنا ... في ذا الزَّمان كذا بكلِّ مكانِ



شبهاتٌ وأجوبتها

أهلُ الجهالةِ وجَّهوا بِسهامِهمْ ... للشَّيخ شُبهاتِ الهوى الشَّيطاني
لكنَّها سقطتْ وطاحتْ مثلَما ... يَهوِي الغَريمُ بِضربةٍ وطِعانِ
وكذا الحسودُ بِضُرِّهِ وبِشَرِّهِ ... هو غارقٌ في هُوَّةِ الخسرانِ
مِثلٌ لِهذَينِ الضَّعيفُ تَردُّدًا ... بين المحِقِّ وبين ذي البطلانِ
لا ليس يَدري أينَ يأوي آخِرًا ... مِن أوَّلٍ كَتَلَدُّدِ الحَيرانِ
قالوا: مُحدِّثُ غيرُ ذي فِقهٍ ولا ... عِلمٍ به قولَ المُسيء الشَّاني
قُلنا: فسادٌ قولُكم بل باطلٌ ... فالفقهُ عند الشَّيخِ أصلُ مَباني
هذا الحديثُ بأصلِه وبِفصلِهِ ... هذي "الفتاوى" شاهدٌ لِعيانِ
وكتابُ ربِّي قبلَ هذا كلِّهِ ... أصلٌ أصيلٌ مِن هُدى الفرقانِ
أين المثيلُ بِكُتبِ فقهٍ قد مضى ... لِكتابِ "أحكام الجنائز" داني
وكذا "الثمارُ المُستطابةُ" جَنْيُها ... فِقهٌ له العينانُ شاخصتانِ
وكذا تعقُّبُ "فقهِ سُنَّةِ" سيِّدٍ ... بالفقهِ والأصلَين والقرآنِ
و"جِيادُ تعليقاتِه" لكنَّه ... مفقودُ ثم وجدتُهُ بِبَناني
إن كان هذا غيرَ فِقهٍ فَمَنْ ... هو ذا الفقيهُ الحقُّ بالبرهانِ
...
قالوا بإرجاءٍ تلبَّس شيخُكمْ ... قد زلَّ فيه بمنهجِ الإيمانِ
قلنا لهم يا قومُ ربَّكمُ اتَّقوا ... خيرٌ لكمْ مِن قولِ ذي البهتانِ
هذا هو الظُّلمُ الظَّلومُ فَجَهلُكمْ ... لا يَنطلي إلا على الصِّبيانِ
أنتمْ لِجهلِكمُ خلطتُمْ باطلًا ... بالحقِّ لكن دونما أوزانِ
فالحقُّ خَسرانٌ بِباطلِ قولِكمْ ... هذي الحقيقةُ دونما نُقصانِ
فالشَّيخُ في (التَّكفيرِ) ضابطُ قولِهِ ... عِلمٌ وعِلمٌ ثم عِلمٌ ثانِ
لا بالجهالةِ والحماسةِ قائلٌ ... أو بالعواطفِ ليس يجتمعانِ
يكفي لدى الشَّيخ الثَّناءُ مِن الأُلى ... عرَفوا العلومَ وحقَّقوا بِبَيانِ
الشيخُ (عبدُ العزيزِ) ومثلُه ... (إِبنُ العُثيمينِ) هُما صِنوانِ
قد وافقوهُ وأيَّدوا ما قاله ... بالحقِّ والتَّصريحِ والبرهانِ
إنِّي وربِّي حالفٌ بِرًّا بهِ ... أنَّ الجهالةَ فيهمُ وَصفانِ
وصفٌ من الجهل البسيطِ تلبَّسوا ... ظُلمًا به ثم المركَّبُ ثانِ
لا يَعرفون رجاءَنا حقًّا ولا ... إرجاءَ جهلٍ مِن أُولى الهذَيانِ
إن العجائبَ منهمُ لا تَنقضي ... بجهالةٍ ومقالة البهتانِ
...
قالوا: فشَيخٌ لم يُرَبِّ لأُمَّةٍ ... خُلُقًا ولا أدَبًا هُما مِثلانِ
قلتُ: العلومُ بها تربَّى شيخُنا ... وبها تربَّى جيلُنا القرآني
إن لم تكنْ هذي العلومُ مُربِّيًا ... قل لي بِربِّك هل هما شيئانِ
فالعلمُ تصفيةٌ وتربيةٌ بهِ ... فهُما كَحالٍ بعدُ متَّحدانِ


جائزةُ الملك فَيصل للدِّراساتِ الإسلاميَّة

قد حاز شَيخي في العلومِ مكانةً ... أسمَى من المُلكِ لذي التِّيجانِ
قد جاءتِ الدُّنيا لِتسعى نحوهُ ... فإذا بها مردودةٌ بِهوانِ
لكنَّ أهلَ الفضلِ مِن إنصافِهمْ ... عرَفوا له فضلًا مَزيدًا ثاني
مِن قبلِ وقتٍ مُذْ شُهورٍ قد مضتْ ... جاء المُهاتِفُ مُخبرًا بِأمانِ
أن نالَ شيخٌ للحديثِ مكانةً ... أخرى تُضافُ له من الشُّكرانِ
من فيصلٍ بِجوائزٍ قد خُصِّصتْ ... للعلمِ تكريمًا بِلا مَنَّانِ
فَلْتَهنئي يا جائزاتُ بِفرحةٍ ... فرَحًا به عِزٌّ مدى الأزمانِ



وفاتُه
....
في موتِ عالِمِنا حياةٌ حُرَّةٌ ... فالموتُ للعلماءِ ذِكرٌ ثانِ
أمَّا الجهالةُ أهلُها هُمْ مثلُها ... قد طُيِّروا مِن جهلِهمْ كدُخانِ
هُم ميِّتونَ بِذي الحياةِ ولو مضَتْ ... أنفاسُهُمْ في نبضِهِمْ بِثوانِ



خاتمة

والختمُ مِنِّي دعوةٌ موصولةٌ ... بالحبِّ والتَّقديرِ والعِرفانِ
لا لستُ أَغلو أو أكونُ مُفرِّطًا ... فَكلامُنا في شيخِنا وسطاني
لا لستُ أرجو فخرَ دُنيا إنَّني ... مولايَ أسألُ حِفظَه لِجَناني


منتقى من: "المنظومة النونيَّة في مآثرِ وآثارِ ورثاءِ العلامة الألباني مُجدِّد علوم السُّنَّة النَّبويَّة"، لفضيلة الشَّيخ العلَّامة عليِّ بنِ حسنٍ الحلبيِّ -رحمهما الله رحمةً واسعة-.
رد مع اقتباس