عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-25-2014, 02:43 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb القول الصّدّاح في تنافر ـ أصحاب مجلة الإصلاح ــلا شماتة بل بيان و إيضاح

القول الصّدّاح في تنافر ـ أصحاب مجلة الإصلاح ــ

لا شماتة بل بيان و إيضاح
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسوله ومجتباه ،وعلى الآل و الصحب الكرام أهل البذل والعطاء و الشرف والجاه .

أما بعد:

يقول الله تعالى {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}..

قال ابن كثير في البداية و النّهاية (مجلد:4،ص:633) ـ ط :دار البيان العربي:

"قال ابنُ السماك :قال معاوية ـ رضي الله عنه ـ [كلّ الناس أستطيع أن أرضيه ،إلا حاسد نعمة؛فإنه لا يرضيه إلاّ زوالهـا ]

وقال الزهريّ،عن عبد الملك بن مروان ،عن أبي بحريّة قال :قال معاوية :"المروءة في أربع ؛العفاف في الإسلام ،واستصلاح المال ،وحفظ الإخوان ،وحفظ الجار "

إنّ من نعم الله علينا ـ في الجزائر ـ هاته الأيّام زيارة فضيلة الشيخ "عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري " أعانه الله و بارك فيه ،و حصل بسبب زيارته خير كثير وانتفع به خلق وفير ،وتزاحمت الركب في مجالسه في اشتياق إلى العلم الموروث عن النبيّ الكريم ،فجال الشيخ حفظه الله في البلاد بما يسره الله له ولإخوانه ـ عقد فيها مجالس نافعات ،و أتحف طلبة العلم بالدرر الخالصات ،ومن باب لا يشكر الله من لا يشكر النّاس ،فإن أبناءه و إخوانه ـ يشكرون فضيلة الشيخ عبد المالك على ما قدّمه من جهد في إبراز السنة والدعوة إليها ـ فجزاه الله خيرا ــ ومن بركة العلم بذله و إنفاقه كبذل المال بل هو أولى من بذل المال ..

ولكن بعض القلوب المريضة من ذوي الشنآن تطاولوا على الشيخ حفظه الله ،تحذيرا و تنفيرا ،فكان الجواب بيننا و بينكم (يوم المجالس) فكانت الجموع تأتي هاته المجالس زرافات ووحداناً ،مما زاد تلكم القلوب المريضة ـ غيظا و شنآنا ـ وما تثبيطهم ،بل وحبكهم القصص الخياليّة إلا دليل إفلاس القوم ــ فألقموا حجرا ــ

لقد خرج ذيّاك المرتاب ،مصبرا بنو (غلوائه) ــ إن الأمر فيه تلبيس ــ فقد خلطوا الرديّ بالنّفيس ،و أيّ نفاسة في كذب ظاهر ،سارح في أوهامه و تخيلاته ــ إنها آثار الصدمة المؤلمة ..

أترجو أن أموت و أنت حيّ**فلستُ بميّت حتى تموتَ

ثبت في الصحيحين من حديث الزهريّ عن حميد بن عبد الرحمن ،عن معاوية رضي الله عنه أنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدّين ،و إنما أنا قاسم و الله يعطي ،ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر الله و هم ظاهرون ))و في رواية للبخاريّ ((وهم على ذلك))..

فتأمّل أيها اللبيب العاقل هذا الحديث العظيم ،الذي فيه أن الخيريّة في العلم لا في الزخارف والنمارق ،وتخويف الناس و إرهابهم ـ فكريا ــ على منهج{اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم}

ثمّ تأمل ،كيف أن هذا العلم رزق من عند الله ،ينهل ويغرف منه من كان حظه من ميراث النبوة الصافي ،فإن كنت على هذا فلا تخافنّ ولا تحزن لا تبتئس بما يقول (الحسدة ولا المغرضون) ..

أما الظهور فهو ظهور أبدان مجتمعةَ الأفهام ـ أو ظهور حجة ناصعة وبرهان تامّ .

قال ابن القيّم رحمه الله ـ إغاثة اللهفان ــ (ص:407):"و أما المقام الثاني :الذي وقع فيه الغلط ،فكثير من النّاس يظنّ أن أهل الدين الحق يكونون في الدنيا أذلاّء مقهورين،مغلوبين دائما ،بخلاف من فارقهم إلى سبيل أخرى ،وطاعة أخرى ،فلا يثق بوعد الله بنصر دينه و عباده ،بل إما أن يجعل ذلك خاصا بطائفة دون طائفة ،أو بزمان دون زمان ،أو يجعله معلقا بالمشيئة ،و إن لم يصرّح بها.وهذا من عدم الوثوق بوعد الله تعالى ،ومن سوء الفهم في كتابه .."اهـ

إنّ السهام (التي يرمى بها الأبرياء ) ستعود على أصحابها ،و سينقلب الحسدة تأكلهم النار و تلتهب في أحشائهم ،وهذا الصنف الذين ظنّوا أنهم أوصياء على هذه الدّعوة أوتوا من قبل جهلهم (في درجات أو دركات ...) يقول ابن القيّم موضحا جهل هؤلاء (إغاثة اللهفان، ص:405):"فإن العبد إذا اعتقد أنه قائم بالدّين الحق ،فقد اعتقد أنه قد قام بفعل المأمور ظاهرا وباطنا،وترك المحظور ظاهرا وباطنا،وهذا من جهله بالدّين الحقّ،وما لله عليه ،وما هو المراد منه ،فهو جاهل بحقّ الله عليه ،جاهل بما معه من الدّين ،(قدرا ،ونوعا،وصفة) ..."اهـ

فتأمّل يا رعاك الله إلى هذا الكلام المتين ــ من عالم عارف بربّ العالمين ــ تشرّب قلبه كلام الله وكلام سيّد المرسلين ،وتأمّل ــ من يمنّ على الله ثم على النّاس ــ بسلفيته ،وتسنّنه ،حتّى صار يلزم الناس بأقواله و تصرّفاته ــ ويزعم أنها الدّين التام الكامل ــ فرحم الله من عرف قدر نفسه ،قال الذهبيّ رحمة الله عليه [ ...و إن تعذّر ذلك فدينك ما به عوضٌ،فمن اتقى الله تعالى كفاه النّاس ،و من أرضى الناس بسخط الله تعالى سلّط الله عليه من أرضاه،وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ))اهـــ(بيان زغل العلم27/28)للذهبيّ.]

لقد سلك ــ غلاة التجريح ــ إلزام النّاس بآرائهم و نسبتها للشرع ،وإناطة الولاء والبراء عليها ،و غالب أحكامهم في الناس بالجهل و الهوى و التعصّب ــ لآراء الرجال و التحزّب لها ــ ناسبينها إلى الشرع الحنيف ،و أن السنة لا تثبت لأحد إلا (بتزكية فلان ابن فلان) ــ بإلزام و تعنيف ــ وما هو إلا تشغيب وتطفيف.تحسينا للظنّ بأنفسهم و مذهبهم ـ

ويسيئ بالإحسان ظنّا لا كمن**هو بابنه و بشَعْرِه مفتون..

فماذا يعيب هؤلاء على الشيخ عبد المالك رمضاني ؟؟

يقول ــ الحسدة ــ :

إنه خالف الشيخ ربيعا (في الشيخ الحلبي ) ..و في غيره من الأفاضل ،ومعه أولئك الأفاضل ..

لكن إلزامهم – إياه – بمتابعتهم و رضاه بكلّ ما يقولون ـــ مخالف للصواب ـــ و إنما الإلزام باتباع الكتاب والسنة ــ المتفق عليها ــ وحتى السنة ،يعفى الإلزام بما اختلف فيه السلف رضي الله عنهم

فكيف بقول ــ شيخ ــ يصيب ويخطئ ..

حبّ الرياسة داء لا دواء له **و قلّما تجد الراضين بالقسم .

أيها الشانؤون أقصروا ،فإن للشيخ على ما هو عليه – حجة - ،وإنّ في مخالفته (لمن تقلدون) لمصباح يمشي به في الدّلجة ..

أيها الحاقدون: أبصروا ــ فإن على رأيه أفاضل من أهل العلم والسؤدد ــ فاقتصاركم في ذمه (ومن هم في درجته)دون من هو أعلى فضل ــــ لدليل على تفريقكم بين المتماثلات ..فإن قلتم أقمنا عليه الحجة ،جاء الجواب سريعا ـــ لم لا تلزمون و تقيمون الحجة على من على شاكلته في الرأي ــ أم أنها موازين القوم المقلوبة (المنصوبة للضعفاء أو ما تصله أيديهم ) قصيرة عمن قرأ و إن زعمتم (أنه لا يقرأ) ها قد صرّح أنه قرأ ــ و ردّ تلك الأكتوبة ــ فأين شجاعتكم يا فرسان (المجالس الخاصة ) ؟؟

فإن قلتم نحفظ المكانة ــ كان الجواب سريعا ــ هل المكانة أولى بالحفظ و الرعاية من (الديانة) ،ثم أين(الإبانة )؟؟؟

النّاس مثل زمانهم**قدّ الحذاء على مثاله

و رجال دهرك مثل دهرك**في تقلبه وحاله

وكذا إذا فسد الزمان**جرى الفساد على زمانه..

وهاك أيها اللبيب شيئا من تقلبات القوم (فاعقلها) ،و ثبّت بها قلبك ثبتني الله و إيّاك ..

سنبدأ بتلكم التحريشة الرخيصة ــ على الشيخ فركوس ـــ حين هرع صاحبه إلى قسنطينة ،فتشاور مع بعض الغلمان من طلبة العلم في آخر الزمان ،فأجمعوا أمرهم على الاتصال بالعوالي ،و سؤالهم عن حال مقدمهم (أو ) تُرسهم (اليوم) و لك أن تتأمّل (سرعة التقلب و الاضطراب) ..

فكان الجواب : "ضعيف في المنهج " وفسّره و يا للأحلام الساقطة ،والعقول التي لكل (كا تسمع لاقطة) ..اعتناؤه بالأصول ــ معيب ــ و عدم كلامه في الأفاضل مريب ...

ثم عادت المياه إلى (مجاريها) تحت عناية صاحب العوالي (لكن هل نسي القوم قاعدتهم ــ الجرح المفسّر مقدّم على التجريح[إطلاقا مطلقا] ـــ ) ..

ولا تغترّن بمن يقول :إن الشيخ أبا عبد المعزّ سمع المقال ،وامتثل في الحال ..فإين ما يمليه الامتثال من الصراحة في التحذير والتصريح بالتنفير ،فإن قالوا لا وقت عنده (أو ليس مشتغلا بهذه الأمور) كان الجواب على الفور:

1/ إذا لا يزال الضعف في المنهج ساريا

2/ أو سؤال: ولم ردّ على الحجوري أم كان فارغا؟؟(نعم قد يقولون : ردت الإدارة ،كان الجواب لكن رهن الإشارة) ..

ثمّ لا يزال ــ يقرر في الموقع خلاف تقريرات صاحب العوالي ،ولا يزال على قوله في الاختلاط و خبر الآحاد و غيرها مما بدّع به غيره (أم أن الأمر ــ حسب الموافقة و المطابقة ــ ولو بالسكوت والإطباق ؟؟)..

هذا و إن في مجلس الشيخ الفاضل "عزّ الدين رمضاني " مع الشيخ الكريم "بن حنفية عابدين " (المسجّل) المنشور على الشبكة ـــ لمخالفتهم بعضهم بعضا في الرجل (و الرجال) خير مثال و دليل و كذا غيره ..

ثم لا تسل عن اضطراب ــ نافخ الفتنة ومسعّرها ــ الذي كتب قبيل أشهر مقالة سيّئة ،اتهم فيها (الشيخ عبد المالك الرمضاني بأنه يثني على الحركيين) و يا لغباء المستمعين و المصفقين ،هذه كتب الشيخ الرمضاني طافحة بالردّ عليهم (قبل مقالك بسنوات ) وبعد مقالك تنشر وتطبع (فلا ندري بأي عقل يقبلون هذه الترّهات ) ..و الأراجيف الخاويات، نسأل الله الثبات ..

هذا الرجل الذي افتتح (منتدى سمّاه: التصفية والتربية) ،وقام بتسجيل مكلمة للشيخ عبد المالك وتفريغها (طلبا للنصيحة لهاته المنتديات ) ،ثم يتبيّن أنه رجل كثير التقلّبات هكذا قال من عرفوه عن قرب ..وهذا اشتهر عنه فلا تكاد تمر سنة إلا جاء بالعجائب و المقالب ..

وما معانقة (الشيخ العيد) و البكاء والنحيب بخافية عنك أيها النجيب ..

أردفت هاته القصة الثانية (لأبرهن لك أيها الحبيب ،أن ما مضى عن موقفه من الشيخ الرمضاني و التزلف إليه ليس من باب أنه لم يكن يظهر مخالفته للشيخ ربيع ــ لأن الشيخ العيد شريفي كان مخالفا ـ بل بدعه القوم و أخرجوه من السنة ) ــــ هنا تعلم / أنه حاول أن ينجّي نفسه من المقصلة فنكص على عقبيه ،ومسح بسرعة يديه ــ لعله تصيبه شفاعة القوم) بما أظهر من الشناعة فجعل عرض مشايخه (شمّاعة) .فطوبى لمن أفلت من الفتن في هاته السنوات الخدّاعة..

خلاصة و تنبيه:

ذكرت نتفا من تناقضات و اختلاف القوم (مع اجتماعهم بأبدانهم) لتعلم أن اجتماع الأبدان لا يغني عن اجتماع الأفهام ..و لو خرجوا بعد ذلك ببيان (فهل يستطيع جمعهم عن بكرة أبيهم) ليوقعوا شهادة وفاتهم (بطعنهم في الشيخ عبد المالك رمضاني) ..؟؟؟

فالخلاف في الأحكام (لا يوجب عندهم تفرق) إلا (ما أمروا به من تفريق ) تحت قاعدة التعاون والمعذرة (بصورة مشوهة) .ضاهوا فيها قائلها الأوّل ...

شرّ الأخلاّء من كانت مودته**مع الزمان إذا ما خاف أو رغبا

إذا وترتَ امرأً فاحذر عداوته **من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا

إن العدوّ و إن أبدى مسالمة**إذا رأى منك يوما فرصة وثبا

فليعلم ذاك الشاني الطاعن في الشيخ الرمضاني ،أن اختلاف مشايخه (ليس في اجتماع أبدانهم إنما في مواقفهم ممن تبدعون و أحكامهم فيمن تطعنون )
{ أليس الله بكاف عبده و يخوفونك بالذين من دونه}

كتبه في مجلس واحد: أبو محمد عبد البرّ عمر بن محمد بن علي البومرداسي
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس